صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

الأسمرات.. فن زراعة الأمل

صفاء نوار

الإثنين، 13 يوليه 2020 - 09:07 م

شاهدت أمس الأول الرئيس عبد الفتاح السيسى يتجول فى مساكن الاسمرات التى كان يفتتح مرحلتها الجديدة والتى توفر 74440 وحدة سكنية للقضاء على العشوائيات شاهدت الشقق المجهزة شكل العمارات التى تليق بوجه مصر الحضارى.. وتذكرت كيف كانت العشوائيات فى مصر فقد كان عملى الصحفى بالاخبار والإنسانى فى مؤسسة مصطفى وعلى امين الخيرية فى معظمه مع سكان العشوائيات فى أماكن شديدة الخطورة واتذكر انه بعد حادث سقوط صخرة الدويقة عام ٢٠٠٨ بدأنا فجأة نكتشف ان ثلث سكان مصر يعيشون فى مناطق خطرة وغير آمنة وبدأنا عمل الأبحاث والدراسات لنجد بأن عدد سكان العشوائيات وصل إلى ٢٥ مليون نسمة تنقسم المناطق الخطرة إلى أربع درجات من الخطورة»، «مناطق غير مخططة، ومناطق غير صحية منها 24 منطقة مهدِّدة لحياة الإنسان (خطورة من الدرجة الأولى) فيها ما يقارب 23 ألف وحدة سكنية.
25 مليون نسمة من سكان مصر يعيشون فى مناطق فى منتهى الخطورة وغير آمنة.. اعتذر فلم يكون هؤلاء يعيشون كانوا يغرقون فى العشوائية والفوضى لا يجرؤ أى منهم على أن يحلم مجرد حلم بأن تتغير الأوضاع وكانت العشوائيات دائما تمثل وجعا فى قلب كل مصري.. عائلات من ٦و٧ أفراد ويمكن أكثر تعيش فى غرفة واحدة وحمام ومطبخ مشترك..أطفال ورجال ونساء بلا خصوصية، سنوات وسنوات ولا أمل فى أى تغيير اعتدنا زيارة هذه الأسر فى مساكنهم فى محاولة لتلبية احتياجاتها كنا نشعر أنا وزملائى فى باب لست وحدك بآلامهم ونحاول الوقوف بجوارهم ونساند وندعم ولكن ما باليد حيلة،.. لا يوجد أى أمل.. حياتهم دائما فى خطر داهم فهم يعيشون تحت صخور المقطم وفى اسطبل عنتر وبطن البقرة والجبل الأصفر.. اسماء كلها تدل على بؤس حال أهلها لم احلم يوما ان تتغير الأحوال ولكن الأحلام تحولت إلى واقع فقد وجدت فى الاسمرات الحلم الذى لم اتخيل ان يتحقق يوما.. الاسمرات ليست مجرد شقق جميلة ومجهزة فقط ولكنها حياة بكل تفاصيلها من مساندة ومساعدة ورعاية وعناية فقد أصبح سكان العشوائيات المنسيون المهملون سابقا على رأس أولويات الدولة.. نقلة حضارية ترتقى بالإنسان وتزرع الأمل والعزة والكرامة داخل كل طفل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة