الإثنين، 13 يوليه 2020 - 09:09 م

بحكم العمل الصحفى تجولت كثيراًـ ولسنوات طويلة ـ فى العشوائيات التى امتلأت بها مصر فى العهود السابقة، نبحث عن عناوين المواطنين الذين يرسلون خطابات الاستغاثة لأبواب ليلة القدر وأسبوع الشفاء..وخلافه من الأبواب الشهيرة التى أسسها الراحلان الكبيران مصطفى وعلى أمين، والتى كانت تتواصل مع الناس فى جميع محافظات مصر، لا يمكن وصف كم الأذى النفسى الذى كنت أعانيه ويعانى منه زملائي، وهوَ لا يحتاج لشرح، ولكن من كان يشاهد هذه المناطق فى برامج القنوات التليفزيونيةـ ليس كمن يشاهدها فى الواقع المر الذى كان يحيا فيه سكان هذه العشوائيات، وهم بالملايين، بيوت مهدمة واسقف خشبية واثاث مهلهل، وحارات ضيقة تملؤها مياه المجارى والحشرات، كانت عيون الأطفال التى تنظر إلينا كأننا جئنا من كوكب آخر تدمى قلوبنا، أليس من حقهم أن يحيوا فى بيئة صالحة ويمارسوا طفولتهم البريئة بعيداً عن الفقر والأمراض التى ابتلوا بها بحكم معيشتهم فأقل الأمراض التى كانت تصيبهم هو الجرب وجلودهم التى ملأتها القرح بسبب عدم وجود مياه نقية، وكانت أفضل الأسر فى هذه العشوائيات كما شاهدت يعيشون فى غرف مشتركة داخل شقة واحدة بدورة مياه واحدة، وكان السؤال الذى نتساءله بعد عودتنا للجريدة بعد يوم شاق، ألا لهذه العشوائيات التى تزداد يوما بعد يوم من نهاية ! هل مصر أم الدنيا يمكن أن توجد فيها مثل هذه الأماكن التى لا تصلح حتى لإيواء، ومعذرة، الحيوانات، وحتى جاء مشروع الأسمرات فى السنوات الست السابقة ليعيد إلينا الأمل فى حياة كريمة لسكان العشوائيات، إنه مشروع الأمل، مشروع استعادة الآدمية، إن ملف تطوير العشوائيات كان يحتاج لفكر مستنير وشجاعة فى اتخاذ القرار، والشكر واجب للرئيس السيسى عبد الفتاح السيسى الذى أصر على البناء والتغيير بالعشرات من المشروعات القومية التى سيقف التاريخ أمامها، وحمل على عاتقه مهمة الإصلاح بخطوات جادة، ولحكومة قوية استطاعت تنفيذها وتوفير الاعتمادات المالية لها، توفير الحياة الكريمة حق لكل مواطن، فالدول تُبنى بسواعد شعوبها، وترتقى بفكر مواطنيها، وإذا تم توفير المناخ الملائم وسُبل الحياة الكريمة لهم انطلقت ابداعاتهم وتحققت السلامة المجتمعية.