حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

الله يرحمك ياعم حسنين

حمدي رزق

الثلاثاء، 14 يوليه 2020 - 06:16 م

آخر مرة سمعت صوته الرخيم، طلبنى يعزينى فى وفاة شقيقتى، ودعا لها، وطبطب على قلبى، بكلمات من قاموس العزاء المصرى الراقي.
لم أكن ولم يكن، ندريا أنها آخر مكالمة فى هذه الحياة الفانية، لو علمت، لاستفضت فى السؤال، حتى سؤال الصحة والحال والأحوال كان مدخرا لوقت آخر، فى الجنة إن شاء الله.
عمى «حسنين كروم» رحل دون أن أودعه بما يستحق كرمى للأيام الخوالى الطيبة، وبما هو أهل له، فهو شيخ ومعلم جليل، ربما لا تعرفه الأجيال الشابة التى تسعى فى بلاط صاحبة الجلالة، سعى المحبين لمهنة البحث عن المتاعب.
جواهرجى من عيون جواهرجية الصحافة المكتوبة، نذر جل جهده فى التنقيب عن الجواهر الصحفية، ليصيغها بمهارة وحذق فى عقد فريد كان يزين جيد صحيفة «القدس العربى» اللندنية، كانت تتزين بمراجعات الأستاذ حسنين لما ينشر فى الصحافة المصرية، كتابة وطنية، حاذقة،كم كان أريبا فى اقتناص الجملة تلو الجملة، وربط الجمل بخيط حريري، فتتحول المقتطفات إلى مقالات لذة للقراء.
كان كريما لأقصى الحدود، ويتفنن فى توصيف المقالات، وكتابها، ولا يجنح أبدا لوصف مسيء، يترك الحكم للقراء أصحاب الحق الأصيل فى الحكم على ماهو مكتوب، لا يملى على القراء، ولا يغمز ولا يلمز، لكن مذاقه ناصرى، فكانت كتابتها عروبية بامتياز.
أترحم عليه امتنانا لفضله، وكم وقف من كتاباتى موقف المنصف الأمين، ميزانه لم يختل، ولم يسمح بشاردة تلون مقالاته، ورغم الموقف الذى كانت عليه صحيفة «القدس العربى» من القيادة المصرية، كان فى الجانب الآخر تماما، يصيغ موقفا محترما باحترام بالغ للصحافة المصرية، كان سفيرا لكتاب مصر المحروسة فى صحيفة مقروءة خارج الحدود.
بذل جهدا لتطبيع العلاقة بين القدس (الصحيفة) والقاهرة، ولكن لم تؤت المحاولة المستدامة ثمارها، ولكن ظل على العهد وفيا للعلم والوطن والنشيد، ويتمتم بأغلى اسم فى الوجود فى سطوره التى حرمنا منها برحيله، الله يرحمك ياعم حسنين.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة