كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

عشق إلى الأبد !

كرم جبر

الأربعاء، 15 يوليه 2020 - 06:06 م

من مأثورات مولانا جلال الدين الرومى:
>> الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذى يحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبداً.. صُمتُ عن الكلام لكن روحى فى داخلى غدت ناياً يشدو.
>> ما ضرك لو أطفأ هذا العالم أضواءه كلها فى وجهك مادام النور فى قلبك متوهجاً.. نَحنُ مِن طِين، يوجعنا الأذى، يَجرحنا صَغير الشَوك، يجبرنا لُطفُ الله.
>> مَن يدخل الطَريِق بِلا مُرشد سَيستغرق مائة عَام فى رِحلة لا تَحتاج سوى يومين.. ‏ولتعَلمْ أنَ مَا أنتَ سَاعٍ إليِه هو سَاعٍ إليِك.. أيها الحبيب.. نحن أسرى فى قيد محبتك.
عندما يتراكم عليك كل شيء وتصل إلى نُقطة لا تتحمل بعدها أى شيء، احذر أن تستسلم، ففى هذه النُقطة سيتم تغيير قدرك إلى الأبد.. ما تبحث عنه يبحث عنك.
جلال الدين الرومى «‬مولانا» هو مؤسس مدرسة العشق الإلهى وفارسها الأول، فلا نعرف كيف جذب كثيراً من الاهتمام منذ بدء حياته حتى يومنا الحاضر، فهذا ليس بسبب الفكرة التى يطرحها، بقدر ما هى كيفية صياغتها والتعبير عنها، الكتب التى تحكى عن «‬الرومي» وتحليلات قصائده وفكره، لا تنظر إلى روحه التى تهيمن على أعماله، وقيل إنه عاصر فترة اجتياح المغول للعالم الإسلامي، فاضطر إلى الهروب من «‬الواقع الدموي» إلى «‬الخيال الروحي»، واختار «‬العشق الإلهي» طريقاً.
أما ابن الفارض فقد بلغ مرتبة عالية فى التصوف، فكان يمضى معظم أيامه دهشاً مأخوذاً منقطع الحواس، لا يتحرك ولا يتكلم، وقد يبقى على هذا الحال أياماً، فإذا أفاق أملى شعره، كأنه ينظمه فى غياب الوعي.
كان ابن الفارض يحضر فى مجالس الذكر، وينفعل انفعالاً شديداً حتى ينحدر العرق من جسده، وكان حسن الوجه وجميل الهيئة والملبس، والده من حماة فى سوريا، ثم اعتزل بعض الوقت فى مكة قبل أن يهاجر إلى مصر ويستقر فيها.
عشق ابن الفارض لم يشفع له، فأثير حوله الجدل، لدرجة اتهامه بأن التصوف أخذه خارج حدود الشرع، وأن شعره يخاطب أصحاب العقول المتهافتة والمعرفة المحدودة.. بل أن «‬شعره حول الحب الإلهى يقوم على استغفال العامة».
>>>
الحب الإنسانى أحد تجليات العشق الإلهي، وهو الذى يحوِّل العالم إلى خيال خلَّاق، وإلى صور جمالية، وإلى قصيدة يغنيها العاشق.. و«هيامك الذى كان فى العشق سيحضرك فى قبرك، ومعه الهدايا».
وإذا كان الحب تجربة إنسانية، فإن العشق تجربة إلهية، والله هو العشق وما وراء العشق، وخلق العالم بالعشق حتى يجد العاشق معشوقاً له، وبالعشق يدرك الإنسان جمال العالم، بعد جمال المعشوق، والعشق يتجاوز الفعل ويظهر فى الحيرة والجنون».
ما أحلى الهروب من زحمة الحياة ومشاغلها وهمومها، لبعض الوقت، إلى هذا العالم الفسيح فى فضاء المتعة الروحية، التى تخلص الإنسان من شوائب الحياة، وما أجمل أن تهرب من زحمة الطرق، إلى كتابات ملوك العشق الإلهي، جلال الدين الرومى «مولانا» وابن الفارض «سلطان العاشقين»، وشمس الدين التبريزى «العاشق الضحية»، الذى قيل أنه قتل على يد أحد تلاميذ الرومى غيرة عليه، مع أن الرومى نفسه كان عاشقاً لأستاذه التبريزى وتربى على يديه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة