حنين
حنين


أشهرهم سما المصري وحنين.. مشاهير «السوشيال ميديا» من العالم الافتراضي إلى وراء القضبان

إيمان حسين

الجمعة، 17 يوليه 2020 - 09:57 ص

إيمان عبدالله: يعانون من "هوس الشهرة" ولابد من الرقابة المنزلية على الأبناء
عيد هيكل: إحداهن ضبط بحوزتها جهاز لاسلكي يهدد الأمن القومي ولابد من وضع ضوابط لتلك البرامج

 
جنون الشهرة وجني المال السمتان المشتركتان في مشاهير "السوشيال ميديا" عبر برامج مختلفة من "التيك توك" و"لايكي" إلى "الإنستجرام" و"يوتيوب" وغير ذلك.. ولا مانع من التجاوز في الألفاظ أخلاقيا والظهور بمظاهر مثيرة جنسيا وما يهم في النهاية هو المزيد من المتابعين والكثير من الضجة والجدل وإثارة الغرائز وكسب الشهرة والمال.. ولم يقتصر الأمر على طالبة تبحث عن المال مثل حنين حسام بل تخطى إلى فنانة مشهورة خفت ضوئها تبحث عن المزيد من الشهرة مثل سما المصري.
 
والحكاية بدأت من فيديو صدم المصريين عندما أعلنت طالبة في كلية الآثار بجامعة القاهرة، تدعى، حنين حسام، عبر فيديو لها على تطبيق "تيك توك"، أنها تريد عدد من البنات للمشاركة في تطبيق جديد اسمه "لايكي"، من خلال بث مباشر مقابل أجر مالي كبير بالدولار، مستغلية الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، موضحة أن تفاصيل العمل وشروطه لا تتطلب أكثر من شكل مقبول للبنت ولا يقل عمرها عن ١٨ عامًا، وتمتلك خط إنترنت بسرعة جيدة، وإضاءة بسيطة أو عادية، مع إمكانية زيادة الدخل الشهري.
 
وأثار فيديو حنين حسام رواد "السوشيال ميديا" وكثرة الانتقادات والجدل حول عرضها، ما تطلب تدخل الأمن وتم إلقاء القبض عليها، والتحقيق معها، أما بالنسبة لكونها طالبة فقال رئيس جامعة القاهرة، محمد الخشت، إن الجامعة اتخذت أقصى عقوبة علي الطالبة، والتي قد تصل إلى الفصل النهائي من الجامعة، لقيامها بسلوكيات تتنافى مع القيم والتقاليد الجامعية.
 
أما مودة الأدهم، وهي من الشخصيات الشهيرة على مواقع السوشيال ميديا، والتي اشتهرت بالترويج لمستحضرات التجميل والملابس، ويتابعها ملايين، ظهرت في فيديو أثار الجدل كثيرًا، حيث خرجت إلى الشارع وصورت الفيديو وقت الحظر وتحدثت إلى الجمهور ما اعتبر تحريض على النزول وقت الحظر رغم القرارات الحكومية وقتها بسبب جائحة فيروس كورونا، ما استدعى تدخل الأمن والقبض عليها والتحقيق معها.
 
وكشفت التحقيقات تفاصيل مثيرة بشأن تشفير هاتفها المحمول ومحاولاتها الهروب من الشرطة والتنقل بين سكنها في مدينة 6 أكتوبر والساحل الشمالي، ووصلت معلومات إلى الشرطة بأنها هاربة في مسكن آخر في مصر الجديدة، وبعد صدور أمر النيابة تم القبض عليها، وبحوزتها هاتف محمول مغلق وهاتف آخر بدون شريحة.
 
ومن حنين ومودة إلى سما المصري، والتي دائمًا ما كانت تثير الجدل بفيديوهات المثيرة وظهورها بملابس غير لائق، ورغم أنها لا تحتاج إلى شهرة أو مال إلا أن جنون الظهور وإثارة الجدل دفع بها إلى تصوير فيديوهات اعتبرت مثيرة جنسيا على مواقع السوشيال ميديا، ليتم القبض عليها والتحقيق معها، بتهمة الاعتداء على القيم الأسرية للمجتمع عبر نشر فيديوهات على حسابها بموقع  التواصل الاجتماعي، ونشر صور لها بقصد تخدش الحياء العام، ونشر مقاطع فيديو مصورة مصحوبة بعبارات وتلميحات تحمل إيحاءات جنسية، وتم الحكم عليها بالحبس 3 سنوات وغرامة 300 ألف جنيه.
 
ولم تمر أيام معدودة، إلا أن قضية أخرى أثارت جدلا كبيرًا على نفس طريقة حنين ومودة وسما المصري، ظهرت "شيري هانم وزمردة" ورغم وجودهما على السوشيال ميديا منذ فترة إلا أن فيديوهات نشرت وقتها أثارت الجدل كثيرًا بسبب الألفاظ الخارجة واللاأخلاقية ففي أحد الفيديوهات وكانت في شهر رمضان المبارك، قالت أنها لا تصوم وتفطر وتشرب الخمر، أما زمردة ابنتها، فقالت في إحدى فيديوهاتها، أنها فاجرة ومحدش يهمها ولا يأذيها، ليتم القبض عليهما والتحقيق معهما بتهم، الإغراء بالدعارة ونشر وقصد توزيع صور وفيديوهات مصورة خادشة للحياء العام ولفت الأنظار إليهم.
 
ورغم القبض على حنين حسام ومودة وسما وشيري هانم وابنتها، لم يتوقف الأمر ولم تمر أسابيع إلا وتتفجر قضايا جديدة مثيرة للجدل بنفس الطريقة، لتظهر 3 فتيات تم القبض عليهم تباعاً، وهم منار سامي، وصديقها زيكا، وريناد عماد، وهدير الهادي، الذين تم القبض عليهم في أماكن متفرقة وبحوزتهم مخدرات وأسلحة بيضاء، وتم التحقيق معهم بتهم، التحريض على الفسق والفجور، ونشر فيديوهات خادشة للحياء، بقصد ممارسة الدعارة.
 
ولتسليط الضوء أكثر على تلك الظاهرة التي تكررت في الفترة الأخيرة، قالت الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري علم نفس واجتماع، إن ظهور تلك الفيديوهات على مواقع السوشيال ميديا وعدد من التطبيقات المختلفة تساعد على نشر الدعارة المقننة والتحريض عليها والترويج لها، وأن كل ما يقدمونه عبر تلك الفيديوهات محتوى لا يثير إلا الشهوات وحب المال والشهرة ولا يمت للدين أو أخلاق المجتمع بأية صلة، وأن تلك الظاهرة تهدد بأن يتخذ أفراد المجتمع تلك النماذج قدوة لهم في عالم افتراضي سلبي، وذلك يعد حرب خفية ضد المجتمع المصري وتهديد للهوية النفسية والسلوكية للمجتمع.
 
وأضافت عبدالله، أن سبب انتشار مثل تلك التطبيقات وسوء استخدامها بسبب غياب الرقابة المنزلية على الأبناء، وأن أصحاب تلك الفيديوهات والحسابات في الغالب يعانون من اضطرابات نفسية وفراغ، مشيرة إلى أن ذلك المحتوى يمثل خطرًا كبيرًا على الإنسان المصري وخاصة المراهقين، والتي تعد أخطر المراحل العمرية، لعدم اكتمال النضج العقلي والمجتمعي للأبناء في تلك المرحلة.
 
وأشارت، إلى أن كل تلك التطبيقات مثل التيك توك وغيرها تساعد على نشر الإيحاءات الجنسية الخادشة للحياء، والظهور بارتداء ملابس مخلة، موضحة أن هؤلاء يعانون نفسيا من هوس الشهرة، مثل حنين حسام التي سمت نفسها "الهرم الرابع"، ولابد من معالجتهم نفسيا ومحاسبتهم، مشددة على ضرورة أن يتابع الآباء الأبناء كل ما يطلعون عليه من خلال تلك المواقع والتطبيقات وفحصها بشكل مستمر حتى لا تسبب سلوك غير سوي أو عدواني أو اضطرابات نفسية أو مشاكل عضوية مثل ضعف النظر أو آلام في الرقبة.
 
وختمت الدكتورة إيمان عبدالله، قائلة: "لابد على الأسرة المصرية أن تتابع أبنائها حتى لا يصلوا إلى مرحلة الإدمان لمثل تلك البرامج والتطبيقات ما يؤثر على سلوكهم، وفي الوقت ذاته، لابد أن توجه الأسرة أبنائها إلى ممارسة رياضة يحبها الطفل أو الشاب أو البنت، واتباع أساليب نفسية لمنع ارتكاب الأخطاء".
 
أما المستشار عيد هيكل، المحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا، وعضو مجلس نواب، فعلق على تلك الظاهرة قائلا: "إن مفهوم الحرية لا يكون بالظهور عبر مواقع السوشيال ميديا وخدش الحياء العام والترويج والتحريض على الفسق والفجور عبر الفيديوهات بالإيحاءات الجنسية والتلميحات والألفاظ الخارجة، ولابد لمن قاموا بذلك المحاسبة والعقاب حتى لا تنتشر الظاهرة في المجتمع المصري الذي يتميز بقيم وعاداته ومبادئه النابعة من الدين الإسلامي".
 
وأضاف هيكل، إلى ضرورة احترام الآداب العامة، ومراعاة الضوابط التي يحددها القانون، كما أن برامج السوشيال ميديا مثل التيك توك لابد أن يكون لها رادع وضوابط محددة حتى لا تؤذي المجتمع، وتساعد على انحراف أبنائه بشكل غير مباشر يؤثر على الهوية المصرية، ولا سيما الشباب المراهقين الذين يعتبرون عرضة لتلك الأخطار المجتمعية الخبيثة".
 
وأشار هيكل، إلى أن من قاموا بتلك الفيديوهات لابد أن يحاكموا محاكمة عسكرية متمنيا أن يتم التصدي لهم بقوة، لأن الأمر يشكل خطورة على الأمن القومي المصري، وخاصة عندما تعرف أن أحدهم والتي تدعى "مودة الأدهم" تم بحوزتها ضبط جهاز لاسلكي متصل بمكان خارج القطر المصري، ومن الممكن أن يكون ذلك الجهاز يضر بالأمن القومي المصري، ولابد من التحقيق في الأمر ومعرفة كل التفاصيل".
 
وأوضح أنه "من الممكن مثل تلك الشخصيات التي تم القبض عليها قد يكون تم تجنيدها لتهديد أمن واستقرار مصر داخليا، وهذا ليس مستبعد، ولابد الكشف عن حقيقة الأجهزة التي ضبطت بحوزتهم، خاصة أنهم يستغلون الوضع  الاقتصادي والترويج للربح السريع عبر رواتب شهرية واستغلال حاجة الشباب لكسب المال بأي طريقة ما يضر بقيم وعادات المجتمع المصري".
من جانبه، قال مبرمج ومطور تطبيقات إليكترونية، أحمد سمارة، إن "برنامج التيك توك بدأ في الصين، وله وكلاء في جميع أنحاء العالم، ومهام الوكلاء أنهم يبحثون عن الأشخاص الأكثر شهرة علي صفحاتهم ويقومون بطرح بعض الهدايا والجوائز المجانية لزيادة عدد المتابعين وتقديم راتب شهري ثابت لهم، كما تقدم شركة التطبيق الأم كل الدعم للوكلاء".

وأضاف سمارة، أن حنين حسام تعتبر وكيل لبرنامج "التيك توك" في مصر، وتم اختيارها من أجل تأسيس وكالة ترويج للبرنامج من خلال فيديوهاتها على التطبيق، ووصلت تكلفة الإعلان إلى 100 ألف دولار، كما أن التيك توك جذب بعض الفنانين والمشاهير على مستوى مصر والعالم، ما زاد من التفاعل مع  التطبيق وكل ذلك من خلال فيديو لا يتخطى 20 ثانية تقريبا يحتوي على المرح والترفيه وكذلك يحقق لصاحبه الشهرة والغنى.

وأوضح سمارة، أن تطبيق "التيك توك" ما هو إلا خدعة اجتماعية، والهدف منه التجسس واختراق البيانات الشخصية، وكل ذلك بداية، ولكنه في حقيقة الأمر يشكل تهديدًا كبيرًا على مصر وأمنها القومي، مشيرًا إلى أن تطبيقات وبرامج أخرى تشكل نفس الخطر على مصر وشبابها وأمنها خاصة التي تمتلك خاصية البث المباشر، ويتم الترويج لها في إطار الحريات الشخصية والتي تستغل في أشياء ضد عاداتنا وتقاليدنا المصرية.

وأشار إلى أن "ظاهرة التيك توك لم تنتهِ بعد خاصة أنه استطاع جذب عدد كبير من المشاهير والفنانين والرياضيين والشباب من الجنسين وبمختلف الأعمار، ولابد من اتخاذ إجراء قانوني ضد تلك البرامج والتطبيقات التي تمثل تهديد كبير للأمن المصري على المستويات كافة".

وفي السياق ذاته، قال أحد رواد مواقع السوشيال ميديا ويمتلك حساب على برنامج "التيك توك"، أحمد علي، إن ما جذبه إلى التطبيق هو فكرته المختلفة وطريقة عرضه المرحة وانضمام الكثير من الفنانين والمشاهير عليه، إضافة إلى الترفيه والمتعة الذي يوفرها من خلال فيديوهات قصيرة تساعد على الضحك والمرح بعيدًا عن الواقع الذي نعيشه يوميا".

وأضاف علي، أنه تفاجأ بفيديو حنين حسام وطلبها لفتيات وشروط الاشتراك والمقابل، خاصة بعد أن أحدثت فيديوهاتها جدلا كبيرًا بين الشباب والكبار على مواقع السوشيال ميديا، مشيرًا إلى أنه في البداية تابع ردود الفعل ثم تفاعل مع ما عرضته مثل أي شاب ورفض الأمر شكلا وموضوعا".


أما منة الله حسين، وهي إحدى رواد مواقع السوشيال ميديا، وتمتلك تطبيق على برنامج "التيك توك"، فقالت: "في البداية كنت خائفة من التسجيل في "التيك توك"، ولكن بعد أن وجدت الكثير من الأصدقاء يسجلون فيه ويصنعون فيديوهات خاصة بهم تشجعت كثيرًا وبدأت في عمل فيديوهات كوميدية ليس أكثر، ومع الوقت انتشر البرنامج ولاقى قبولا كبيرا خاصة بين الفنانين والمشاهير".

وأضافت منة الله، أن "فيديوهات حنين حسام وغيرها انتشرت كثيرًا وأثارت إعجاب بعض رواد السوشيال ميديا وبعضهم هاجمها، وهذا حال أي شيء جديد ومثير، مشيرة إلى أن طلبها فتيات للاشتراك في برنامج التيك توك، وعرضها مبالغ مالية كبيرة أثار دهشة الكثير من الفتيات وهناك من قررت المشاركة وبعضهن رفض الأمر كله وهاجمها، ولكن في النهاية أخذت جزائها والجميع عرف خطورة مثل تلك البرامج وما تحدثه من ظواهر اجتماعية تضر بالعادات والتقاليد المصرية الأصيلة".
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة