جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أمريكا وإردوغان.. والإشارات المتضاربة!!

جلال عارف

السبت، 18 يوليه 2020 - 07:05 م

فى تصريح لافت قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن تركيا قامت بإرسال نحو ٣٨٠٠ من المرتزقة السوريين للقتال فى ليبيا نظير مكافآت مالية سخية وعروض بمنح الجنسية لهؤلاء المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب ميليشيات طرابلس!
ما كشف عنه «البنتاجون» الأمريكى عليه عدة ملاحظات:
> الحديث هنا- وفقا للبنتاجون- هو عن الشهور الثلاثة الأولى من هذا العام. ولاشك أن الأعداد تضاعفت عدة مرات، والطائرات والسفن التركية لا تتوقف عن جلب المزيد من المرتزقة إلى ليبيا حتى الآن.
> وبالتأكيد.. فإن «البنتاجون» لديه البيانات الكاملة يوما بيوم عن حجم التدخل التركي، وقد كان يمتنع عن الكشف عنها لأسباب تخصه، وكان ذلك متوافقا مع موقف أمريكى تجنب إدانة الغزو التركي، وإن كان تحدث كثيرا عن وقف التدخلات الخارجية، مركزا فى الغالب على الحديث عن تدخل روسى من خلال المتعاقدين مع «شركة فاجنر»، الخاصة والتى أعاد تقرير «البنتاجون» الأخير التذكير بهم!
> يتوافق الإقرار الأمريكى بمسئولية تركيا عن جلب المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس مع اشارات أخرى متضاربة حول تطور الموقف الأمريكى من أزمة ليبيا.. فمن ناحية كان هناك تصريح عن «إقحام» تركيا نفسها فى الأزمة الليبية، ثم تصريح آخر يقول للأوروبيين إن ما يقومون به من مراقبة بحرية لمنع وصول الأسلحة لليبيا يتم فى مواجهة تركيا وحدها متجاهلا أطرافا أخرى!
> ما جاء فى التقرير الأخير عن أن المرتزقة الذين جاءت بهم تركيا جاءوا من أجل المال وليس لاعتبارات سياسية أو ايدلوجية يصطدم بالواقع وبما اذاعته أمريكا قبل عن طلبها من حكام «طرابلس» تفكيك ميليشيات إرهابية تسلموا قائمة بها من وفد عسكرى أمريكى زار العاصمة الليبية.
> تطورات الموقف على الساحة الليبية تتطلب موقفا حاسما من واشنطون ينحاز لاستعادة الدولة ويحافظ على وحدتها ويطهر أرضها من عصابات الإرهاب والمرتزقة، «الإشارات الخضراء»، التى سمحت لإردوغان بأن يقدم على حماقته الخطيرة فى ليبيا لابد أن تغلق. واشنطون تدرك قبل غيرها أن الموقف لم يعد يتحمل التردد ولا أنصاف الحلول!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة