محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


بسم الله

ظلم الأجيال

محمد حسن البنا

السبت، 18 يوليه 2020 - 07:07 م

لا يجب أن يعمد جيل سابق إلى التسفيه من جيل لاحق، يحزننى أن يتصور جيل أنه فلتة زمانه وأن الحياة لن تستقيم إلا بوجوده فى مكانه ، وأتذكر هنا مقولة شهيرة للأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل «قيادات شاخت فى مقاعدها». نحن بفكر القدامى نلغى تطور الحياة الطبيعى ، ونلغى إيماننا بالشباب ونصادر حق الأجيال المتلاحقة فى أخذ فرصتها ، لا مانع من أن نقدم النصح للشباب حتى يستقيم عمله أما أن نكيل له الاتهامات، وأن نصفه بالعجز عن وضع وتنفيذ الخطط خاصة فى مجال الصحافة والاعلام فهذا تغول على الحقيقة وافتئات على الواقع ، وافتراء على حق شباب يحمل مسئولية الاعلام فى عصر ملىء بالتحديات التى تفوق قدرة البشر.
البحوث والدراسات العلمية أكدت أن أزمة الإعلام اقتصادية بالدرجة الأولى. وأن الشباب المتحمل للمسئولية الصحفية والاعلامية لا ذنب لهم فيها ، بل إنها ميراث أجيال سابقة منذ ستينيات القرن الماضى ، تركت ديونا تخطت الـ 300 مليار جنيه على اتحاد الإذاعة والتليفزيون و25 مليار جنيه على المؤسسات الصحفية القومية. والأمثلة كثيرة أكتفى باثنين: أزمة صرف العلاوات الخمس التى صرفتها الدولة لأصحاب المعاشات دون العاملين بالصحافة القومية بسبب أن المؤسسات كانت تحصل الاشتراكات ولا توردها لوزارة التضامن ، نفس الشىء فى حقوق الضرائب ، لم تكن المؤسسات تدفعها للمصلحة حتى تراكمت ليتحملها الجيل الحالى. ومن الواضح أن الهيئة الوطنية للصحافة بدأت تخطط لعلاج هذه المشكلات، وتعتمد على الحوكمة والادارة الرشيدة لتحسين كفاءة المؤسسات. ولى دراسة دكتوراه فى ذلك تم تحويلها إلى كتاب بهيئة الكتاب منذ عام، أرجو أن يتم نشرها .
كم أنا سعيد بتولى الشباب مختلف المواقع الاعلامية! وكم أنا حزين بتعنت بعض الشيوخ معهم! وللاسف منهم شاعرنا وكاتبنا الكبير فاروق جويدة ، وتحميلهم أخطاء وخسائر ارتكبتها أجيال سابقة ، كانت تمارس فعليا مفهوم العزبة والاقطاعية فى قيادتها للمؤسسات الصحفية والاعلام المصرى ، وبدلا من أن نقدم لهم النصح والارشاد لوجه الله والوطن ، نعمد إلى التسفيه منهم وتقليل شأنهم. لا يا سادة ، ثقوا فى أبنائكم الذين تعلموا المهنة على أيديكم ، وواجهوا معهم بحب التحديات القاسية التى تواجه الاعلام القومى ، ولا تكونوا عونا بمقالاتكم للإخوان المجرمين لهدم الدولة المصرية .
أنا شخصيا ثقتى كبيرة فى شباب الصحفيين والاعلاميين وقياداتهم، والهيئتين الوطنيتين للصافة والاعلام ، والمجلس الاعلى للاعلام. نتمنى لهم التوفيق .
دعاء: اللهم آتِ نفوسنا تَقواها، وزَكِّها أنتَ خيرُ مَن زكاها، أنتَ وَلِيُّها ومَوْلاها .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة