محمد سعد
محمد سعد


أمنية

هنا ليبيا

محمد سعد

الأحد، 19 يوليه 2020 - 07:08 م

 ليبيا.. يا أرض المهد والمحيا، سلام الله عليك فى عليين، تلك البقعة الغالية فى قلبى وعلى فؤادى وكل جوارحي، اشتقت إلى كل شبر بين جنباتك، إلى ربوعك وشوارعك، إلى الحارات والأزقة، نعم اشتقت إلى حد أننى مفتون بأرضك وسمائك وبحرك، كما يأخذنى الحنين إلى أهلك الطيبين الذين تفتحت جفونى على رؤيتهم، فهم أول البشر الذين عرفتهم عينى وهم أول من دللونى رضيعا، وأرضك أول أرض تطأها قدماى بعد أن حبوت على ترابها.

مع بداية النصف الثانى من عام ٨٤ فى القرن الماضى وضعتنى أمى فى مدينة أجدابيا الليبية حيث كان يعمل والدى منذ عدة سنوات، وظللنا هناك لسنوات حيث نشأت وترعرعت بين أحضان الأشقاء هناك، وحين مشيت كنت أخرج من «الحوش» الذى كنا نقطنه برفقة شقيقتى الكبرى - متعها الله بالصحة - إلى أحواش الجيران نلهو مع أطفالهم ونأكل عندهم حتى يعود أبى وأمى - رحمة الله عليهما - من عملهما قبل الغروب بقليل ونظل على ذلك طيلة أيام الأسبوع، وأيام العطلات يصطحبنا والدى برفقة الجيران إلى شاطئ درنة لنقضى اليوم هناك.

تلك كانت ذكريات المهد، وأذكر أنه عندما قرر والدى العودة إلى مصر كان يأتى إلى زيارتنا كل فترة بعض الأشقاء من أجدابيا، وفى بعض الأوقات كان الحنين يأخذ أبى فيحزم أمتعته ويتوجه إلى هناك يقضى بعض الوقت ويطمئن على أصدقائه ثم يعود إلينا وقد حمل ببعض الهدايا.

اليوم وقد أتممت السادسة والثلاثين أتذكر الماضى وأرى فى الحاضر أن أرض مهدى مزقتها الفرقة ويحاول اغتصابها المحتل للحصول على ثرواتها، الألم يعتصر قلبي، يحاول المحتل التركى طمس المعالم والحقائق ونسى أن مصر قلب العروبة لم تتخل عن أشقائها أبدا، ولكن مع الأسف مازال هناك على الأرض أغبياء ينعمون بغبائهم يهيمون فى كل واد، وخونة تسرى الخيانة فى شرايينهم والوهم يجذبهم إلى هوة قاع سحيق يحسبه الظمآن به ماء وتقودهم خطواتهم صوب الهلاك ذلك مصيرهم المحتوم لا محال.

توهموا غرورا ودعما ممن يضمرون بمصر سوءا أن حصارها بأزمة هنا أو هناك أمر سهل المنال، مصر بعثت برسائلها فى عز النهار إلى الأغبياء والخونة أنها لا تنكسر ولا تنهزم وفيها جيشها القوى ولا تتخلى عن الاشقاء، بعثت بالرسالة لربما تصل لمسامعهم فتعيدهم لطريق الحق والعدل، فاليقين يسود العالم أن مصر تبصر الواقع ولا تشيد قصور الوهم، تبنى دائما على قواعد راسخة تكسبها شرعية الوجود وتثمن قوة جيشها وبسالة جنودها وتؤمن بدورها الوطنى فى الحفاظ على ثوابت حقوقها.
هذه هى مصر وهذا هو رئيسها السيسى- التى يجهلها ويجهله الأغبياء والخونة والعملاء، ربما يستوعبون الدرس، فالمصريون يؤمنون بالوطن وفى سبيله يبذلون الروح فداء، يعلمون يقينا أن بين لحظة وأخرى قد تمتد إليهم يد الكارهين فى الظلام الحالك بطعنة فى ظهورهم، لكنهم لا يخشون الخونة والمجرمين فإيمانهم بالوطن أغلى من الوجود.

مسك الختام
رحم الله أياما عشنا فيها على أرض المجاهدين، وكان الله فى عون الرجال البواسل فى معركة الوجود التى يتأهبون لخوضها، وأقول لهم لا تخشوا من شىء؛ فإخوانكم فى مصر سيكونون معكم فى طلائع المعركة رفقاء للسلاح والكفاح من أجل الحق ونصرة أصحابه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة