سعيد الخولى
سعيد الخولى


كلمة والسلام

هل حقا فقدناه؟

سعيد الخولي

الأحد، 19 يوليه 2020 - 07:23 م

مشهد فى عمل درامى يتمتع بمتابعة كبيرة لدى المشاهدين.أم متوسطة الحال وابنتها الطالبة التى التحقت لتوها بالجامعة. الأم اشترت للابنة بنطلون جينس جديدا،الابنة تتناوله من يد الأم لتراه، تطلب منها الأم أن تتركه لها حتى تضع عليه بعض الورود لتزيينه لها،البنت تطلب من أمها أن تتركه لها لتذهب به إلى الترزى ليقطعه لها على الموضة.تذهل الأم من كلام ابنتها. ترد البنت: بدل ما أشتريه مقطع جاهز ب500جنيه!

هذا مشهد من عمل اجتماعى لست أفهم ماذا يريد أن يصل من خلاله للبنات فى هذه السن، وهل هو يحارب تلك الموضة السخيفة للبنات والبنين ببنطلوناتهم المقطعة الأغلى من السليمة؟ أم يرسخها ويزيد عليها؟.

أما عن الأزياء الحريمي فى المسلسل ذاته وغيره فلا احد يحكم الممثلة فلانة أو النجمة علانة ويعمل معها ميثاق شرف حول ما تطل به علي المشاهدين الغلابة منهم والمودرن، طبعا المودرن لايفغرون فاهم وهم يشاهدون التقليعات الصارخة للملابس الحريمي، وأكيد سيعترض من يقرأ منهم هذا المقال علي كلمة صارخة وسيتهمونني أنني من طبقة الغلابة، وأنا منهم فعلا، الذين يفغرون افواههم وتتصلب عيونهم مع كم فستان يشبه حبل الغسيل فيما يغطي من كتف الفنانة فلانة والنجمة علانة، هذا لوكان الكم موجودا من الأساس..

وطبيعى أن ينعكس هذا على واقع نعيشه فى الشارع حدث عنه ولا حرج؛ ترى الأم تسير بجوار ابنتها التى ترتدى ما لو خلعته لكان أهون حالا. وترى الأب يتأبط ابنته متباهيا بها ترتدى بنطلونا كما لو كان تمت خياطته فوق ساقيها وبلوزة أو تى شيرت يرتفع مع المرتفعات وينخفض مع الأسافل.. وترى شحطا محطا طويل المنكبين عريض الأذنين شديد البلاهة وبسلامته يسير مزدهيا متفاخرا بخطيبته أو عروسه أو أخته وقد تحولت إلى عارضة أزياء تمشى وسط الناس وليس فى عرض خاص، تزيده العيون الناهبة النهمة فى أنثاه بريقا فى عينيه وموتا فى إحساسه.

ويبدو أن كثيرين منا قد شيعوا حياتنا فقيدا كان غاليا على الأحاسيس اسمه الحياء والنخوة وبات من نافلة الصفات والسمات فى مجتمع كان يضع لها مكانة خاصة فى أدبياته، ناهيك عن دينياته وشرائعه التى يعتنقها؛ وتتعدد حوادث التحرش والتنمر دون البحث عن علاج للأسباب والاكتفاء بعقاب لطرف واحد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة