كوفيد -١٩ فيروس كورونا المستجد
كوفيد -١٩ فيروس كورونا المستجد


تراجع سقف الطموح المناخي العالمي أمام جائحة كورونا يدفع الصيف لمزيد من الحرارة

أ ش أ

الإثنين، 20 يوليه 2020 - 10:32 ص

بين لهيب الصيف القاسي ومطرقة كوفيد -١٩، يعاني سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية - الذين تعلقت آمالهم وهما على احتمالات تراجع حالات الإصابة بالوباء في فصل الصيف - من تراجع سقف الطموح المناخي العالمي، بالإضافة إلى تراجع اهتمام المجتمع الدولي بما تعهد به سابقا من حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائها "دون درجتين مئويتين"، قياسا بعصر ما قبل الثورة الصناعية.

كما تراجعت أيضا الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1,5 درجة مئوية، والالتزام بما يفرضه ذلك من تقليص شديد لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، واتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات .

فتمنع بعض الظواهر الإنسان من التمتع الكامل والفاعل بحقوقه وبنظام حياته المعيشي الذي جبل عليه، وتدل خريطة تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم على أن هذا الفيروس يفضل الطقس البارد والجاف ، إلا أن الواقع أكد عدم تراجع تفشيه تحت وطأة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.

وحتى الآن لا توجد أدلة كافية تؤكد أن فيروس كورونا المستجد يتأثر بالتغيرات المناخية الموسمية ، وقد يعزي ذلك إلى أن الفيروس لا يزال جديدا ، لكن الدراسات التي أجريت على الفيروسات التاجية الأخرى قد تساعد في التنبؤ بمدى إمكانية تحول فيروس كورونا المستجد إلى مرض موسمي.

ورغم وجود القليل من الدراسات التي تبحث في مدى تأثير الطقس على انتشار فيروس كورونا المستجد ، إلا إن الأبحاث التي أجريت على الفيروسات المغلفة ( مثل فيروسات عائلة كورونا ) تشير إلى أن الغشاء الدهني المحيط بالفيروس يجعلها أكثر تأثرا بالحرارة مقارنة بغيرها غير المغلفة ، حيث يتجمد هذا الغشاء في الطقس البارد ، ويقسو ويتحول إلى ما يشبه المطاط ، موفرا الحماية للفيروس لوقت أطول عندما يكون خارج الجسم ، ولهذا تستجيب معظم الفيروسات المغلفة للتغيرات الموسمية.

وفي ظل الظروف الراهنة التي يواجهها العالم من خلال جائحة كورونا - ذلك التحدي الجديد أمام المجتمع الدولي والإنساني - يتحتم معالجة ملف التغير المناخي مع حل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كوفيد 19 ، من خلال عمل دولي موحد ومنسق لمواجهة كافة التحديات التي تحدق بالعالم.
فموجات الحر المتتالية تكشف عن خروج التغيرات المناخية عن نطاق السيطرة والتوقعات ، وبات حقيقة مؤكدة يعايشها البشر يوميا ، ومن مظاهره زيادة تواتر الظواهر الجوية بالغة الشدة والكوارث الطبيعية ، وارتفاع مستويات سطح البحر ، والفيضانات وموجات الحرارة والجفاف والتصحر ونقص المياه، وانتشار الأمراض المدارية والأمراض المحمولة بالنواقل.

ويراهن العشرات من العلماء والأطباء المتخصصون على ملاحقة تفشي وباء كورونا ، فيما يركز علماء البيئة على كيفية تنظيم تعاف اقتصادي "صديق للبيئة" بعد انتهاء المرحلة الحادة من الوباء ، حيث خلصت دراسة علمية إلى أن هناك ما يربو على ثلاثة مليارات شخص سيعيشون على الأرجح في مناطق درجات الحرارة فيها قد توصف بأنها "غير صالحة للحياة" بحلول عام 2070 ، وسوف يعاني كثيرون من متوسط درجات حرارة تفوق 29 درجة مئوية، إذا لم تسجل انبعاثات الاحتباس الحراري تراجعا.

ويعد دعم مشروعات التغير المناخي في مجالات المرونة والتكيف ، من أهم الضروريات للتصدي لهذه التحديات ، بالإضافة إلى فتح قنوات اتصال بشكل أوسع بين التغير المناخي والصحة ونقل التكنولوجيا، وتنمية القدرات والاهتمام بالبحث العلمي، وذلك بالتوازي مع دراسة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لفيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩" حول العالم .

وإذا تسبب الاحترار العالمي في تسجيل ارتفاع درجات الحرارة بواقع ثلاث درجات مئوية، فربما يعيش كثيرون تحت وطأة الإصابة بكوفيد -١٩ ، حيث أن كل الجهود المبذولة لم تنجح في وقف ارتفاع درجة حرارة الأرض ، بالإضافة إلى عدم حصول الدول النامية على دعم ملائم وحق في التنمية ، وتعتبر أكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ .

وكشفت بيانات التوقعات السكانية للأمم المتحدة عن سيناريوهات الاحترار بزيادة 3 درجات مئوية، على أساس الارتفاع العالمي المتوقع في درجة الحرارة ، وخلص تقريرها إلى أن العالم - حتى بالنسبة للدول التي تلتزم باتفاقية باريس للمناخ - في طريقه إلى تسجيل زيادة قدرها 3 درجات مئوية.

فغالبية الآثار العكسية للتغير المناخي تعاني منها المجتمعات الفقيرة وذات الدخل المنخفض حول العالم، والتي تتميز بمستويات كبيرة من التعرض للعوامل البيئية المؤثرة المتمثلة في الصحة والثروة والعناصر الأخرى، بالإضافة إلى مستويات منخفضة من القدرة المتوفرة للتأقلم مع التغيرالمناخي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة