صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


التنمر جريمة نفسية تؤدي إلى انتحار الضحية

أساتذة القانون والنفس والاجتماع: موافقة مجلس الوزراء على اقرارعقوبة التنمر سلاح رادع

عزت مصطفى

الإثنين، 20 يوليه 2020 - 06:33 م

أشاد رجال القانون واساتذة طب النفس والاجتماع بموافقة مجلس الوزراء على زيادة العقوبات المقررة الخاصة بجريمة التنمر لكي يتم وأدها قبل أن تصبح ظاهرة تتفشى في المجتمع المصري يصعب تداركها او مواجهتها مستقبلا ..مؤكدين بأنه عندما يقر مجلس النواب تلك التعديلات ستصبح درعا واقيا لابنائنا من التعرض لتلك الجريمة .

في البداية أشار د. محمد الجندي المحامي بالنقض  واستاذ القانون الجنائي الى التعديلات الجديدة الخاصة بتغليظ العقوبات المقررة بجريمة التنمر تتمثل في اضافة مادة جديدة لقانون العقوبات، برقم (309 مكرراً ب)، والتي أوردت تعريفاً للتنمر..حيث نصت المادة على أن التنمر هو فعل يشمل استعراض قوة أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسئ للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعي. .وأقر مشروع القانون عقاب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

واضاف د. محمد الجندي الى ان التعديلات لم تقف الى ذلك الحد بل تناولت ايضا تشديد العقوبة إذا توافر أحد ظرفين، أحدهما وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والآخر إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه، أو كان مسلماً إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادماً لدى الجاني، لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين. مع مضاعفة الحد الأدنى للعقوبة حال اجتماع الظرفين، وفي حالة العود تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.

و اكدت د. نهله ناجى استاذ الطب النفسى بجامعة  عين شمس بان ذلك مشروع القانون الذي تم وضعه  يعد كسلاح رادع لكل متنمر يريد أن يحبط اي شخص لديه مشكلة ما أو ظروف معينه فهذا القانون يشعر الجميع بأن له من يحميه من ظاهرة التنمر ..وأوضحت بأن التنمر له آثار نفسية كثيرة من العزلة والقلق والتوتر والاكتئاب من الممكن أن يؤدي إلي الانتحار إذا كانت الحالة ضعيفة ومستسلمة وليس لديها القدرة علي المواجهة والدفاع عن نفسها .

وأشارت د. نهله ناجي الى أن التنمر يختلف تأثيره من شخص لآخر ،فإذا كان المتنمر عليه طفل فيكون تأثيره قوي لأن الطفل لن يكن بيده شئ أن يفعله غير البكاء والعزلة وقد يلجأ إلى عدم الذهاب الي مدرسته مرة آخري أو النادي أو أي مكان آخر يوجد به متنمرين او الخروج والاحتكاك بأفراد المجتمع مرة أخري  ،وتأثيره علي المرأة أيضا قد يكون شديدا لأن المرأة بطبعها الحياء والخجل ولن تستطيع أن تواجه من أمامها والكثير من الحالات التي تشكو من التنمر يكونوا سيدات ،ولكن الرجال يتسمون بالقوة وقدرتهم علي المواجهة والبحث عن أخذ حقوقهم بشتي الطرق ..واضافت أن التنمر في الفئات الغير متعلمة أو من الطبقة الفقيرة في المجتمع، فالتنمر في هذه الحالة قد يؤدي إلي الإنتحار لأن لن يجد حلا لديه سوي هذه الطريقة فيلجأ الي التخلص من حياته نهائيا .

واوضحت د. سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بأن ظاهرة التنمر هو سلوك عدواني وتابع للعنف وأنه يهدر الأمان في المجتمع ،وذلك يرجع لنشأة الأبناء  وما نشأوا عليه ،فلابد من تربية الأبناء علي الحنان والعطف والشفقة علي الغير ، والتعامل مع الآخرين وكأنهم سواء مهما كانت الفروق بينهم ،ولابد من الوقوف مع المتنمر عليه مهما كانت ظروفه والعمل علي رفع معنوياته حتي لا يثئم من حياته ..وركزت الساعاتي أن التنمر قد يأتي من الرجل تجاه المرأة  حتي تخضع له ويذلها ويهين  كرامتها ومن الضروري أن يتعلم الابن منذ نشأته علي الرحمه مع المرأة سواء أخته أو أمه أو زوجته أو زميلته في العمل ،لأن كائن النساء ضعيف منطوي مع نفسه لن يكن لديهم القدرة علي مواجهة المتنمر ويخضع للاستسلام واليأس ..وتحدثت ساميه عن القانون الذي طبق أنه وسيلة الأمان لكل الأفراد في المجتمع وأنه يحد من هذه الظاهرة التي تؤثر علي الصغار قبل الكبار ،وانه حل رادع للمتنمرين ومن الممكن أن ينهي ظاهرة التنمر في المجتمع حتي يعيش الجميع في طمأنينه بلا تخوف مما حولهم .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة