محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الإمارة «الغازية».. والدفع مقدما !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 20 يوليه 2020 - 07:55 م

 

«استقبل أمير البلاد المفدى اليوم وزير الدفاع التركى خلوصى اكار».. هكذا وفى نبأ عاجل أعلنت وكالة الأنباء القطرية أمس الأول الأحد مكتفية بهذا الخبر المقتضب عن استقبال تميم للوزير التركى دون آية تفاصيل لاحقة.. ولكن هل يحتاج الأمر إلى ذكاء أو عناء لمعرفة تفاصيل اللقاء وما تمخض عنه.. بالتأكيد لن يبحث اكار التعاون العسكرى بين جيشه ودولة اللاجيش.. ولن يسعى للاستفادة بخبرات عسكرية قطرية غير موجودة.. كما لن يعرض شراء أو بيع سلاح أو تدريبات عسكرية مشتركة مع أشباح !!.. لكن بالطبع سيعرض فاتورة وتكلفة المغامرات العثمانية بالمنطقة والتى لن تتحمل انقرة منها سنتا واحدا.. بل العكس تماما.. فان تحقيق مكاسب مادية كبيرة أحد أهدافها من تلك التحركات انطلاقا من الانتهازية التركية المتأصلة


ورغم أن تقارير صحفية أكدت تلك المعلومات عن مضمون زيارة الوزير التركى للدوحة قبل يومين.. لكن إذا ربطنا تلك الزيارة بزيارة أردوغان للدوحة أيضا فى أول زيارة خارجية له بعد أزمة كورونا بداية الشهر الحالى.. ندرك حقيقة المعلومات السابقة خاصة وقد أعلن أن زيارة أردوغان تضمنت توقيع عدة اتفاقيات مالية - هكذا نص بيان الزيارة - ولا تحتاج تلك الاتفاقيات لشرح فهى تكلفة الدور التركى فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ودعم قطر فى مواجهة المقاطعة المستحقة من الرباعي العربي.. لكن ولان الطمع التركى ليس له حدود.. لم تكتف أنقرة بتلك الاتفاقيات المالية وأرسلت وزير دفاعها شارحا التحديات الجديدة خاصة فى ليبيا فى ظل تطورات الموقف واستغاثة القبائل الليبية بمصر وجيشها.. فمواجهة الأسد تكلفة جديدة على الدوحة دفعها مقدما لأن مواجهة الأسود غير مأمونة العواقب !!


وهنا.. استوقفنى تحقيق موسع نشر قبل أيام فى صحيفة لوفيجارو الفرنسية العريقة.. كشف التحقيق عديد من جوانب التحالف التركى القطري... وفضح فيه الصحفى جورج مالبرونو الهدية القطرية لأردوغان.. طائرة بوينغ 747 قبل سنوات لتعزيز الشراكة بينهما سعيا لتحقيق أهداف الدوحة خاصة فى سوريا وليبيا طبقا للتحقيق الصحفى.. وألقى التحقيق الضوء على العلاقات الحميمة بين البلدين،  التى تشمل أيضا تنسيقاً أمنياً ومخابراتياً كاشفا ان التحالف اساسه الدفاع عن «الإسلام السياسي» وتنظيمات الإخوان وغيرها لإحداث شروخ فى العالم العربى الإسلامى.. وقد وهبت الإمارة «الغازية» طبقا لوصف الصحيفة 3 مليارات دولار إلى البنك المركزى التركى واستثمرت المليارات لدعم أردوغان فى مواجهة محاولة الانقلاب عليه وبعد ذلك بعام أنشأت أنقرة جسراً جوياً مع الدوحة لتجاوز جيرانها.. وحصلت تركيا على دعم جديد مؤخرا لعملتها بزيادة التبادلات بين البنوك المركزية فى البلدين إلى 15 مليار دولار.. وكشف التقرير الفرنسى أن هذه الشراكة امتدت إلى مجالات حساسة كالدفاع والاستخبارات والسيطرة على العالم الإسلامى.. وتولى ضباط مخابرات اتراك مناصب بالمخابرات القطرية.
بالله عليكم.. هل بعد كل هذه المليارات ستترك تركيا الساحة خاصة الليبية بسهولة.. أثق أنه ستتركها لكن بعد أن تجد منافذ  أخرى لشفط أموال الإمارة الغازية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة