الخميس، 23 يوليه 2020 - 12:59 م

دربت جمعية رعاية أطفال السجينات مجموعة من سيدات الفئة المستهدفة من برامج ومشروعات الجمعية، على فنون الحياكة بمقر مصنع حياة جديدة، بداية من يوم الأحد 19 يوليو ؛ وذلك يأتي في إطار خطة التشغيل والتدريب بالمرحلة الثانية لمشروع حياة جديدة.

وبدورها بينت الكاتبة نوال مصطفى، رئيس ومؤسس جمعية رعاية أطفال السجينات، أن المرحلة الثانية من مشروع حياة جديدة تستهدف تدريب وتشغيل245 سيدة، وعلى الفور وتزامنًا مع خطة الحكومة المصرية للتعايش مع فيروس «كوورنا»، تم تدريب الدفعة الأولى من السيدات على الحياكة مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة.

كما وضحت الحاصلة على جائزة صنّاع الأمل أن الهدف الرئيسي من التدريب هو التمكين الإقتصادي لهؤلاء السيدات وعدم عودتهن لفخ الديون، إلى جانب منحهن الثقة بالنفس وإعادة دمجهن بالمجتمع ومن ثم تأهيلهن لسوق العمل مبينة:"أنا وفريق العمل بالجمعية بنضع خطة محكمة بداية من بحث حالة السيدة لتحديد احتياجاتها وبعد كدا بيتم تدريبها على حسب رغبتها وأمكانياتها."

وعلى هامش التدريب التقت الكاتبة نوال مصطفى بكل متدربة للتعرف على مدى استفادتها من التدريب، والتحديات التي واجتهها، إلى جانب مناقشاتهن حول الخطوة القادمة قائلة: "التدريب دا الخطوة الأولى في مشوار الستات وبعد كدا هيمارسوا العمل في المصنع بشكل يومي حتى يتمكنن، وفيه جزء منهن هيتم توظيفه في المصنع وجزء تاني هيشتغل في مصانع خارجية."

وعن الخطوات الإجرائية للتدريب، وضحت المدربة منى شريف، أنه في البداية يتم وضع خطة شاملة تناسب مع الفئة المستهدفة للتدريب وتشمل مراعاة العامل النفسي والظروف الاجتماعية لهؤلاء السيدات؛ إذ يختلف التدريب من مكان لآخر؛ لذا تم التعرف على كل سيدة على حدة لوضع المنهجية المناسبة لإمكانياتها ولتحقيق أقصى استفادة ممكنة.

واستطردت المهندسة المتخصصة في الفاشون، أن التدريب استمر لمدة أسبوع بواقع ثمان ساعات يوميًا لتعليم السيدات مرحلة التقفيل على ماكينات الأورليه؛ وعن الاستجابة "هما مُصرين أنهم ميرجعوش تاني للوضع إللي كانوا فيه" فبنهاية التدريب تمكن السيدات من إنتاج "تيشرت".

ومن جهته وضح لطيف شاكر، مدير مشروع حياة جديدة، أن استرايجية التدريب بتلك المرحلة تعتمد على تدريب السيدات على مراحل الإنتاج السريع لتأهيلهن للعمل بكافة مراحل إنتاج الملابس الجاهزة، إلى جانب ذلك تسعى الجمعية جاهدة للتشبيك مع مصانع الملابس الجاهزة القريبة من النطاق الجغرافي للسيدات "إحنا مش بندرب الستات ونسيبهم فيه جزء بيشتغل عندنا وجزء تاني بنحاول نوفرله فرص عمل في مصانع قريبه من محل سكنهم."

"أنا عندي 53 سنة والسن موقفنيش أني اتعلم عشان أعرف أجيب لقمة عيشي واستفدت جدا من التدريب وأهو التيشرت إللي قداك دا أنا إللي عملته" هكذا عبرت إحدى المتدربات عن مدى استفادتها من التدريب، فمرت الخمسينية بظروف قاسية عقب تراكم الديون على كاهلها نتيجة انهيار مشروع الملابس الجاهزة الخاص بها تارة ومشروع إعداد الطعام تارة أخرى، واضطرت لترك محل سكنها نتيجة مطاردة الدائنين لها؛ حتى أن تعرفت على جمعية رعاية أطفال السجينات، وتم سداد ديونها، ومن ثم تدريبها على الحياكة وتأهيلها للعمل بمصنع حياة جديدة.

جدير بالذكر أن مشروع «حياة جديدة» إحدى مشروعات جمعية رعاية أطفال السجينات بالشراكة مع مؤسسة دروسوس السويسرية، و الذي يهدف إلى تمكين الغارمات اقتصادياً، بتدريبهن وتعليمهن حرف صغيرة وبسيطة، والبدء في تشغيلهن في سوق العمل أو عمل مشروعات صغيرة لهن.