أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

يارب سلم

أحمد عباس

الخميس، 23 يوليه 2020 - 05:27 م

اذا كانت فى الأفق تلوح نذُر حرب وشيكة، فيارب سَلم. والحمد لله أن جيشنا رصين، يعرف معنى الشرف فيدافع عن وطنه، ولله الحمد أننا ليس بيننا مأجور يحارب بالوكالة عن غازِ عثمانى ذميم، فيارب سَلم.
سلام على ابنائنا أحياء وشهداء، سلام عليكم طبتم..
فهذه نشوة قوة عفية، لا أكاد أُخفيها بجيش عظيم قادر، له يد طولى، يفرض سيطرته بحرًا بأسطول بحرى فخم، وقطع بحرية لم تُر من قبل فى مسرح عمليات هذه المنطقة، فيحمى أوسع نطاق بجنوب شرق بحيرة المتوسط. وقوات مشاة برية واسعة الانتشار تفهم تضاريس الصحارى ونتوءاتها. وسلاح جوى يدرك معنى فرض السيادة الجوية، وتجيد طائراته المتعددة فنون التخفى والمراوغة، والقتال والاستهداف على بعد عشرات أو مئات الكيلو مترات. وسلاح دفاع جوى طائل، يقنص الطيور الغريبة قبل الأهداف المعادية، فيصيب بلا خطأ واحد، ويصطاد كل غراب أسود مُلثم يحوم حاملا رائحة القتل، نحو سماء هذا البلد الأمين، وبنفس النشوة أيضًا أقول.. يارب سَلم.
وأنا لا أعرف كيف يُكتب عن الحروب، فهذه المرة الأولى التى فيها أقف على هذا الخط الرفيع بين ذلك الفخر، وشغف الانتصار، وبين بيوت مصرية طيبة لا تنقطع منها أصوات الدعاء وترجو النصر لأبنائنا وعودتهم بسلام.
وأنا للحق كلما تعلو نبرة الحرب أرانى أتصلب، أتسمر فى موقعي، والله غير متخاذل أو جبان، فلا يليق بى الخوف وأنا قوي.. قوى جدا، لكنى أحسب ألف حساب لكل طلقة رصاص، ودانة مدفع، وقذيفة دبابة، وصاروخ طائرة.. ويارب سَلم.
فنحن جيش وطني، نظامى منظم، مدافع غير غاز، حام غير معتد، ولاننا لسنا جيوشا مرتزقة، ولا تائهين فى الأرض يستأجرنا من يدفع أكثر، فأبناؤنا، وأخوتنا، وأصدقاؤنا، وآباؤنا أعزاء علينا.. أعزاء جدا.
وأنا فقط ان كان لى رجاء، فلنتعقل جميعًا مثل هذا الجيش الرشيد، فجيشنا رشيد، متعقل، مثلما يصفه الرئيس نفسه، وأنا أتمنى فى هذه اللحظة الدقيقة أن نحذو حذوه، فكل بيت بيننا له ابن غالِ هناك، ومن هنا وحتى تضع الحرب أوزارها.. يارب سَلم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة