يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

مفاجأتان من نوبل

يوسف القعيد

الخميس، 23 يوليه 2020 - 05:47 م

حاولت الخروج من دائرة المتوقع والمتخيل فيما نقرأه فى صحفنا اليومية والأسبوعية والشهرية. وما أكثرها. لدرجة أنها أصبحت تتفوق على القدرة على القراءة حتى عند المتابعين. أو من يعتبرون - من أمثالى - أن قراءة الصحف مصدراً لكى يعيش الإنسان زمانه. ويعرف ما يريد معرفته عن أحوال العالم.
لكن المفاجآت لا تتوقف. والمفاجأة الأولى عندما أعلنت مؤسسة نوبل إلغاء جوائزها لهذا العام. بسبب وباء كورونا. قالوا لنا فى تبرير الخبر أن كورونا التى أصابت حتى الآن 15 مليون إنسان على سطح الكرة الأرضية. فى حين أن رقم الوفيات يتأرجح ما بين 600 ألف و750 ألف إنسان من البشر. وهو رقم ربما يتفوق على أرقام شهداء بعض الحروب. بل إننى ربما أعتذر عن وصفهم بالموتى. فمن قضى عليهم الوباء يعتبرون شهداء. لأن ما خاضه الوباء ضد البشرية كان حرباً. وضحاياها لا بد أن يوصفوا بالشهداء.
أتعجب من إهمال أعداد من تم شفاؤهم من الوباء. هذا غير من يعود إليهم من جديد. وأخطر ما فعله بنا هذا الوباء ارتفاع أو انخفاض أرقام المصابين أو الموتى. مع أن إصابة حياة إنسان واحد قد تساوى كل ما فى الدنيا. كنت أسمع فى قريتى من يقولون أن الظفر الذى يُطَيِّرُهُ المقص من إصبع يد الإنسان يساوى حياة. فما بالك بمن ماتوا ومن أصيبوا؟ والأرقام تتراوح بين المئات والآلاف والملايين.
آخر الكوارث الناتجة عن هذا الوباء إلغاء جوائز نوبل لهذا العام. ولأن الإنسان كائن يلجأ دائماً وأبداً للتبرير. فقد قالوا عندما أعلنوا إلغاء جوائز هذا العام قد جرى من قبل سنة 1956، وقيل أن السبب معاقبة الاتحاد السوفييتى لما يجرى فيه من تجاوزات. المهم أن بيان نوبل قال إن هذا عام خاص يحتاج من الجميع تقديم تضحيات والتكيف مع الظروف الجديدة.
لنا حكاية أخرى مع نوبل. كانت تستحق أن تكون الأولى. ولكن الكتابة لها أحكامها. فقد قدمت الرابطة الدولية لمحامى الأورومو الأثيوبية مذكرة إلى مؤسسة نوبل للمطالبة بسحب جائزة نوبل للسلام التى سبق أن حصل عليها رئيس وزراء إثيوبيا أبى أحمد. وكانت قد مُنِحَتْ له بسبب اتفاق للسلام مع إريتريا. جرى توقيعه فى 2018، ووصلته الجائزة فى 2019.
الآن كيف تبدو أثيوبيا؟ إنها على شفا حرب أهلية شاملة. ثم إن هناك العديد من الجرائم ضد السلام بكل معانيه ومفرداته. وهو المسمى الذى تحمله الجائزة التى حصل عليها. إن المطلوب الآن ليس سحب الجائزة. ولكن تصحيح الخطأ المتمثل فى منحه الجائزة. بل والاعتذار عنها.
هذا الطلب مقدم من الرابطة الدولية لمحامى الأورومو - التى ينتمى إليها رئيس وزراء أثيوبيا - فالمطلوب من لجنة جائزة نوبل للسلام تصحيح الخطأ الفادح المتمثل فى منح رئيس وزراء الجائزة رغم أنه تسبب وحكومته بعد حصوله عليها فى تفكيك أى مظاهر للاستقرار فى البلاد. واغتيال شخصيات بارزة. أهمهم المطرب الشعبى الأول الشاب هاشالو. عندما تم اغتياله. واعتقال أعداد ضخمة من الأثيوبيين حتى أصبحت البلاد سجناً كبيراً. ثم إنه أجل الانتخابات المقبلة دون سند قانونى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة