د. محمود عطية
د. محمود عطية


من باب العتب

سليل العثمانلى وتصريحاته الملغزة

د.محمود عطية

الخميس، 23 يوليه 2020 - 05:49 م

تصريحات الرئيس التركى إردوغان عن تواجده الغريب فى ليبيا تبدو عصية على الفهم.. فقد صرح بأن وجوده فى ليبيا شرعى ومعضد بالحكومة الشرعية وما تقوم به مصر غير شرعى..وتصريح آخر أشد غرابة يصرح لا فض فوه بأن لتركيا حقا تاريخيا شرعيا فى ليبيا..!
ومادام الرئيس التركى مغرماً بالشرعية فنرجو أن يفسر لنا هل تواجد جيشه فى شمال سوريا «شرعى» وسوريا بها حكومة شرعية ؟!..وهل دخل سوريا بناء على طلب من الحكومة الشرعية هناك؟!..وبالمرة يفسر لنا هل من الشرعية أن يدعم الجماعات الخارجة عن شرعية الدولة وفى مقدمتها الداعشيون بسوريا..ويفسر لنا لماذا لم يستمع لنداءات الحكومة الشرعية فى سوريا ومطالبتها له بالمغادرة من الأراضى السورية.. وهل رعايته للمرتزقة شرعى؟!!
ويردد أحيانا ان تواجده بالشمال السورى لحماية حدوده..ومع ذلك يستنكر ما تنادى به مصر لحماية حدودها الغربية مع ليبيا.. يبدو أن الرئيس التركى لم يلحظ أن الحدود المصرية الليبية تكاد تكون أرضا واحدة ودفاع مصر عن حدودها ضد الجماعات الجهادية ومن الوجود التركى تؤيده القوانين الدولية..ربما يظن ان تركيا لها حدود مع ليبيا..!!
ونرجو قليلا من التفسير عن الحق التاريخى لتركيا فى ليبيا.. أيقصد أيام الخدعة الكبرى ونهب الدول الإسلامية بزعم الخلافة وتحت ستار الدين ورمى المنطقة بما فيها ليبيا فى ظلام وجهل وفقر طوال ثلاثة قرون..هل هذا هو الحق التاريخى عن المغانم الاقتصادية فى التواجد على الأراضى الليبية..أيريد أن يعيد عصور الظلام والجهل لليبيا وإفقار أهلها بالاستيلاء على البترول الليبى وغاز المتوسط..!
أم يفكر الرئيس التركى فى إعادة أمجاد العثمانلى فى سرقة مقدرات الشعوب تحت زعم تخليصهم من الهوان وهذا ما فعله جده الأكبر سليم الأول حين غزا مصر تحت زعم تخليصها من المماليك..ثم اتضح بعد ذلك انه "شيخ منصر" وبشهادة الشهود فقد دون المؤرخ المصرى ابن إياس اهوال الغزو العثمانلى لمصر وفظائع سليم الاول فى مصر ضد شعب أعزل..فيشير ابن إياس فى وثيقته بأن سليم الأول مكث فى مصر أكثر من ثمانية أشهر يعيث فى البلاد فسادا..فأذاق المصريين أشنع ألوان سفك الدماء والظلم والمصادرة.. وجمع من تراث مصر وثرواتها الفنية كل ما وصلت إليه يده وخرب المساجد والآثار الخالدة وانتزع منها نفائسها الفنية وارسل كل ذلك إلى القسطنطينية.. وقبض على أكابر مصر وزعمائها وعلمائها ورجال المهن والفنون فيها ومهرة الصناع والعمال وحشدهم أكداسا فى السفن إلى القسطنطينية.
ويحلل بعض المؤرخين ما فعله سليم الأول من نقل علماء وأكابر مصر وتراثها ونفائسها بأنه يرمى إلى غرضين الأول: تجريد مصر من رموزها وزعمائها ليحطم بذلك عصابيتها ويقتل روحها المعنوية، والثانى نقل تراث مصر الفنى والفكرى والصناعى إلى القسطنطينية.. وعن ذلك يقول ابن إياس" وكانت هذه الواقعة من أبشع الوقائع المنكرة التى لم يقع لأهل مصر مثلها".
ولم تعرف مصر ولا الدول الإسلامية سرقة فى وضح النهار طوال تاريخها ونكبة أعظم من نكبة الغزو والاحتلال العثماني.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة