علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

معركة البوركينى

علاء عبدالهادي

الخميس، 23 يوليه 2020 - 05:52 م

 

قد أتفهم على مضض أن تتفجر معركة حول مشروعية ارتداء النساء للبوركينى أثناء نزول البحر فى شواطئ إحدى الدول الأوروبية، أو فى الولايات المتحدة الأمريكية مثلا على اعتبار أن البلد بلدهم وهذه ثقافتهم وهم أحرار فيها، ولكن كيف أتفهم أو " أبلع " تفجر هذه الأزمة فى مصر الأزهر، مصر التى كانت ومازالت قبلة الإسلام الوسطى فى العالم ؟! هل أصبح الباطل صوته أعلى من صوت الحق ؟ الأخطر أن هناك من يجد فى نفسه الجرأة ويطالب بصوت عال بمنع من ترتدى " البوركينى " من نزول حمام السباحة سواء فى القرى السياحية أو فى الفنادق، وكأن الأساس أن الله خلق النساء لكى يخلعن ملابسهن " ملط " إلا قليلا أمام الملأ، على اعتبار أن هذا هو المظهر الحضارى، وان مظهر " البوركينى " غير حضارى، ويؤذى العين، هل وصلت بنا المغالطة ولى ذراع الحقائق إلى هذا الحد باسم التحضر والتمدن ؟ هل نعاند الفطرة التى فطر الله الناس عليها بنعمة الستر " يَا بَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِى سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ " ويأتى اليوم الذى نتفاخر فيه بأن لباس البحر لبناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا مجرد قطتين أو " فتلتين " لا تستران بقدر ما تفضحان ؟
إذا كان هناك مبدأ للمنع، فليتم منع ما يتعارض مع تراثنا وعادتنا وتقاليدنا المستمدة فى جوهرها من الأديان.. فطرة الله تجعل المرأة - حتى فى الغرب - تصرخ وتجرى لستر جسمها إذا دخل عليها أحد محارمها بالخطأ وهى تغير ملابسها، فكيف لنفس المرأة أن تتخلى عن كل ملابسها إلا قليلا أمام الملأ على شاطئ البحر ونقول أو نتصالح على أنه لباس البحر ؟ هل المرأة بالبكينى على الشاطئ منزوعة الفتنة، والرجال والشباب بلا عيون ؟ انها معركة بلا قيمة ولا هدف، معركة خائبة فى مجتمع غافل عن معارك أخطر تستهدف الدولة المصرية من مأفون تركيا إلى خبيث أثيوبيا إلى من ضل سعيهم ويحاربون الجيش المصرى فى سيناء باسم الله، والله برىء منهم.
أنا حر ما لم أضر، وإذا كان هناك ضرر بالتأكيد يأتى ممن يريد أن يتعرى جهارا نهارا أمام خلق الله باسم الحضارة !

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة