عمرو الخياط
عمرو الخياط


نقطة فوق حرف ساخن

عمرو الخياط يكتب| المتصابي السياسي

عمرو الخياط

الجمعة، 24 يوليه 2020 - 05:56 م

 

مع حلول وقت كل استحقاق دستورى، تظهر على السطح شخصيات احترفت البطالة السياسية، وبرغم الفرص الممنوحة لها من الدولة فى كل مرة للتواجد ضمن منظومة مشاركة وطنية ديمقراطية فإن تلك الشخصيات تتعامل مع الحالة السياسية باعتبارها صفقة قابلة لقواعد الاحتكار غير العادل، يتعاملون مع فكرة العمل السياسى باعتباره إحدى الكماليات الضرورية لاستكمال الوجاهة الاجتماعية إلى جانب الثروة المالية ومن واقع فقدان السيطرة على شهوة امتلاك أى شىء بل كل شىء.

كانت تلك الشخصيات تعقد الصفقات مع نظام مبارك فأدمنت تلك الحالة ولم تعد قادرة على تحقيق مكسب سياسى من خلال العمل الحزبى على أرض الواقع بعد ان استمرت تتبوأ المناصب النيابية بمنحة من هذا النظام فلما سقط راحت تلعنه ولسان حالهما يقول: يكاد المريب يقول خذونى.

وبعد الإعلان عن موعد انتخابات مجلس الشيوخ الذى عاد لمكونات السلطة التشريعية من أجل تحقيق الانضباط والاستقرار التشريعى، اتفقت الأحزاب الفاعلة على قائمة وطنية تحقق - قدر المستطاع - توسيع المشاركة وتفرز تعددية سياسية وزيادة للتمثيل المجتمعى بما يتيح إنتاج بيت خبرة وطنى قادر على اكتشاف مخزون الكفاءات المصرية لدعم عملية صناعة التشريع بخبرات علمية، هذا هو مستهدف عودة المجلس وهذا هو مستهدف القائمة الوطنية.

ومنذ بدء عملية التفاوض الحزبية للإتفاق على الأسماء التى ستشملها القائمة كان المعيار هو الأوزان السياسية النسبية لكل حزب على أرض الواقع أو حجم كتلته داخل البرلمان.

خلال تلك الأثناء ظهر أحد رؤساء الأحزاب متوهما أن حزبه يستحق تمثيلا أكبر بينما مشروعه السياسى الرئيسى هو التواصل مع الاتحاد الأوروبى فى الفناء الخلفى لحزبه.

عن رئيس الحزب الذى لم يكتمل نضجه السياسى نتحدث لنستعرض جزءاً من تفاصيل محيطه الخفى، ليعلم الجميع أن كريمته متزوجة من ذلك الشخص الإخوانى الذى شارك الإرهابيين محمد البلتاجى وأحمد أبوبركة وفاطمة الزهراء وخيرت الشاطر فى مؤتمر حقوقى ضد مصر فى لندن عام ٢٠٠٧ ووالد هذا الزوج نجل عضو مكتب الإرشاد وعضو مجلس الشورى العام المحكوم عليه فى أحداث فض اعتصام رابعة الإرهابى.

تلك هى خريطة الأنساب الإخوانية بعدما تم اكتشاف أن شقيقة هذا الزوج وابنة نفس عضو مكتب الإرشاد هى زوجة جهاد عصام الحداد.
الطيور على أشكالها تقع ثم يأتى هذا المتصابى سياسيا ليدعى انه ليبرالى.

طوال الوقت تجده مزايداً على الدولة بحقوق الإنسان فى الوقت الذى فصل فيه كافة صحفيى جريدته الخاصة وأغلقها فى وجوههم بعد أن ظل سنوات يستخدمها كمطواة سياسية.

وهو أحد الشركاء فى تلك الجريدة المملوكة لمهندس التطبيع والتى ظلت لسنوات باباً مفتوحا لتنظيم الإخوان الإرهابى الراعى الرسمى لتنظيمات الإرهاب إقليميا ودوليا، لكن العدل تحقق عندما استولت عصابات الإرهاب فى سوريا وليبيا على معداته ومواقعه البترولية، لكنه لم يحرك ساكناً كما لو كان قد قبل الدخول فى شراكة مع تلك التنظيمات مادامت الأموال ستتدفق إلى حساباته البنكية، لتضمن له الجلوس المطمئن فى جلسات التنظير بصحبة مهندس التطبيع فى حديقة منزله المطلة على النيل المعتدى عليه.

المتصابى سياسياً لا يكف عن الادعاء بالدفاع عن الحقوق والحريات، متناسياً ان عدالة التمثيل النيابى هى الضامن لممارسة سياسية عادلة، وان دولة ٣٠ يونيو لا تسمح بالاحتكارات السياسية المدفوعة مقدماً، ولكنها تسمح بالمنافسة المفتوحة المستندة لعمل جاد وتواصل جماهيرى حقيقى وخدمات مقدمة والتى يمكن جداً ان تسفر عن استحواذات شرعية لكتل الأغلبية.

العمل السياسى جهد شاق وليس استحقاقاً استباقياً لمن يملك المال مكتفياً بممارسة النميمة السياسية وهو منهمك فى تناول الحلوى الواردة له من محلات شريكه المطبع الزراعى، بينما يحلم هو بالتطبيع البرلمانى.

لن تتوقف دولة ٣٠ يونيو عن استكمال بناء مؤسساتها، ولن يتوقف صبية السياسة عن العبث فى الأفنية الخلفية التى لا تحمل من العمل الحزبى سوى لافتات ضخمة تحمل اسم الحزب دون ان تُمارس مضموناً مؤثراً.

المتصابون سياسياً يحاولون إفساد قواعد الممارسة السياسية بعد أن نجحوا بأموالهم فى عملية احتلال سياسى لأحزاب تعثرت مسيرتها، فحولوها إلى مقاه سياسية يقضون فيها أوقاتهم بعد يوم شاق من عمليات الإيداع البنكية اليومية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة