جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

الانتصارات الزائفة لا تمنع السقوط!!

جلال عارف

الإثنين، 27 يوليه 2020 - 07:28 م

البلطجة التى يمارسها المهووس العثمانلى «إردوغان» فى البحر المتوسط كانت قد وصلت إلى نقطة فارقة قبل أيام. حيث كان الأمر قد وصل لحدود الصدام المسلح مع اليونان التى أعلنت أنها ستتصدى بالقوة لأى عمليات تنقيب تركية فى مياهها الإقليمية. ما تسرب من أنباء يشير إلى أن المستشارة الألمانية ميركل تدخلت وأوقفت الصدام لكن مع رسالة حازمة لإردوغان بأن الصدام مع اليونان يعنى الصدام مع أوروبا كلها.
فهم إردوغان من ذلك أن ألمانيا انضمت إلى فرنسا فى مقاومة البلطجة التى يمارسها ضد أوروبا، ولم يكن ذلك فى حساباته. وكان ذلك - إلى جانب الإعلان عن تعاون عسكرى نادر بين أمريكا وقبرص فى المتوسط - كافياً لأن يوقف المهووس العثمانلى التصعيد ويبدأ فى سحب سفن عسكرية تركية من منطقة التوتر فى المتوسط.
الموقف الأوروبى والأمريكى من الأزمة فى ليبيا لم يصل الى هذا الحد، الخلافات وصراعات المصالح بين الدول الأوروبية مازالت قائمة، والتواجد الروسى مازال يمثل الهاجس الأهم فى نظرة أمريكا للموقف، ومع ذلك فإن تحرك الأحداث بعد الخطوات الحاسمة من جانب مصر وإعلانها للخطوط الحمراء فرض واقعاً آخر جعل من الوقف الفورى لإطلاق النار المقدمة الطبيعية نحو الحل السياسى الذى يصنعه الليبيون بأنفسهم وبدعم مطلوب من المجتمع الدولي.
يدرك إردوغان أن نهاية أوهامه تقترب ويصر على المقاومة لأنه يعرف أن السقوط هنا يعنى نهاية مشروعه الإخوانى العثمانلى. مازال يرسل المرتزقة والسلاح لدعم ميليشيات الإرهاب فى طرابلس. يقتنص ما يستطيع من أموال شعب ليبيا ويفرض صفقات غير قانونية ويحاول ترتيب الأوضاع ليكون طرفاً فى التفاوض حول مستقبل ليبيا.
يعرف إردوغان أن الهزيمة المرتقبة تعنى النهاية. يستبق الهزيمة بادعاء نصر زائف بتحويل متحف «أيا صوفيا» إلى مسجد. يذهب لصلاة الجمعة فى المسجد ومعه خطيب الجمعة الذى صعد على المنبر شاهراً سيفه. فى نفس الوقت كانت السفن التركية تبدأ الانسحاب من المتوسط، وكان وزراؤه مشغولين فى محاولة نهب المزيد من ثروات شعب ليبيا.. لعلها - إلى جانب ما يدفعه حكام قطر من إتاوات - تؤجل ساعة السقوط!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة