محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الأيام العشر وبركتها

محمد البهنساوي

الإثنين، 27 يوليه 2020 - 07:32 م

«لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك»
ما أروعها من أيام.. وما أقدسه من نداء ربانى خالد.. يجسد ذروة سنام الإيمان.. من تسليم العبد لربه.. وترك الدنيا بملذاتها ومتاعها.. والوقوف بباب الغفار التواب طلبا لرضاه ورحمته.. وعلى الجانب الآخر هناك رب غفور رحيم.. يغفر فى تلك اللحظة الإيمانية لعبده الذى سلم له جبهته ، كل ذنوبه ولو وصلت عنان السماء وايا ما شملته من الكبائر..ليعود العبد كيوم ولدته أمه.. صفحة ناصعة البياض خالية من الذنوب وله أن يحافظ على هذا النقاء أو يعيد تلويث صفحته من جديد!!
وها نحن نعيش عطر الأيام العشر التى اقسم بها المولى عز وجل لعظمتها وقدسيتها.. اجواء ايمانية تتكرر كل عام لتغسلنا جميعا من الخطايا والذنوب.. لكنها وبكل أسف مليئة بالقسوة هذا العام.. قسوة يعرف طعمها من اعتاد ان يعيش تلك الأيام متنقلا بين المسجد الحرام والمشاعر المقدسة.. ملبيا داعيا باكيا راجيا رحمة ربه وغفرانه.. ويعرف تلك القسوة أيضا من جهز نفسه وانتوى الحج هذا العام سعيا لأداء الفريضة وتكفير الذنوب.. الا أن مشيئة المولى أرادت شيئا آخر.. رغم قسوته لكننا نثق أنه يحمل الخير للمسلمين والناس أجمعين من رب العالمين.. اراد المولى أن يكون حج هذا العام مختلفا وفريدا ربما للمرة الأولى منذ فجر الاسلام ان يأتى الحج شبه خالي من الحجيج.. وان يحبس حابس الجائحة اللعينة ملايين المسلمين عن بيت ربهم.. وأن يحول بين الملايين وبين مشقة الحج.. فالحج كله مشقة من الصعود والوقوف بعرفات للنفرة إلى مزدلفة والسعى والطواف والرجم.. لكنها قسوة تحمل أعذب طعم وتبعث أقوى أمل فى النفوس، تمنحها طاقة إيجابية يستمر مفعولها السحرى مع الكثيرين لنهاية العمر فلا يرفث ولا يفسق ولا يرتكب الكبائر وصولا لجنة الخلد فى الآخرة.
لكن وان حبسنا هذا الحابس عن الحج بأركانه وفروضه وسننه وقسوته ولذته.. فبكل تأكيد لن يخرسنا ابدا عن الدعاء والتضرع للمولى عز وجل فى تلك الأيام المباركات.. ونثق أنه لن يحبس علينا رحمة الله ومغفرته التى وسعت كل شىء.. فلنكثر جميعا من الدعاء فى تلك الأيام المباركات.. ولا نتوقف عن التلبية والتكبير والتهليل والتسبيح.
ويبقى رجاء.. فمصرنا الغالية تتعرض لهجمات غير مسبوقة من المتربصين.. وتحيطها المخاطر والأحقاد من كل جهة.. وتتسابق الأيادى الخبيثة لتوقف زحفها نحو نهضتها.. تحاول أن تشوه كل جميل وتنال من كل إنجاز وتوقف كل تقدم.. فلا يجب أن ننسى مصر هذه الأيام.. وأن يكون لها الحظ الأوفر من الدعاء لها ولجيشها العظيم.. خير أجناد الأرض.. أن يحفظها الله بكنفه كما يفعل دائما.. وأن يحميها من شر أبنائها المغيبين وشرور ومخططات أعدائها المتربصين وما أكثرهم.. وأن ينصر جندها ويسدد رميتهم فى قلب عدو الله وعدوهم.. وأن يجمع على الحق رايتهم.. اللهم آمين يارب العالمين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة