أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

أنقذوا الشيخ زايد

د. أسامة السعيد

الإثنين، 27 يوليه 2020 - 07:50 م

مدينة الشيخ زايد واحدة من أجمل المدن الجديدة فى مصر، وقد شهدت على مدى السنوات الماضية نموا عمرانيا وعقاريا هائلا دفع بها إلى صدارة المدن الأسرع نموا بين المدن الجديدة.
هذه المدينة التى تدفقت عليها مئات المليارات من الجنيهات كاستثمارات من جانب الدولة، أو من خلال المطورين العقاريين، أو حتى من قبل الأفراد الذين وضعوا «شقا العمر» فى شقة أو فيلا فى مكان مناسب وحياة هادئة، بات العديد من أحيائها يعيش حالة من القلق بعد تصاعد أزمة لم تكن على البال أو الخاطر، ألا وهى مشكلة المياه الجوفية التى تهاجم البنية التحتية وأساسات آلاف العقارات فى طول المدينة وعرضها.
المشكلة ظهرت منذ سنوات فى بعض الأحياء، لكنها تفاقمت بصورة مثيرة للانزعاج عقب العاصفة الممطرة التى شهدتها البلاد مطلع مارس الماضي، ليفاجأ كثير من سكان المدينة بأن مساكنهم تسبح فوق برك من المياه الجوفية، التى داهمت بيوتهم وأحلامهم فى الاحتفاظ بالسكن الهادئ بعيدا عن المشكلات.
الحقائق التى تم الكشف عنها حتى الآن وعقب التواصل بين العديد من السكان وملاك العقارات بالشيخ زايد، وبين جهاز المدينة، تشير إلى أن المشكلة - وحتى الآن- تهدد ما لا يقل عن نصف أحياء المدينة، وقد أفادت اللجان العلمية التى درست الموضوع أن المشكلة تكمن فى بناء المدينة فوق حوض صخرى عميق يتسبب فى عدم تسرب المياه السطحية إلى طبقات الخزان الجوفي، وأنه مع تنامى معدلات العمران بالمدينة، فإن الخطر سيتضاعف، وبالتالى فإن المسألة تتطلب حلا جماعيا تشرف عليه الدولة بنفسها، وألا يترك للحلول البدائية الفردية من جانب السكان، التى ستضاعف المشكلة بدلا من حلها.
تهديد المياه الجوفية لمدينة الشيخ زايد ليس قضية خاصة بحياة واستقرار مئات الآلاف من المواطنين فحسب، لكنها يمكن أن تكون مثالا للقدرة على التعامل مع الأزمات بشكل استباقى للقضاء على الخطر قبل استفحاله، كما يمكن أن تكون مثالا للفرص الضائعة التى نهدرها لنبكى بعدها على اللبن المسكوب.
القرار الآن بيد الدولة ومؤسساتها المعنية وخاصة فى وزارة الإسكان، التى ندعو الله أن يلهمها الصواب قبل فوات الأوان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة