المقابر الأثرية بمنطقة «بني حسن»
المقابر الأثرية بمنطقة «بني حسن»


تعرف على قصة لوحة «بني حسن» بالمنيا وحقيقة تصوير الأنبياء

شيرين الكردي

الثلاثاء، 28 يوليه 2020 - 09:22 ص

نشرت مجلة Journal of Ancient Egyptian Interconnections الأمريكية مؤخرًا دراسة مثيرة، تزعم أن المقابر الأثرية بمنطقة «بني حسن» بمحافظة المنيا بمصر تكشف عن شكل الأنبياء «إبراهيم وإسحاق ويعقوب» عليهم السلام.

ويشير الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية فى دراسة له إلى أن مقبرة بني حسن تقع على الضفة الشرقية للنيل على بعد حوالي 300 كيلو متر جنوب القاهرة وهي تزخر بثروة هائلة من الكنوز الأثرية، منها 29 مقبرة يعود تاريخها إلى حوالي القرن العشرين قبل الميلاد خلال عصر الدولة الوسطى وهي تحتوي على لوحات جدارية كان قد اكتشفها علماء آثار بريطانيون في أوائل القرن العشرين وهي تعرض مشاهد من الحياة اليومية في مصر خلال تلك الفترة.

ويضيف الدكتور حسين دقيل أن هناك عددًا من خبراء الكتاب المقدس قاموا بالبحث فى تلك اللوحات من جديد وزعموا أن بعضها يمثل صورًا معروفة لدى «الإسرائيليين» ومن هؤلاء الخبراء السيد «توم ماير» أستاذ الكتاب المقدس واللاهوت في «كلية شاستا للكتاب المقدس» وكلية الدراسات العليا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وهو متحدث ومحاضر قام بحفظ أكثر من 20 كتابًا من الكتاب المقدس،حتى إنه يُعرف باسم "الرجل الذاكرة".

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية، الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن "توم ماير" اعتقد أن اللوحات الجدارية المصرية بمقابر بني حسن؛ متزامنة مع الحسابات الموجودة في كتاب تكوين الكتاب المقدس وقال إذا ثبت هذا؛ فإنه يمكن لتلك اللوحات أن تسلط الضوء على الشكل الذي كان يبدو عليه بنو إسرائيل الذين هاجروا من بلاد الشام إلى مصر.

وأضاف البروفيسور ماير "إذا تساءلتَ يومًا عن شكل بطاركة الكتاب المقدس المشهورين مثل (أنبياء الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب) فبفضل علم الآثار لن تحتاجَ إلى التساؤل بعد الآن لأنه من هذه اللوحات، على حد زعمه ، صورة كانت على حائط مقبرة صخرية، وهي تشير لمسؤول ووزير مصري رفيع المستوى يدعى (خنوم حتب الثالث) نجل حاكم المقاطعة وتاريخها يعود إلى السنة السادسة من حكم الملك (سنوسرت الثاني) حوالي عام 1872 قبل الميلاد وهناك لوحات أخرى بالمقابر تُظهر قافلة من الرجال والنساء والأطفال مع الماشية والأسلحة" .

ويشير الدكتور ريحان إلى محاولة الباحثون إثبات وجهة نظرهم من خلال قولهم إن هذه اللوحة تتزامن مع الرواية التوراتية للإسرائيليين الذين هاجروا إلى مصر في زمن سيدنا يعقوب عليه السلام ومن ضمن أقوالهم إن لوحة الرجال والنساء والأطفال هي تدل على مجموعة من الأجانب الأسيويين؛ واقترح بعض العلماء أنهم يمثلون قافلة قادمة إلى بني حسن لتقديم (طلاء العين) إلى خنوم حتب الثاني.

ويؤكدون على رؤيتهم بأن بشرة هؤلاء صفراء وليست كالبشرة الأفريقية السمراء التي كان يمثل بها المصريون أو الأفارقة.

وهذه اللوحة كما يقول الباحثون في زعمهم؛ تعطينا نظرة ثاقبة للأزياء والعمالة والخصائص الجسدية، للناس الذين عاشوا في بلاد الشام خلال فترة بطاركة الكتاب المقدس كما أن الملابس الملونة للأشخاص وأسلحتهم وأدواتهم وماشيتهم موثقة جيدًا .

وفي النهاية يقول الباحثون؛ إنه وعلى الرغم من أن هذه اللوحة لم تكن تهدف إلى تصوير هجرة الإسرائيليين إلى مصر في وقت نبى الله يعقوب، إلا أنها تخبرنا بنوع الملابس والأسلحة والأدوات والمواشي وما إلى ذلك؛ ممن رافقوا قافلة الإسرائيليين من كنعان إلى مصر منذ حوالي 3800 عام.

ويوضح الدكتور ريحان أن هذه الدراسة تحتوى على كم كبير من المتناقضات شأنها شأن كل الدراسات التى تربط بين الآثار والروايات التوراتية لأغراض متنوعة منها استعمارية ومنها محاولة صنع دور لهم فى بناء الحضارة المصرية القديمة ويتوقف الباحثون فى الروايات التوراتية عند نقطة واحدة وهى أن كل ما ذكر فى التوراة حقائق مسلم بها وعلى البحث العلمى أن يدور فى فلكها ويثبت صحتها، ولذلك أنشئت صناديق خاصة لإثبات ما جاء فى الروايات التوراتية سخروا لها علماء من كل الجنسيات وبدأ البحث العلمى عند هؤلاء جامدًا ليثبت صحة ما جاء فى الروايات التوراتية، وبالتالى فإن كل نتائج الحفائر تتمحور حول هذه النقطة، ويفسرون نتائج الحفائر الأثرية ودراسة النقوش والرسوم الجدارية ودراسة المومياوات وفق الروايات التوراتية مما يتنافى مع المنهج العلمى والأمانة العلمية فى الدراسة . 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة