حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

بياع الطيِب ذهب ليلاقى مولاه

حمدي رزق

الثلاثاء، 28 يوليه 2020 - 06:03 م

وكتبت صفحة «صدى ظهر التمساح» على موقع «فيسبوك» نعيًا نصه: «تنعى صدى ظهر التمساح وفاة الدكتور محمد مشالى، طبيب الغلابة فى ذمة الله، بياع الطيِب ذهب ليلاقى مولاه، تاجر مع الله فأهداه الله دعوة ١٠٠ مليون بنى آدم وأكثر، وحفر اسمه بحروف من ذهب، فقد خلدت ذكراك عند العقلاء للأبد.
اللهم أسكنه فسيح جناتك، فما علمنا عنه إلا خيرا وما رأينا منه إلا خيرًا.. زهد الدنيا وعمل لوجه الله، أراد الجنة لأنه يعلم أن الدنيا إلى زوال، فقد كان حليماً رؤوفاً بالفقراء فجد عليه من فيض جودك يا أكرم الأكرمين..»
رحل الدكتور «محمد مشالى»  تاركا لقب «طبيب الغلابة» لمن يرجو محبة الناس، وثبت فى الحديث الصحيح: إن الله إذا أحب عبداً نادى جبرائيل إنى أحب فلاناً فأحبه، ثم ينادى جبرائيل فى أهل السماء: أن الله يحب فلانا فأحبوه، ثم توضع له المحبة فى الأرض فيحبه أولياء الله وأهل طاعته، وخلق كثير أحبوا هذا الطبيب الطيب.
خلقه طيب، وعنوانه الرضا بالقليل، والطب رسالة، والقناعة كنز لايفنى، وما نقص مال من صدقة، وزكاة العلم، وخدمة البسطاء والفقراء والمعوزين، هذه قناعات الراحل الكريم، ومضى قطار العمر هادئا هانئا بمحبة الفقراء، ودعاء الطيبين، نموذج ومثال للطبيب الانسان، ربنا يرحمه.
مثل هذه النماذج التى ترحل مخلفة ريحا طيبة، كالمسك، تقف أمام مشهد رحيلها فى انبهار واعتبار، الطيبون يودعون الطيب بعذب الكلمات، ويبكونه بالدمع، ولسان حالهم، بالدمع جودى ياعين، الفيس تلون بصورته الطيبة، وتويتر يغرد مذبوحا من ألم الفراق، وأهل قريته الطيبة يودعونه إلى مثواه، تقريبا جل الطيبين مشوا فى جنازته على الارض أو فى الفضاء الإلكتروني.
بينك يادكتور مشالى وبين ربنا سر جعل الخلائق يتعجبون، لو كان فى الأرض ملائكة يمشون عليها مطمئنين، ولكنَّ أهل الأرض بشر، ومن عباده من تخلق بالنور فصار نورانيا،والانسان النورانى استنار بالحكمة، كطير السماء مغردا لايلقط الا فرص الحب من بين ركام هذا العالم، ان حكاية دكتور مشالى واسراره تغمر روحنا بالسلام وتلهمنا للحفاظ على الانسان الكامن بداخلنا فى عالم خنيق.
فلسفة «الدكتور مشالى» عن رسالة الطبيب الانسان، فريدة ولكنها متجسدة فى الارض الطيبة،الطب ليس سلعة ولكن رسالة يستبطنها كل ذى قلب شفيف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة