ضحية الاغتصاب بفرشوط
ضحية الاغتصاب بفرشوط


بكت «فرحة» وأطلقت والدتها الزغاريد.. إحالة أوراق المعتدين عليها للمفتي

أبو المعارف الحفناوي

الثلاثاء، 28 يوليه 2020 - 06:15 م

"فرحة" ضحية الاغتصاب بفرشوط، قضية شغلت الرأي العام خلال العامين الماضيين في قنا، كونها الأولى من نوعها، في مثل هذه الجرائم، التي ليست من الطابع الصعيدي الذي تحكمه العادات والتقاليد.

شجاعة الفتاة التي وصفوها كثيرون بأنها بطلة، دفعتها للذهاب إلى مركز شرطة فرشوط، للتبليغ عن مغتصبيها، ولم تستسلم بالرغم من التهديدات التي تلقتها هي وأسرتها، قبل الذهاب إلى مركز الشرطة، كونهم عائلة فقيرة، وليس لهم سند، ولكن الفتاة أصرت أن يكون سندها عن القانون، وأن تحصل على حقها، انتقامًا من هؤلاء الذئاب البشرية الذين تناوبوا اغتصابها والشروع في قتلها أيضًا.

تلقت الفتاة الكثير من التهديدات، للتنازل عن البلاغ، خاصة بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين في أسرع وقت، ولكنها لم ترضخ، وانتقلت للعيش في مركز نجع حمادي المجاور، والذي بادر فاعلو خير للتبرع لها وتوفير مسكن لها وأسرتها، ليس من نجع حمادي فقط بل من فرشوط وابوتشت، وأماكن أخرى.

التهديدات وصلت لحد القتل، وأيضًا طرد والدتها التي تعمل في مدرسة، من عملها، اتصالات مستمرة وعروض تمثلت في الزواج من أحد المتهمين، ومبلغ مالي وصل في بعض الأحيان إلى نصف مليون جنيه، إلا أنها رفضت كل هذه العروض، قائلة " شرفي مش هبيعه بكنوز الدنيا ولو هيموتوني اللي شوفته أهون من الموت".

واجهت الفتاة الصعيدية العديد من المحطات الصعبة في العامين الماضيين، منذ خطفها في توك توك أثناء ذهابها إلى أحد البنوك في فرشوط، والدخول بها عنوة داخل زراعات القصب، وتناوب شقيقين وسائق التوك توك اغتصابها في الزراعات وفي منزل أحدهم، وشراء كفن لتكفينها بعد التخلص منها، إلا أنها تمكنت من الهرب منهم، لتبدأ في تحديات صعبة، كان من أهمها تنازل والدها عن القضية مقابل الحصول على مبلغ مادي، إلا أنها أصرّت عن الدفاع عن نفسها أمام القاضي، قائلة " أنا عايزة حقي وأبويا مشوفتهوش لما جاي يبيع شرفي".

من بين المحطات التي واجهت الفتاة الصعيدية، محاولة البعض الطعن في شرفها، هي وأسرتها، فضلًا عن محاولة دفاع المتهمين، اظهار أنها كانت على علاقة عاطفية مع أحد المتهمين، ووعدته بتسليم نفسها له، أثناء مرافعتهم في الجلسة الأخيرة، التي أصدرت المحكمة برئاسة المستشار عثمان محمدين ، و عضوية المستشارين ، جمال محمد الشريف، ومحمود شوقي موافي، وسكرتارية يوسف الشيح ، وكرم الطاهر، وأسامة الأمير، بمعاقبة المتهمين بخطف والشروع في قتل واغتصاب فتاة فرشوط، بإحالة أوراقهم إلى المفتي، وتحديد جلسة الخامس والعشرين من أغسطس المقبل للنطق بالحكم.

بعد الحكم على المتهمين، والذي كانت تنتظره الفتاة وأسرتها، لم تتمالك فرحة نفسها، وانهمرت في البكاء الشديد، ووالدتها أطلقت الزغاريد، بعدما أنصفهم القضاء الذي اتخذوه سندًا لهم منذ البداية.

كانت فرحة تظن من البداية، أن الحكم ليس نهاية المطاف، فستبدأ حرب جديدة، وربما تتعرض للقتل من قبل أهل المتهمين، وهو ما حدث بالفعل، فبعد الحكم الذي أثلج قلوب الجميع، ذهبت الفتاة وأسرتها إلى مسكنهم، ولكن شهود عيان شاهدوا ليلًا سيارة تقل مواطنين بحوزتهم سلاح – على حد قولهم- يحاولون البحث عن الفتاة وأسرتها، ولكن " غلطوا في رقم العمارة"، وأبلغهم الشاهد بما حدث، لتبيلغ الأمن.

سادت حالة من الرعب والخوف لدى الأسرة، وسرعان ما انتقلت قوة أمنية إلى المنطقة، لمعرفة ما يحدث هناك، وأبلغتهم الأسرة أنها ربما تتعرض إلى الموت، بعد الحكم خاصة بعد أن تلقت تهديدات بعد الحكم.

اصطحبتهم القوة الأمنية إلى مركز شرطة نجع حمادي، لحمايتهم أمنيًا، وتحرير محضر بالواقعة ، لاثبات حالة ما حدث ، للبدء في الاجراءات القانونية اللازمة، وكشف ملابسات الواقعة، والتأكد من صحتها.

تقول الفتاة ضحية الاغتصاب إنها لن تستسلم بالرغم من كل التهديدات، وما شاهدته أثناء اغتصابها هو الموت بعينه، ولهذا أصبح قلبها قوي يتحمل كل شيء ، فـ " العمر واحد والرب واحد والحمد لله خدت حقي وربنا يكمل القضية على خير"، موجهة رسائل للفتيات، بعدم الاستسلام، وأنها ربما تموت مقابل أن لا تتعرض واحدة منهن لما حدث لها.

وزارة التضامن بقيادة دكتور نيفين القباج، نسقت مع وزارة الداخلية ومحافظ قنا، والمسؤولين لحماية "فرحة" وأسرتها من التهديدات، بتوفير مكان لها غير معلوم قد يكون خارج المحافظة، إضافة إلى تأمينهم بحراسة مشددة لحمايتها حتى النطق بالحكم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة