الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة


علي جمعة: ذبح الأضحية لا يتعارض مع الرفق بالحيوان والرحمة به

إسراء كارم

الأربعاء، 29 يوليه 2020 - 12:02 م

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إننا في أيام مباركات وأشهر معلومات فرض فيهن الله سبحانه وتعالى زيارة بيته الأعز الأكرم بيت الله الحرام.

وأضاف أن الله ذكر المسلمين في كافة أركان الأرض ممن لم يزوروا ولم يعتمروا أو حبسهم حابس أو حال صرفهم أن يصلوا إلى البيت الحرام فأمرهم بأن يعيشوا معيشة الحجاج وأن يهرقوا الدم فليس هناك عمل أحب إليه في ذلك اليوم في –يوم عيد الأضحى- من أن يهراق الدم في سبيله وله ولوجهه خالصا من دون الناس إعلانا للتوحيد.

ولفت إلى أن الذبح لا يكون إلا لله والأضحية لا تكون إلا لله، والنذر بها لا يكون إلا لله، فهو وحده الذي يستحق العبادة، والأضحية توزع في الفقراء، وتوزع في المساكين لوجه الله، ويوهب ثوابها لفلان وعلان إنما هي لوجه الله.

وأشار إلى أن البعض يظن أن الذبح للحيوان يتعارض مع الرفق والرحمة به، فهل الإسلام أمر بالرفق بالحيوان في نصوصه الشرعية ؟ وهل نفذ المسلمون ذلك في حضارتهم ؟ لقد اهتم الإسلام بالحيوان وأكد على ضرورة التعامل معه بالرأفة والرحمة فهو مسخر للبشر، وغير قادر على التعبير عن احتياجاته وآلامه ولذلك كان الاهتمام به أكبر.

وتابع، نرى رسول الله ﷺ ينهى عن قتل العصفور، فقال : «ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حق إلا سأله الله عز وجل عنها»، ويبين أن الإساءة للحيوان وتعذيبه والقسوة معه تدخل الإنسان في عذاب الله، ونار جهنم والعياذ بالله، فيقول النبي ﷺ : «دخلت امرأة النار في هرة حبستها ولا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض».

واستكمل: جعل الإسلام دخول الجنة جزاء للرفق بالحيوان، وأن الرفق به قد يكون سببا في تجاوز الله عن كبائر وقع فيها الإنسان، فقال ﷺ : « بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به». وقال ﷺ :«بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّهُ ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له» قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: «نعم، في كل ذات كبد رطبة أجر».

وأفاد بأن الإسلام حرم قتل الحيوان جوعا أو عطشا، وحرّم المكث على ظهره طويلاً وهو واقف، وحرّم إرهاقه بالأثقال والأعمال الشاقّة، وحرّمت الشريعة التلهّي بقتل الحيوان، كالصيد للتسلية لا للمنفعة، واتخاذه هدفاً للتعليم على الإصابة، ونهى الإسلام عن كي الحيوانات بالنار في وجوهها للوسم، أو تحريشها ببعضها بقصد اللهو، وأنكر العبث بأعشاش الطيور، وحرق قرى النمل.

وأكد أن الإسلام أوجب نفقة مالك الحيوان عليه، فإن امتنع أجبر على بيعه، أو الإنفاق عليه، أو تسييبه إلى مكان يجد فيه رزقه ومأمنه، وإذا لجأت هرّة عمياء إلى بيت شخص وجبت نفقتها عليه حيث لم تقدر على الانصراف، ولم يعاقب المسلمون الحيوان بما جنى على غيره، وإنما عاقبوا صاحبه إذا فرّط في حفظه وربطه، ومنعوا أن يؤجّر الحيوان لمن عرف بقسوته على الحيوان، خشية أن يجور بقسوته وغلظته عليه.

وأوضح أن الإسلام رعى الحالة الصحية للحيوانات وأمر بالحجر الصحي عند انتشار الأوبئة والأمراض المعدية للحفاظ على باقي الحيوانات، قال النبي ﷺ: «لا يوردن ممرض على مصح، وإن الجرب الرطب قد يكون بالبعير، فإذا خالط الإبل أو حككها، أو أوى إلى مباركها، وصل إليها بالماء الذي يسيل منه».

وأنهى الشيخ جمعة، حديثه بأن المسلمون حولوا الرحمة بالحيوان في حضارتهم إلى واقع معيش فأنشئوا مساقي الكلاب؛ وفي العصر المملوكي، وبالتحديد في تكية محمد بك أبو الذهب بنيت صوامع للغلال لتأكل منها الطير، وأنشأوا مبرات للبيطرة وصيروها علما لتخفيف الألم عن الحيوان. 

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة