الأربعاء، 29 يوليه 2020 - 06:12 م

دخل إلى العالم ببساطة، وأصر على أن يعيش بسيطاً، فلاقى ربه بمنتهى الهدوء، إنه الرجل الذى منح كل ما يملك إلى الناس ولم يأخذ من الدنيا شيئاً سوى ما يقيم أوده لكنه قال: لقد أعطتنى الدنيا أكثر مما أستحق!
أتوقف كثيراً عند بعض الشخوص الذين يمرون فى الحياة من حولي، بين من يفعل المستحيل ليأخذ كل شئ حتى لو كان حق غيره، وبين من لا يأخذ حتى حقه طواعية وعن طيب خاطر، شتان بين الاثنين، رغم أن عالمنا لا يذكر العطَائين عن حق ولا يمنحهم فرصة كى يعلم عنهم الناس فيتخذون منهم قدوة نافعة.
لكن الدكتور محمد مشالي، واتاه الحظ بفرصة الحصول على الملايين من إحدى البرامج الخيرية الإماراتية، لكنه رفض ووجههم نحو الجمعيات الخيرية مؤكداً زهده فى الحياة وأنه لا يرغب سوى فى الموت داخل عيادته يخدم الفقراء.
هنا فقط؛ ذاع صيته بين الناس وعرفناه وتأثرنا به، رغم أنه عاش قرابة الخمسين عاماً يمنح الحياة من روحه دون أن يلتفت نحوه أحد!
رحل الدكتور مشالى بعد أن منحه الله تقديراً دنيوياً قبل وفاته بشهور قليلة، لكنه ترك سؤالاً مهماً علينا أن نجيب عليه: متى نرى المعدن النفيس بحق ولا ننخدع بالمعادن الرخيصة البراقة؟