جمال حسين
جمال حسين


«جمال حسين» يكشف أسرارًا من دفتر أحوال ثورة 30 يونيو

جمال حسين

السبت، 01 أغسطس 2020 - 12:06 م

جمال حسين يكشف أسرارًا من دفتر أحوال ثورة 30 يونيو

سر زيارات المسئولين الأمريكيين وآن باترسون لبديع والشاطر بمكتب الإرشاد

المعزول والظواهرى ولقاء لم يتم فى باكستان.. بسبب مطاردة المخابرات الأمريكيَّة

مرسى يوم 30 يونيو: الحقونا الوضع خطير ونحتاج دعم الجهاديين بسيناء.. وأيمن: لن نتأخر

تقريرٌ سرىٌّ جدًا: حماس تدفع بمجموعاتٍ مسلحةٍ لإشعال مصر حال فوز شفيق 

الظواهرى لـ«مرسى»: احكم بشرع الله.. تخلَّص من معارضيك.. واعتقل شيخ الأزهر لنقف إلى جوارك..ومرسى: تعليماتك أوامر يا أمير المؤمنين

لماذا أقسم مرسى اليمين الدستوريَّة ثلاث مراتٍ فى سابقةٍ لم تحدث بالعالم كله؟

من غرائب الأقدارِ أن الرئيس المعزول محمد مرسى، رَّبما يكون أول رئيس جمهوريَّةٍ فى العالم يُؤدى اليمين الدستوريَّة أمام شعبه ثلاث مراتٍ خلال 24 ساعةٍ فقط، بعد أن رفض أداء اليمين أمام المحكمةِ الدستوريَّةِ العليا؛ تنفيذًا للدستورِ والقانونِ.. وعندما حلف اليمينَ أمام المحكمةِ الدستوريَّةِ مُضطرًا، توجَّه إلى جامعة القاهرة؛ لحضور احتفاليَّة تنصيبه رئيسًا للجمهوريَّة، والتى أقامها له ممثلو البرلمان من الأهلِ والعشيرةِ بجامعة القاهرة، ووقف ليحلف اليمين مرةً ثانيةً، ثم توجَّه إلى ميدان التحريرِ، وحلف اليمين للمرةِ الثالثةِ؛ تنفيذًا لرغبة الثوار، الذين طالبوه بأداء القسمِ الدستورىِّ، وفقًا لشرعيَّة الميدانِ.
“أقسم باللهِ العظيمِ أن أُحافظ مُخلصًا على النظامِ الجمهورىِّ، وأن أحترم الدستورَ والقانونَ، وأن أرعى مصالحَ الشعبِ رعايةً كاملةً، وأُحافظ على استقلاليَّةِ الوطنِ وسلامة أراضيهِ”.. لقد كرَّر مرسى هذا القسم ثلاث مراتٍ، لكن هل صان اليمينَ، وحافظ على استقلاليَّةِ الوطنِ، أم أنه خضع لأوامر مكتب الإرشادِ؛ التى كانت تُحرِّكه داخل القصرِ الجمهورىِّ بالريموت كونترول، باعتباره مندوب مكتب الإرشادِ فى قصر الاتحاديَّةِ، وليس رئيسًا للجمهوريَّةِ؟!!
الحقائقُ المؤكَّدةُ تُشير إلى أن مكتب الإرشادِ ورَّط مرسى فى العديدِ من المؤامراتِ، لدرجة أنه تخابر مع منظماتٍ خارجيَّةٍ مثل “حماس، وحزب الله”، ثم مع تنظيم القاعدةِ؛ أخطر تنظيمٍ إرهابىٍّ فى العالم، ونفَّذ كل مطالب أيمن الظواهرى، بل واستعان به؛ لتوفير عناصر مسلحة يُحارب بها جيش وشرطة بلاده !!

الاستعانةِ  بصديقٍ

الكلُ يعلم أن الانتخابات الرئاسيَّة التى تنافس عليها مرسى وشفيق كانت نقطةً فارقةً فى تاريخ مصر، ورغم أن كل المُؤشرات كانت تُؤكِّد فوز أحمد شفيق، فإن الإخوانَ اعتبروا فوز مرسى مسألة حياةٍ أو موتٍ بالنسبةِ لهم، وعقدوا عدَّةَ لقاءاتٍ مع الجانبِ الأمريكىِّ؛ لقبول فوز مُرشَّحٍ إسلامىٍّ بمنصب رئيس جمهوريَّة مصر العربيَّة، وبالفعل تقبَّل الأمريكانُ ذلك بعد عدَّةِ لقاءاتٍ لمسئولين أمريكيين كبارٍ مع المرشد محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، والمرشَّح الرئاسى وقتها محمد مرسى، ودبَّرت اللقاءات السفيرةُ الأمريكيَّةُ بالقاهرةِ فى ذلك الوقتِ آن باترسون؛ التى زارت مكتب الإرشادِ بالمقطمِ، ومكتب خيرت الشاطر فى مدينة نصر عدَّة مراتٍ.
عندما شعر الإخوانُ باحتمال فوز شفيق، وضعوا خِطةً لنشر الفوضى فى كل عموم مصر، ونصبوا أسلحتهم، واستعدُّوا بالمتفجرات، وهدَّدوا بتحويل مصر إلى ساحةٍ للقتالِ، حيث احتشدوا فى ميدان التحريرِ، ورفضوا مغادرته للاحتفال بفوز مرسى، بل سارعوا بوضع الجميع أمام الأمر الواقعِ، واستبقوا قرار اللجنةِ العليا للانتخابات بعقد مؤتمرٍ صحفىٍّ أعلنوا فيه فوز مرسى، عقب انتهاء عملية الفرز الأوليَّة؟!
ورصدت الأجهزةُ الأمنيَّةُ محاولات تهريب الأسلحةِ من ليبيا إلى الإخوانِ عبر الحدودِ الغربيَّةِ، وعبر الأنفاقِ الشرقيَّةٍ، قُبل إجراء جولة الإعادةِ بين مرسى وشفيق، ودفعت حركة حماس بعناصر مدرَّبة تسلَّلت إلى داخل الأراضى المصريَّة عبر الأنفاقِ، وتمَّ تدعيمهم بالرشاشاتِ وقذائف الـ “آر بى جى“؛ انتظارًا لما سوف تُسفر عنه الانتخابات الرئاسيَّة فى مصر، حيث كانت الخطة تقضى بأنه فى حال إعلان فوز شفيق يتم استهداف منشآتٍ مهمةٍ، وإعلان  سيناء “إمارة إسلامية”!!

مرسى  وتنظيم  القاعدة

ومع زيادة الزخم الشعبىِّ، وشعور الإخوان بالخطرِ على حكمهم الذى لم يمضِ عليه سوى أقل من عامٍ، بدأوا فى إجراءِ اتصالاتٍ مع زعيم التنظيم أيمن الظواهرى؛ المطلوب رقم واحد فى العالم كله، وكان الوسيطُ بين مرسى وأيمن الظواهرى شقيق أيمن محمد الظواهرى؛ الذى أفرج عنه مرسى بمجرد جلوسهِ على كرسي حكم مصر، وأيضًا محمد رفاعة الطهطاوى؛ رئيس ديوان رئيس الجمهوريَّة، وهو فى الوقت نفسه ابن خالة أيمن الظواهرى.
يا لها من صدمةٍ قاسيةٍ تلك التى تلقَّاها الشعبُ المصرىُّ عندما عَلِم أن الشخصَ الذى كان يحكمه، يتعاون مع أخطر تنظيمٍ إرهابىٍّ فى العالم، وأنه يُحيكُ المؤامرات ضد بلده، من خلال اتصالاتٍ مع جهاتٍ أجنبيَّةٍ؛ حملت تفاصيلها أوراق قضايا التخابر، وأنصار بيت المقدسِ، واقتحام السجونِ، حيث رصدت الأجهزةُ الأمنيَّةُ عدَّةَ مكالماتٍ بين مرسى وأيمن الظواهرى؛ أخطر إرهابىٍّ دوَّخ العالم كله، لدرجة أن أمريكا رصدت 50 مليون دولارٍ لمن يُرشد عنه. بعد أيامٍ قليلةٍ من جلوسهِ على عرش مصر، سارع مرسى بالإفراجِ عن قيادات الإرهابِ؛ المُودعين بالسجونِ لتنفيذ أحكامٍ بعضها بالإعدامِ، وذلك بإيعاز ٍ من رئيس ديوانه محمد رفاعة الطهطاوى، وكان الإرهابىُّ محمد الظواهرى؛ المحكوم عليه بالإعدام شنقًا منذ عام 1998 فى قضية “العائدون من ألبانيا”، شقيق أيمن الظواهرى، على رأس قائمة من شملهم قرار مرسى بالعفو عن أخطر 20 إرهابيًا داخل السجونِ.. ربَّما أراد مرسى وقيادات مكتب الإرشاد من ذلك الإفراجِ مغازلة أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة الذى يخشاه العالم وأمريكا؛ حتى يُساعد الإخوانَ ومرسى فى توطيد دعائمهم، ويُساندهم فى حكم مصر، ويكون القوَّة التى يستخدمونها ضد الجيشِ المصرىِّ والشرطة إذا لزم الأمر، لذلك حرص الإخوانُ عقب الإفراجِ عن محمد الظواهرى، أن يكون ضيفًا دائمًا على مكتب الإرشادِ بالمقطمِ، وعلى قصر الاتحاديَّةِ؛ حتى يكون حلقة الوصلِ بين مرسى وشقيقه، وكان مُنسِّق هذه اللقاءات ابن خالته محمد رفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئيس الجمهوريَّة فى ذلك الوقت، ونائبه الإخوانى “أسعد الشيخة”، ورصدت أجهزةُ الأمنِ عدَّة لقاءاتٍ؛ أحدها فى فيللا بمنطقة المقطم، مجاورةٍ لمقر مكتب الإرشادِ، ولقاء آخر بأحد مكاتب شركة خيرت الشاطر بمدينة نصر.

تخلَّص من مُعارضيك

أول اتصالٍ جَرى بين مرسى وأيمن الظواهرى فى أفغانستان، كان بعد شهرٍ فقط من رئاسة مرسى، واستمرَّ نحو 5 دقائق، وجاء نصُّه كالآتى:
مرسى: وصلكم أننا نطلب دعمكم لنا وللإخوان.
الظواهرى: احكم أولًا بشرع اللهِ؛ لنقف إلى جوارك.. تأسيس دولةٍ إسلاميَّةٍ بإعلانٍ رسمىٍّ، وتمكين الإسلاميين من الحكمِ على طريقة الثورةِ الإسلاميَّةِ فى إيران.. واخلص من العلمانيين الكفرة، مُعارضى الإسلام.. وتخلَّص من مُعارضيك، فليس هناك بدعةُ اسمها ديمقراطيَّة.
مرسى: نسير فى تأسيس الدولةِ الإسلاميَّةِ.
الظواهرى: احذر دول الخليج تُساعد أمريكا.
مرسى: سنقوم بزيادة التعاون مع إيران؛ لوقف نفوذ دول الخليج فى المنطقةِ.
الظواهرى: ردعهم واجبٌ على كل مسلمٍ يغار على دينهِ؛ لأنهم عقبةٌ فى تحقيق حلم الخلافةِ الإسلاميَّةِ.
مرسى: الخلافةُ الإسلاميَّةُ مُقبلةٌ يا أمير المؤمنين.
عتاب مرسى للظواهرى
الاتصال الثانى تمَّ يوم 5 سبتمبر 2012، واستمرَّ نحو 4 دقائق؛ وجاء فيه:
مرسى: السلامُ عليكم.. هل هناك جديدٌ؟
الظواهرى: قيادات التنظيم الدولى للإخوان وعدتنا بالدعمِ وتبرعاتٍ؛ لمساعدتنا فى الجهادِ، ولكن لم يصلنا شىءٌ.
مرسى: الوعدُ سيُنفَّذ، لكن نحن عاتبون عليكم بسبب الانتقاداتِ الصادرةِ منكم ضدنا فى الأيام الأخيرةِ.
الظواهرى: نحن بمشيئةِ اللهِ ندعم ونُؤيِّد كل حريصٍ على الحكمِ بشرع الله، وإقامة دولة إسلاميَّة رسميَّة.
مرسى: سنُطبِّق الشريعةَ وفقًا للمشروعِ الإسلامىِّ، ولكن نحن بحاجةٍ لمساندتكم؛ لاستقرار الحكمِ ودعمه، حتى نُحقِّق هدفنا.
الظواهرى: عناصرنا كان لها الفضلُ فى وجودكم خارج سجون الطُغيانِ، ومساندتنا واجبةٌ، ومطالبنا صغيرةٌ؛ وهى الإفراج عن رجال القاعدةِ والمجاهدين فى سجون العقرب وغيرها من السجونِ، ودعمنا بالمالِ والسلاحِ فى ليبيا واليمن وسيناء، وأن يكون هناك جزءٌ من المالِ، مُخصَّصٌ لأسر المجاهدين وتدريباتهم فى سيناءِ.
وعقب هذه المكالمة، دخل سيناء نحو 350 عائلةً من عائلات التكفيريين، وعائلات أخرى تابعةُ لأحمد عشوش إلى سيناء، وجَرى تسكينهم وإعاشتهم هناك؛ بناءً على أوامر مرسى شخصيًا، حيث وُفِّرت لهم أماكن وأراضٍ داخل سيناء، كما خطَّط مرسى فى ذلك الوقتِ لغلق سجن برج العرب نهائيًا، لكن جماعةَ الإخوانِ تراجعت عن قرارها؛ لتوفير محبسٍ لعددٍ من المُعارضين والإعلاميين فى هذا السجنِ، بناءً على نصيحةٍ من خيرت الشاطر.

إنشاء حرسٍ ثورىٍّ

الاتصال الثالث تمَّ فى شهر ديسمبر من عام 2012، واستمرَّ نحو 3 دقائق، وجاء مضمونه:
الظواهرى: الموضوع اللى اتكلمت فيه الجماعة بره - يقصد قيادات التنظيم الدولى - اتأخر، ولا جديد بخصوص الأماكن وغيرها للرجالة - يقصد معسكر التدريب -، والإخوة كانوا طلبوا التأسيس علشان موضوع الحرس - يقصد حرس ثورى - فيه تأخير فى تنفيذ طلباتنا.
مرسى: بالعكس إحنا جاهزين لكل حاجة فى أى وقت ..إحنا محتاجين فعلًا للحرس للتأمين، ولدينا شبابٌ مُتحمسٌ، لازم التأمين علشان أى محاولة ضدنا.. التقارير بتحذَّرنا من محاولات الفلولٍ للانقلابِ، واطمئنك أننا لدينا خطة لتأمين المعسكرات، وعليكم سرعة إرسال المجموعة؛ للتنظيم والتدريب.
الظواهرى: الطغاةُ الذين يُنفذون سياسة النظام الصهيو- صليبى الأمريكى.
مرسى: نسعى لتكوين جيشٍ إسلامىٍّ من المتدربين والجهاديين والإسلاميين تحت قيادة “جيش الإسلام”.
الظواهرى: أطلب الإفراجَ عن الشيخ عمر عبدالرحمن، والضغط على أمريكا للإفراج عنه.
مرسى: موافق طبعًا.

اعتقلوا  شيخ  الأزهر

الظواهرى: العلمانيون المبتذلون يخرجون فى مظاهرات لا طائل منها، وأطالبك بتعيين الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل نائبًا لرئيس الجمهوريَّةِ؛ لأنه سيُطبِّق شرع الله، والكثير يخشاه، وإذا لم تُطبِّقوا شرع الله سنُطبِّقه نحن، والشيخ عماد عبدالغفور يستحق من المجاهدين الاحترامَ والتقديرَ، ولابد من اعتقال شيخ الأزهر، وغلق هذه المؤسسة بالكامل، وإياك والسلفيين يُنفذون أجندةً خارجيةً
مرسى: السلفيون مرحلة لمساندتنا، ثم بعد ذلك سيتم استبعادهم، وعودتهم مرة أخرى للسجن قريبًا.
الظواهرى: انصحهم بالتى هى أحسن، وإذا لم يستجيبوا عليكم بتطبيق القصاص عليهم؛ لسكوتهم على الحقِ.. السلفيون لن يتعاونوا مع الإخوان على نشر تعاليم الإسلام، والاتحاد على نشر الخلافة، بل يتعاونون مع القوى المحظورة والعلمانيةِ، وعليهم العودة للحق، وإذا لم يعودوا مرةً أخرى، فطردهم سيكون واجبًا حتميًا.
مرسى: تعاليم الله يجب أن تُطبَّق وتُنفَّذ.
الظواهرى: عليكم بتطبيق تجربة باكستان وأفغانستان فى مصر.. وإعدام كل من يُخالف الشريعة، وإعدام المنتمين لإعلام العلمانيين، الذى يُساعد على نشر الفجور ومساعدة الخوارج على انتهاك الشريعة.. لا نعترف بدستور علمانىٍّ، وليس هناك دستورٌ تحكمون به، ستحكمون فقط بحكم الله.
مرسى: يا أمير الحق، اتخذنا قرارات رادعة فى مواجهة هذه القلة، وإجراءات تشريعية جديدة تحد من هذا الإعلام، وفى القريب العاجل سنغلق هذه القنوات، وسنقوم بإنشاء منابر إعلامية تحث على الجهاد، كما ستكون هناك قناةٌ فضائيةٌ ثابتةٌ لك ولرجال القاعدة، ويمكن بث هذه القناة من أفغانستان لتعليم أشبال الإخوان.
الظواهرى: هؤلاء الإعلاميون يعملون مع خصوم الشريعة، وردع الإعلام ضرورىٌ، فالقوى العلمانية متحالفةٌ.
مرسى: قريباً سنُوفى بعهودنا تجاهكم
وعقب المكالمة، أجرى مرسى اتصالات مباشرة مع مسئولين أمريكيين، وكلَّف مساعده عصام الحداد؛ للتحرُّك للإفراج عن عمر عبدالرحمن، وتقديم تنازلاتٍ كبيرةٍ لأمريكا، تتمثَّل فى زيادة قوات حفظ السلام الدولى فى سيناء، واستغلال عددٍ من الكيلومترات داخل سيناء لتوطين الفلسطينيين القادمين من غزة، إلَّا أن الجيشَ المصرىَّ أوقف ذلك المُخطط.

مرسى والظواهرى.. ولقاء لم يتم

في شهر مارس من عام 2013 أعلنت الرئاسة عن قيام مرسى بزيارة غير متوقعة إلى باكستان والهند.. وتعجبت الدوائر السياسيَّة فى ذلك الوقت من هذه الزيارة، خاصة أن مرسى نفسه كان قد ألغى فجأة زيارته إلى “إسلام أباد” في نوفمبر 2012، للمشاركة في قمة مجموعة الثمانية.. لكن إذا عُرف السبب بطل العجب، فقد تم التنسيق لإتمام مقابلة بين مرسى والمُطارد من أمريكا أيمن الظواهري على هامش هذه الزيارة، وتولى التنظيم الدولي للإخوان في باكستان وتركيا مسؤولية التنسيق والاتصالات بين جماعة الإخوان في مصر وتنظيم القاعدة فى أفغانستان .. وخلال الزيارة تم رصد تحركات عناصر تابعة للتنظيم الدولي لمراقبة أحد الفنادق الكبرى في العاصمة الباكستانية، وتم اختيار وإعداد غرفة للقاء، ووصل مرسي إلى باكستان يوم 18/3/2013 في زيارة لمدة يومين، وقرروا عقد اللقاء في اليوم التالي قبل مغادرة مرسي إلى الهند، وتم الترتيب لسرية انتقال مرسي من قصر الضيافة الرسمي “ قصر إيوان الصدر “ إلى الفندق، وفجأة ألغي الموعد بعد أن رصد تنظيم  القاعدة تحركات أجهزة استخبارية دولية وهناك معلومات عن التخطيط لاقتحام الفندق والقبض على الظواهري، وهنا استبدل أيمن الظواهري اللقاء بمكالمة هاتفية سريعة مع مرسي استغرقت دقيقتين جاءت كالآتي:
الظواهري: السلام عليكم .. الأجواء غير مناسبة، والإخوة عندنا رصدوا معلومات مهمة وطلبنا إلغاء الموعد.
مرسي: سلامتكم تهمنا أولاً. وكل ما وصلكم من وعود ستصلكم حسب طلبكم.
وعقب هذا الاتصال مباشرة أرسل التنظيم الدولي للإخوان 50 مليون دولار لتنظيم القاعدة،  مقابل مساندة مرسي والإخوان.
وعقب عودة (مرسى) من باكستان أصدر عفوًا رئاسيًا جديدًا شمل 42 من أخطر العناصر الجهادية المحكوم عليها بالاعدام والمؤبد تنفيذًا لأوامر أيمن الظواهري على الرغم من التحذيرات الأمنية وتقارير الأجهزة السيادية لخطورتهم على الأمن.

الحقونا

الاتصال الأخير بين مرسي وأيمن الظواهري تم صباح 30 يونيو 2013 من داخل قصر الاتحادية،  بحضور كل من محمد رفاعة الطهطاوي وأسعد الشيخة، عندما خرجت الملايين من الشعب المصري تطالب بسقوط مرسي والإخوان، وكان هذا الاتصال بمثابة رسالة استغاثة من مرسي للظواهري، وجاء كالآتي :
مرسي: السلام عليكم ورحمة الله.. الوضع هنا خطير.
الظواهري: طلباتكم
مرسى: نواجه مظاهرات كبيرة من المعارضين لنا وللمشروع الإسلامي والوضع متأزم والجيش أعلن موقفه معهم ونحتاج دعمكم بسرعة.. حرَّكوا الناس ضدنا، مؤامرة للانقلاب مكشوفة، نحتاج الدعم للضغط على الجيش في سيناء، دعم الإخوة الجهاديين لمساعدتنا الضغط على الجيش لدعم الشرعية نواجه موقفا صعبا يحتاج إلى سرعة الدعم.
الظواهرى: لن نتأخر وسوف ننسق مع الإخوة حول المطلوب وبسرعة.. البرادعى سمح لأمريكا بدخول العراق، وسمح بدخول الأمريكان وغيرهم بلاد المسلمين.. سأعتبر نظامك كافرًا إذا فاوضت البرادعى أو تركته دون عقاب، والفريق عمر البشير رئيس السودان رئيس صالح.
مرسى: الرئيس المؤمن لا يعترف بمعارضة أو غيرها

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة