جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

تاريخ..لا يهمله التاريخ

جلال دويدار

الأحد، 02 أغسطس 2020 - 06:52 م

هذه الغمامة الطارئة التى تتعرض لها العلاقات الاخوية الحميمة بين البلدين الشقيقين مصر والكويت ليس هناك ما يبررها على الاطلاق. ليس خافيا انه كان وراءها سوء الفهم.. محاولات الموتورين الذين يجهلون ما بين البلدين ولايقدرون قيمة وتاريخية العلاقات. انها شهدت فى بعض مراحلها الفارقة امتزاج الدم المصرى والكويتى دفاعا عن المقدرات والكيان بل والوجود.
إن خير شاهد على ذلك قرار مصر بالتصدى لعدوان صدام حسين واحتلاله للوطن الكويتى. ان تدخل مصر بقواتها المسلحة لتحرير الارض الكويتية كان السند الشرعى للتدخل الدولى لدحر هذا العدوان.
هذا التحرك المصرى لم يقتصر على مساندة ودعم سيادة وحرية الكويت ودرء خطر الغزو الصدامي.. وانما شمل فتح المصريين بيوتهم لاستقبال اخوانهم الكويتيين الهاربين من همجية صدام. هذه الاحداث تمت إبان سنوات رئاسة الرئيس الراحل حسنى مبارك بعد قمة القاهرة الطارئة التى عقدت آخر عام ١٩٩٠.
إنه وفى اطار هذه العلاقة المصيرية فإنه لا يمكن ان ينسى المواقف المصرية الايحابية التى أكدت ارتباطها بالكويت الشقيق والتى لم تنقطع. ارتباطا كان قرار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بارسال قوات مصرية لحماية الكويت عام ١٩٦٠ عقب اعلان استقلالها. جرى ذلك بعد تهديدات عبد الكريم قاسم قائد ثورة العراق التى اندلعت عام ١٩٥٨ واسقطت الملكية.
من ناحية أخرى فإنه يُذكر للشركات والعمالة المصرية دورهما فى تحقيق النهضة الكويتية من خلال عمليات التعمير واعداد التشريعات التى احتاجها بناء الدولة.
حول خصوصية وتميز هذه العلاقات المصرية الكويتية.. فإنه لا ينسى للكويت وقوفها إلى جانب مصر أبان عدوان ١٩٦٧ وكذلك خلال حرب اكتوبر وانتصار قواتنا على جيش اسرائيل الذى لا يقهر. علاوة على ذلك فإن مصر لا تنسى للكويت مساندتها الاقتصادية المباشرة والاستثمارية.
على هذا الأساس فإن  هذا التاريخ الحافل للعلاقات المصرية الكويتية لم تمنع الإقدام اخيرا على بعض القرارات والسلوكيات التى تحمل شبهة الجهل والتنكر لتاريخية ومصيرية هذه العلاقات الأزلية بين البلدين الشقيقين. استهدفت الرسائل المتبادلة بين وزير خارجية الكويت د.أحمد ناصر الصباح وسامح شكرى وزير الخارجية المصرى تهدئة النفوس واحتواء حالة التوتر المرفوضة التى اشعلها الكارهون والحاقدون المتآمرون على مصالح الشعبين ورسوخ العلاقات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة