سليمان قناوي
سليمان قناوي


أفكار متقاطعة

ليته يفعل

سليمان قناوي

الأحد، 02 أغسطس 2020 - 07:24 م

 

يحزن المرء حين يرى عندنا «اسلام» و«يوسف» و«سعد» يشككون فى السنة النبوية الشريفة فى حين أن جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة الامريكية يستعين بالاحاديث النبوية تزلفا لمشاعر مليون ناخب امريكى مسلم، عندما استخدم حديث: « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبقلبه، فان لم يستطع فبلسانه وذلك أضعف الايمان». وأنا لا أبرىء بايدن هنا فقد قال ذلك بالطبع لاغراض انتخابية كسبا لاصوات المسلمين، لكن باقى التصريحات التى اعلنها مؤخرا فى قمة «مليون صوت مسلم»- نظمتة مؤسسة»ايمدج أكشن» المعنية بالحقوق السياسية للمسلمين- تأتى كلها فى سياق مغاير للسياسات العدوانية المناهضة للمسلمين التى يتبناها منافسه دونالد ترامب.
فقد تعهد بايدن بإشراك قيادات مسلمة فى إدارته بالبيت الابيض، واعلن دعم حقوق الإنسان والأقليات المسلمة حول العالم كالروهينجا والإيجور، إضافة إلى قضايا المعذبين فى سوريا واليمن وغزة، ودعم قيام دولة فلسطينية مستقلة. وقال إنه سيعمل مع الكونجرس لإصدار تشريع لمواجهة جرائم الكراهية والقتل التى طالت الأمريكيين ذوى الأصول الإسلامية واللاتينية والإفريقية خلال حكم ترامب.
وكلها تصريحات وردية نقول له: أفلح إن صدق وندعو الله أن يحقق حتى نصفها، والا يذهب بعد ايام إلى تجمع يهودى فيخرج علينا بعكسها او ينسخها او يأتى باسوأ منها، وكأنها تصريحات الليل المدهونة»بزبدة، يطلع عليها النهار تسيح». ومع ذلك يظل الحزب الديمقراطى - تقليديا - الاقل سوءا (أحسن الوحشين) والاقرب لمناصرة قضايا العرب والمسلمين ولو بالتصريحات. وهو الحزب الاكثر ادراكا لزيادة تأثير المسلمين فى الانتخابات الامريكية.وعن التحفظ لدى بعض المسلمين بسبب علمانية الحزب الديمقراطى يرى شادى حميد زميل معهد بروكنجز: إن الشراكة العميقة بين المسلمين والديمقراطيين لم تكن مبنية على مسائل السياسة الخارجية، بل مدفوعة بضرورة مواجهة المحن التى يواجهها المسلمون بامريكا، وتحديدًا المخاطر التى زادتها النزعة القومية البيضاء التى يرون أنها تهدد وطنهم. حقيقة أن هناك اختلافا جوهريا بين الالتزام الدينى المدعوم باخلاق الاسلام لدى مسلمى امريكا وبين النزعة العلمانية لدى الديمقراطيين، لكن الشعور بالخطر من النزعة العنصرية لدى ترامب توحد الصفوف ولو مرحليا. فهل يصدق بايدن؟

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة