محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: "ماسك".. بين دعوة المشاط وملعب العناني

محمد البهنساوي

الإثنين، 03 أغسطس 2020 - 06:43 م

 

تابع العالم باهتمام تغريدة الملياردير الأمريكى ايلون ماسك وادعاءه بأن كائنات فضائية بنت الأهرامات.. هذا الاهتمام العالمى لسببين..أولهما أنها الأهرامات الخالدة بمكانتها وتاريخها وعبقرية بنائها وشهرتها الأوسع عالميا.. وحلم زيارتها الذى يراود جميع البشر.. وثانيا لمكانة ماسك الدولية باعتباره عملاق صناعة التكنولوجيا.. وفى مصر انقسم البعض حول التغريدة.

 

القلة دعت لمناقشته وأخذت الأمر بهدوء.. وهناك من اخذ يرد بالأدلة والمستندات ليثبت لماسك وللعالم أن المصريين بناة الأهرامات.. وعلى رأسهم عالم الآثار الأشهر عالميا الدكتور زاهى حواس.. ومن غيره يمكنه التصدى للرد.. أما الغالبية فقد اعملت سيوف التجريح والسب فى الرجل ولم تنس التحذير من خطة محكمة ربما لسرقة الأهرامات من مصر ونقلها لمكان آخر «نظرية المؤامرة المختلطة بجينات المصريين ولا خلاص منها»!!


ومن بين سيل الردود.. استوقفتنى تغريدة للدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى والتى أشارت وبهدوء إلى مقابر بناة الأهرامات من المصريين وكم الكتابات العديدة التى رصدت بناءهم لها.. ودعت فيها المليادير الأمريكى لزيارة مصر واكتشاف كل هذا بنفسه.. وهذا أهم ما فى تغريدة الوزيرة وكل «الزيطة والزمبليطة» على تغريدة ماسك.. دعوة الوزيرة ذكية وهادفة ومردها شيئان مهمان.. الأول عمل الوزيرة لسنوات بمقر صندوق النقد الدولى ومعايشتها للمجتمع الأمريكى وإدراكها لثقل شخصية بحجم أيلون ماسك فى أمريكا والعالم.. وثانيها خلفية الوزيرة السياحية حيث تولت حقيبة السياحة لعدة سنوات.. فهى تدرك اهمية زيارة ماسك لمصر فى أسرع وقت لما ستحققه من اهتمام إعلامى عالمى ودعاية ضخمه بملايين الدولارات للسياحة الثقافية فى مصر.. وبالطبع سيكون من السهل دحض ادعائه الذى كان محل اهتمام مئات الملايين.


الكرة الآن بملعب الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار النشط..بل والملعبان الآن تحت إمرته.. السياحة والآثار.. وهما المستهدف من زيارة الرجل لمصر.. ليس الوزير فقط إنما قطاع السياحة بأسره.. لابد من التنسيق للإعداد الجيد للزيارة وإتمامها فى اسرع وقت استغلالا للزخم الذى مازال مشتعلا حول تغريدة ماسك.. مع ضرورة الحفاظ على جذوته دون أن تخبو لتحقيق أعلى مردود للزيارة.. ولا يجب ان تقف الزيارة عند أهرامات الجيزة لكن مطلوب برنامج مكثف يشمل أهم المعالم الأثرية خاصة المتحف الكبير وما يجرى بمنطقة الأهرامات من تطوير.. وياحبذا يوم خاطف بالأقصر وكنوزها.


يا سادة ماسك ليس غاوى شهرة كما جاء فى رد أحد خبراء الآثار.. فبنظرة سريعة على مكانة الرجل وإنجازاته الكبرى علميا منذ ولادته بجنوب أفريقيا وانتقاله لكندا ثم امريكا وما حققه من إنجازات وشهرة وكم مهول من مئات الملايين من المتابعين لحساباته بالتواصل الاجتماعى ندرك أهمية الزيارة وما ستحققه لمصر.. حتى ولو تراجع ماسك عن تغريدته «وقد بدأ التراجع بالفعل» لكن يجب ألا نتراجع نحن عن الدعوة..ورغم أنها خرجت من وزيرة التعاون الدولى.. لكنى أعلم حب وزير السياحة والآثار للعمل الجماعى وشغفه بالإنجاز بعيدا عن الصغائر.. لذلك أثق انه سوف يسير فى اجراءات دعوة ماسك إن لم يكن قد بدأ بالفعل.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة