خالد النجار
خالد النجار


ضى القلم

ما بعد كورونا

خالد النجار

الإثنين، 03 أغسطس 2020 - 06:57 م

 

تلاشت حدة أزمة فيروس كورونا اللعين، وبدأت الحالات فى الانحسار..تراجعت حالة الرعب والفزع التى تملكت من الجميع، استهتار المواطنين ساد فى بادىء الأمر لكن ارتفعت حالة الوعى نتيجة التوعية وخوف الناس.. فقدنا أعزاء، وأصيب كثير من معارفنا وأصدقائنا، والحمدلله على نعمة الشفاء والعافية.
أجهزة الدولة كانت على مستوى الحدث ومواجهة الوباء، الأمور تسير فى الاتجاه الصحيح لكن نحتاج لمزيد من الوعى لنكون على قدر المسئولية لتمر الأزمة بسلام.
أثبتت الدولة المصرية متانتها وثبات أركانها، تجهيزات لمستشفيات العزل وتعقيم للشوارع والميادين واستنفار ومواجهة بمسئولية، فلم تكن أزمة كورونا الا اختبارا حقيقيا لجاهزية مصر، وقوة الحكومة والأجهزة الأمنية التى تعاملت بوطنية وخوف حقيقى على المواطن والبلد.
الشرطة أثبت قوتها وتعاملت بإنسانية لتحمى الناس وتجنبهم المخاطر.
جيشنا الوطنى دوما العون والسند، من أول لحظة عمليات تطهير للمبانى والشوارع والميادين وتوفير المواد الغذائية والمطهرات والتصدى لتجار السوق السوداء، ودوما رجال الرقابة الإدارية ببسالتهم يتصدون لتجار الأزمة وجاءت الحملات المستمرة للمستغلين الذين يحاولون مص دم الغلابة، وضخ سلع ومطهرات مغشوشة، وغيرهم ممن يخزنون السلع.
غيرت أزمة فيروس كورونا حياتنا وسلوكياتنا وتجددت عادات وخصال حميدة نتمنى ألا تزول بعد زوال الوباء، مبادرات الخير ظهرت فى بقاع مصر، من مساعدات للمرضى وعائلاتهم، مساعدات غذائية وطبية ومساهمة بالعلاج فى حالات انسانية فريدة وجميلة.. هاهم شباب مصر هبوا لمساعدة المرضى وتوصيل الغذاء والدواء لهم ورعايتهم ومساندتهم نفسبا، نتمنى أن تسود تلك الحالة وتستمر ويعم التواصل والود ويعود الدفء للأسر المصرية.
لن نتحدث عن الظواهر السلبية التى خلفتها كورونا، فقد ماتت الضمائر وفاحت رائحتها وغطت على رائحة الموت وتبلدت المشاعر، واعتدنا يوميا سماع قصص يشيب لها الولدان..ومافعلته بعض المستشفيات الخاصة بمغالاتها فى قيمة العلاج يستوجب وقفة جادة.
لولا ماتفعله الحكومة ووزارة الصحة وجهود القوات المسلحة بإقامة مستشفيات للعزل وجهود الدولة فى مجابهة الوباء لكانت المستشفيات الخاصة ذبحتنا بفواتيرها الجزافية بعد غياب الرقابة عنها.
دعونا ننسى الظواهر السلبية ونتعلق بالأمل فى الإيجابيات التى ظهرت، فلكل أزمة تجارها، لكن الخير أكثر وشعب مصر دوما قدوة ومثل فى الخير والانسانية.
أطقم التمريض والأطباء ورجال الاسعاف بذلوا جهودا كبيرة جزاهم الله كل خير.
مجهود يستحق الاشادة والتكريم لجيش مصر الابيض، فقد تحملوا وتعبوا وفقدنا منهم الكثير..دروس فى الانسانية والتضحية تعلمناها من الأطباء وأجهزة التمريض الذين ضحوا وبذلوا الكثير ومرت عليهم ساعات عصيبة..تحية لكل طبيب وممرض وكل عامل فى مستشفى فدورهم مقدر ويستحقون كل تحية وتكريم.
توقف العزاءات والأفراح وفر الكثير على الأسر المصرية، ونتمنى أن تكون نواة للترشيد، بوقف البهرجة والمغالاة فى تلك الأمور، وتوجيه ماينفق فى أمور نافعة..خاصة العزاءات التى تستنزف أهل المتوفى، ويصبح موت وخراب ديار..ليتنا نوجه ماينفق فى العزاءات لأمور نافعة، وتوجه لمشروعات الخير.
شدة وتزول، وأزمة ستمر بحلوها ومرها، وعلينا الاستمرار فى تطبيق ماهو مفيد وتعديل السلوك.
مابعد كورونا سلوك سيتغير وأسلوب مختلف فى العمل والأنشطة الاقتصادية، نتمنى أن ندعم كل شىء هادف ونطرد التصرفات الخاطئة، ونعمل بجد لنعوض مافات.
أزمة وعدت، والحمدلله مر الصعب والقادم أفضل بجهود الدولة وتعاون الشعب وارتفاع الوعى وتهذيب السلوك.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة