صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

وضاعت جلالة الصحافة !!

صالح الصالحي

الأربعاء، 05 أغسطس 2020 - 06:17 م

 

هل انتهى عصر الصحافة؟!
هل انتهى بريق المهنة ومن يزاولونها حيث أصبحت من المهن البالية!!.. هل أصبحت المجتمعات من الكشف والتعرى ما يجعل حاجتها للعمل الصحفى غير ضرورى، أم أن العمل الصحفى بشكله المعتاد والنمطى اختفى وأصبح لا حاجة له؟!.. فلم يعد المسئول من أكبر نقطة فى العالم فى أكبر الانظمة تأثيرا بحاجة لوجود صحفيين أو مؤتمرات صحفية يعلن فيها للناس أهم التصريحات.. فأصبح يكفيهم ان يطلقوا تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعى لتحقيق الغرض.
كما ان كاميرات الموبايل أصبحت كافية لتغطية أخطر وأهم الاحداث العالمية فى بث مباشر حتى باتت القنوات الفضائية تعتمد عليها كوثائق وأدلة فى نقل الاحداث.. بل أكثر من ذلك أصبح لمواطنين عاديين قنوات خاصة بهم على السوشيال ميديا.. فالأمر لا يتطلب تكلفة على الاطلاق سوى موبايل ذكى.
وأصبحت هذه التغطيات الفردية تمثل ضغوطا يعمل لها ألف حساب حيث فالسرعة والدقة خلقتا لها القوة الكافية حتى أصبحت تحرك الوسائل الاعلامية فى شكلها المعتاد.
الكل أصبح صحفيا ومذيعا..  بل أكثر من ذلك أصبح مؤسسة قائمة بذاتها لا فرق بين صغير وكبير.. قديما كانوا يقولون للمذيع أن فى يدك الحديدة رمزا للميكروفون.. أما الآن فانت لديك الكاميرا والحديدة وكل التأثير لك.. حرب اعلامية جديدة تخطت ذلك بكثير فيخرج علينا رئيس الولايات المتحدة يشكو  من مواقع السوشيال ميديا ويؤكد انها تحاربه وهو ما ظهر أخيراً فى تصاعد أزمة شركة «التيك توك» فى الولايات المتحدة الأمريكية.
فضاء واسع.. لا ضابط ولارابط له.. استطاع ان يقود ويتحكم فى العمليات السياسية والاعلامية ذات الرحابة.
حقا لم يختف المراسل ولم تختف الكاميرات التليفزيونية لكنها متحكم فيها.. فهناك من يسيطر عليها وأصبح تأثيرها محدود اذا ما قورنت بالفضاء الإلكترونى.
مهنة الصحفى والاعلامى اصبحت لكل من هب ودب.. فغاب عنها الوقار والاحترام المعهود فلم تعد صاحبة الجلالة.. واذا كان عليها ان تتطور فذلك من أجل ان تستمر لتعيش ولا تدفن.. تصارع فى مواجهة التسارع.
لا مفر من إعادة  تنظيم الصفوف لمواجهة عشوائية المشهد الذى أصبح حكرا على كل من لديه امكانية البث والتسجيل والتشويه وإثارة الفتن والقلاقل فى وقت انشغلنا بالمقارنة بين الصحافة فى صورتها الورقية والالكترونية ونسينا ان الاشكال العشوائية الجديدة من الممكن ان تكون ذات العمر الاطول فهى رخيصة الثمن اذا ما قورنت بالاستثمارات الضخمة التى تحتاجها الاشكال الاعلامية المعتادة التى من الممكن ان نستيقظ فنجدها غير موجودة مثلما اختفى شريط الكاسيت والعروض السينمائية، فى وقت استمرت فيه العروض المسرحية.. باختصار لان بطلها انسان وليس تسجيلا أو فيلما.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة