جمال الشناوى
جمال الشناوى


يوميات الأخبار

القبلة إلى الشرق.. قليلا

جمال الشناوي

الأربعاء، 05 أغسطس 2020 - 06:24 م

تولّع شمعة وتقرأ الفاتحة...أقرأ الفاتحة هنا فى الكنيسة؟ خلاص اقرأ سورة البقرة لو مش حافظ الفاتحة!

تطايرت الحاويات فى سماء ميناء بيروت بفعل انفجار ضخم، فى العاصمه العربية التى تعانى انهيارا سياسيا واقتصاديا فى البلد الديمقراطى، منتظم الإنتخابات وملتزم توزيع حصص السلطة على الطوائف.
ما حدث وسيتكرر أثبت لنا أن الديمقراطية على الطريقة الغربية،لايمكن استيرادها فى حاويات، تتفجر على أرصفه الموانئ، لتغطى سحب الديمقراطية فى سماء الدول المستهدفه،ويعم الخراب وتسيل الدماء بديلا عن الحرية والثراء.
الواقع فى عالمنا العربى بعد عقد من ثورات الربيع العربى، الشقيقة الأصغر لباكورة مصانع الديمقراطية فى الغرب،وأسموها الثورات الملونه فى شرق اوروبا، ذلك الواقع يخبرنا بفشل سياسة استيراد انظمة الحكم من الخارج.
ولايمكن أن ننسى وعد حاكم العراق الأمريكى بعد الغزو بول برايمر، الذى تعهد من قلب بغداد قبل عشرين عاما، بأن تصبح العراق نموذجا للديمقراطية تحتذى به دول المنطقة، والنتيجه أن غول الطائفية قتل قرابة المليون، ومنح ثروات العراق للجيران، حتى المياة استولت عليها تركيا، وتقترب من الجفاف
ولا يختلف الوضع كثيرا فى لبنان عنه فى سوريا واليمن وليبيا..انظمة حكم معلبه لا تسمح فقط سوى بطبقات من الفسده تكتنز بثروات تلك الدول، فمثلا الإرهابى الليبى بلحاج بات الآن صاحب شركه طيران مدنى.
وحتى فى الإنتخابات الأمريكية التى تلاحقها شبهات تدخلات فى السابق، واحتمالات تزوير مقبل، يستخدم المرشح الديمقراطى جون بايدن حديثا نبويا لإستمالة الناخب المسلم، والطريف أن ذات الحديث عن تغيير المنكر باليد، كان بين أدبيات الجماعات المتطرفة فى تفسيرات مارقه عن مضمون الحديث الشريف،لتبرير عمليات إرهابية كحرق محلات الفيديو فى التسعينات، او جماعه الشوقيين التى كانت تضرب النساء غير المحجبات فى الفيوم.
 ليست كل الديمقراطية شرا،وأيضا ليست هى الوسيلة الوحيده لتطور البلدان وانتقالها إلى صفوف العالم المتقدم.
الواقع الدولى الآن يكشف لنا عن حرب بارده جديدة، وسباق اقتصادى هائل بين الصين والولايات المتحدة..وتبدو فيها الصين صاحبة الحظوظ الأوفر، وهى البلد التى لم تتذوق يوما طعم الديمقراطية إلا فى مشهد لم يستمر سوى دقائق فى الميدان السماوى فى بكين، ودهست الدبابات الطلبة المتظاهرين فى مشهد مروع.
الصين لم تكن وحدها الدولة المركزية غير الديمقراطية التى استطاعت الإنتقال إلى الصفوف الأولى على المسرح العالمى، فهناك كوريا الجنوبية التى قادها الجنرال بارك فى رحلة الخروج من التخلف والفقر، وسنغافورة الجزيرة الأكثر ثراء فى العالم انتقلت إلى التقدم تحت حكم الفرد «لى كوان».
الحقيقة ان الديمقراطية فعل جيد، ولكن بدونه يمكن أن تتطور الدول بالعمل والمثابرة والعدالة، وإلا لماذا لم تنجح الديمقراطية الغربية فى أوكرانيا، التى باتت عرضه للتقسيم، وعربيا تونس التى، تعانى من المجهول السياسى بفعل صراعات، اوشكت على تدمير كل ما أنجزه بورقيبه.
خلاصة ما سبق اوجزه نوح فيلدمان الإستاذ فى جامعه هارفارد فى ختام كتابه «الشتاء العربى» «لقد حان الوقت للاعتراف بأنّ مستقبل العالم الناطق بالعربية يصنعه ويجب أن يصنعه الذين يعيشون هناك، وليس من الخارج، إنّ نجاحاتهم وإخفاقاتهم ستكون ويجب أن تكون خاصة بهم».
حفيدا حسين خليل
 لفت انتباهى بحث لطالبة فى العلوم السياسية، تناولت صدام جماعة الإخوان مع الدولة منذ الملك فاروق، وحتى الرئيس السيسى، مرورا بجمال عبد الناصر والسادات ومبارك، وخلص البحث إلى التشابه الكبير بين عبد الناصر والسيسى..فكلا القائدين كان يحمل نوايا طيبة فى البداية، فعبد الناصر جلس إلى المرشد  بعد فترة قصيرة من الثورة، طامعا فى تعاون لصالح الدولة،ولكنه فوجئ بالمرشد يطلب منه فرض الحجاب، وفضح عبد الناصر تفاصيل الإجتماع فى خطاب علنى، وكيف ان المرشد لم يستطع اقناع ابنته طالبة الطب بوضع «طرحه»على رأسها، واستنكر عبد الناصر التدخل فى الحريات الشخصية ل 10 ملايين إمرأة نصف الشعب وقتها وبعد الإجتماع الفاشل، خان الإخوان مصر فى معركة التفاوض لطرد الإحتلال، وذهبوا إلى السفارة الإنجليزية يعرضون خدماتهم لضرب المفاوضات..وانتهى محاولات عبد الناصر مع الرصاصات الست التى اطلقوها عليه فى ميدان المنشية بالإسكندرية
يقول البحث، أن عبد الفتاح السيسى فعل نفس الشيء تقريبا مع اختلاف الظروف فوزير الدفاع قدم النصح لساكن قصر الحكم الجديد بأن يكون رئيسا لكل المصريين، وبعد سته أشهر تقدم وزير الدفاع بتقرير موفق ينبه إلى خطورة مسير الرئيس الإخوانى..ورصد البحث الكثير من الخطوات المتشابهه بين ناصر والسيسى، لكن أطرف ما لفت انتباهى فى مصادر البحث هو الإسم الكامل للرئيسين..وتشابه فى اسم الجد..جمال عبد الناصر حسين خليل، وحسين خليل هو نفس اسم جد السيسى، مصادفه لا تعنى شيئا علميا فى البحث، لكنها بشرى لبناء بلد قوى، وموقف حاسم من جماعات الإتجار بالدين وخصوصا الإخوان الإرهابية.
والرئيسان يحملان نفس ملامح التدين تقريبا، الوسطية والإلتزام بمكارم الأخلاق كما أمرتنا بها الأديان، الصدق والإخلاص
 الروس والمستعربون
 كنت فى بيت السفير الروسى الراحل فى إحتفال العيد القومى لهم،ودار حوار عن مصلحه مصر هل هى مع روسيا ام أمريكا، فقلت له مصلحة مصر مع مصر،التاريخ القريب يكشف لنا أن الأمريكى صديق سخى ولكنه يخون فى اقرب فرصه، بعكس روسيا صديق وفى ولكنه يجهدك دائما.
فعلق السفير الراحل..أسأل حكومتك، وضحكنا.
ولكن الواقع يقول بصحة ما ذهبت إليه، فكثير من المحللين الروس لا ينسون لمصر السادات طرد 23 ألف خبير روسى فى ساعات قبل حرب اكتوبر، فى خطوة اعتبروها خيانه للصداقه، وبعضهم مازال يكيد فى تحليلاتهم لنا، ويبدو ذلك واضحا فى مقال ل ألكسندر سيتنيكوف عن سيناريوهات المواجهه بين أبناء الأهرامات وأحفاد الإنكشارية، ومال الرجل كثيرا إلى الأتراك، ورغم أن المقال نشر فى صحيفة محلية روسية، إلا ان المستعربين الروس فى «روسيا اليوم» ترجموه ونشروه فى صدارة موضوعات الموقع..
ولا أعرف إلى متى ينخر سوس المستعربون الروس فى هيكل وسائل الإعلام الروسية الناطقة بالعربية.
صاحب المقام
 سأل المسلم صديقه المسيحى داخل الكنيسة، عما يجب أن يفعله، «تولّع شمعة وتقرأ الفاتحة.
فرد المسلم أقرأ الفاتحة هنا فى الكنيسة،فعاجله المسيحى اقرأ البقرة لو مش حافظ الفاتحة.»
جملة من حوار «صاحب المقام» الذى كتبه إبراهيم عيسى، وهو فيلم يتناول رسائل المصريين إلى الأولياء، والتى رصدها بالبحث والتحليل الدكتور سيد عويس فى كتاب عام 1965، واللافت أن المركز القومى للبحوث الإجتماعية الذى أشرف على الدراسة الإجتماعية الأهم، اختفى الآن.
هو فيلم يتناول التدين الشعبى، ويكشف كثيرا من جوانبه، خاصة المتطرفين من السلف القادمين إلينا من فجر التاريخ وأن هناك من يحركهم لمصالحه، وتناول الفيلم رسائل المصريين وشكاويهم إلى الإمام الشافعى التى جرى تحديثها فلم تتناول طلب الفلاح برفع الظلم عنه والإنتقام من لصوص محصول القطن كما جاء فى رسالة للإمام فى الخمسينات، أو أخرى تطلب مساعدة الإمام فى كشف سارقى الديكه الرومى من بيت فلاح فى بنى سويف.  لكن «صاحب المقام» فيلم يلامس القلب ليس بالقصه القديمه،متجدده المعالجه أو الهدف الذى يرمى إليه المؤلف، لكنه عمل سينمائى رائع للمخرج محمد العدل فالصورة «طلعت حلوة» ترافقها موسيقى تسلل إلى الوجدان، شعرت بسعاده وانا اشاهد الفيلم..وإن كنت اتمنى ان يبرز لنا الفيلم انتقام سيدى هلال صاحب المقام من المتطرفين الذين كانوا اداة هدم لمقامه.
مذيع بقدمه
 نستمتع كثيرا بمواهب لاعب كرة القدم وتبهرنا أقدامه على البساط الأخصر وهى تغازل الكرة وتقذفها لتسكن شباك المنافس، وكل لاعبى الكرة لديهم الموهبه الفذه فى تحكم أقدامهم فى الكرة، ولكن أغلبهم الذين يصرون على التشبث بستائر الشهرة والنجومية بعد إعتزالهم، تجعلهم يطلون علينا عبر شاشات القنوات الرياضية، وهنا يسقط عنهم القناع، فأغلبهم لم يكن تلميذا نجيبا فى المدرسة وكثيرون لم يقتربوا من أسوار الجامعات، وعلى قدر موهبتهم الفذة فى أقدامهم، تتكشف لنا عقول خاوية من متطلبات أساسية للجلوس إلى الناس كل ليلة ساعات طويلة.
الواقع يقول ان هذا المشهد من بقايا زمن الفهلوة،ويتوجب علينا التخلص منه وفورا، لا أقصد المنع، ولكن إختيار من يصلح منهم شريطة ان يتمتع بأى قدر من الثقافة العامه، والمسئولية وبعدها يتم تأهيله إعلاميا بدورات فى كليات الإعلام تجعلهم يفهمون مسئولية الشاشة، ومعنى الكلمة التى ينطقون بها.لا أعرف على من تقع المسئولية فى تصحيح ذلك حماية للبلاد والعباد !.
 البارونه نعمت شفيق
انضمت هذا الأسبوع البارونه المصرية الأصل نعمت شفيق إلى عضوية مجلس اللوردات الإنجليزى، وهو خبر سعيد لنا، والأسعد أن وزيرة الهجرة سارعت بالإتصال بها للتهنئه، ونعمت شفيق كما قالت الوزيرة تعتز بمصريتها، رغم أنها هاجرت صغيرة مع ابيها الإستاذ بكلية الزراعه بالإسكندرية، ونعمت شفيق من كبار الإقتصاديين  ليس فى بريطانيا وحدها لكن فى الغرب كله، وكانت مرشحه لمنصب رئيس البنك المركزى البريطانى مع آخرين.
مبروك لبنت الإسكندرية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة