طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

لعنة الله على الانقسام

طاهر قابيل

الخميس، 06 أغسطس 2020 - 07:15 م

منذ أن عرفت الدنيا كان لى حلم أن أزور لبنان وأشاهد مارأيته من مشاهد الجمال فى أفلام السينما.. وكلما ذهب زميل او صديق او قريب لها كنت أجلس معه لاستمع بشغف عما وجده فى «البلد المحبوب» وأتمنى زيارتها.. وتحقق حلمى وزرتها فى عام 2006مع خمول الاعتداء الاسرائيلى عليها.. سافرت إليها وكلى عشق لها ولكنى لم أشاهد سوى المآسى والآلام والناس مشردة بالشوارع. وكتبت فى ذلك الوقت عدة رسائل صحفية بجريدتى «الأخبار» عن مشاهداتى وأحاديثى المؤلمة مع اللبنانيين.
ورغم مرور 14 عاما على زيارتى فمازلت اتذكر اننى بدأت أحد التقارير وختمته بشدو قيثارة الشرق «فيروز» الذى ظل يرن فى أذنى طوال الرحلة «بحبك يا لبنان يا وطنى بحبك.. سألونى شو صاير ببلد العيد.. مزروعة على الداير نار وبواريج.. قلت لهم بلدنا عم يخلق جديد.. لبنان الكرامة والشعب العنيد.. وحبة من ترابك بكنوز الدنيا».
 بالطبع كنت أتمنى أن أزور لبنان فى ظروف أفضل من الصراع والخراب الذى تسبب فيه الانقسام بين اللبنانيين من شيعة وسنة ووهم الذراع الايرانى المتخفى بعباءة الدين المسمى «حزب الله».. لن أتحدث هنا عن مشاهداتى المؤلمة لجرحى ومصابين ومشردين لا يجدون غير الحدائق والمخيمات والمدارس مأوى لهم باحثين عن المساعدات الانسانية والدواء لعلاج مرضاهم والخراب الذى انتشر فى بيروت وضواحيها وتجمعات الشيعة فى لبنان بسبب مغامرات المدعو «نصر الله».
 لا يعنينى الحديث عن نصر الله او غيره ولكن عن المأساة التى يعيشها اللبنانيون على مدى السنوات الماضية منذ الحرب الأهلية بسبب دعاوى الاختلاف الفكرى والايدى الخبيثة للقيادات الايرانية والقطرية والسورية والتركية التى تعبث بأمان وحياة الناس بالبلد الرائع البديع.
ما فعله الحادث المرعب الاخير من انفجار  لمخزن لنترات الامونيوم بميناء بيروت وضاع ضحيته ١٥٠ شهيداً وما يقرب من ٥ آلاف مصاب وفقد ٣٠٠ ألف لبنانى لمنازلهم وتحويل أجزاء كثيرة من أجمل العواصم العربية إلى انقاض تذكرنى بما حدث فى جزيرتى «هيروشيما ونجازاكى» فى الحرب العالمية الثانية عندما اطاحت القنبلتان النوويتان الامريكيتان باحلام وحياة مئات الآلاف من اليابانيين المدنيين.
 حب لبنان ليس كلاما وعشقها يفرض علينا أن يعيش شعبها فى أمان بعيدا عن الانقسام الدينى والطائفى والسياسى.. وكالعادة سارعت مصر الشقيقة الكبرى بمد يد المساعدة للشعب اللبنانى وفتحت ابواب المستشفى الميدانى الذى يتخذ من أحد مبانى جامعة الشهيد «رفيق الحريرى» مكانا ليداوى جراح الاشقاء وأرسلت طائرة مساعدات.. لعنة الله على الانقسام والعداوة والصراعات التى لا تترك سوى الخراب والدماء والايتام والثكلى.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة