صاحبة أشهر صورة بفاجعة لبنان..«ملاك الرحمة» تأبى التخلي عن إنسانيتها
صاحبة أشهر صورة بفاجعة لبنان..«ملاك الرحمة» تأبى التخلي عن إنسانيتها


صاحبة أشهر صورة بفاجعة لبنان..«ملاك الرحمة» تأبى التخلي عن إنسانيتها

ناريمان فوزي

الجمعة، 07 أغسطس 2020 - 02:34 ص

في أوقات الأزمات، تطفو على السطح أدوار البعض الإنسانية، ففي الوقت الذي شهدت فيه لبنان انفجارا هائلا حصد أرواح المئات وخلف وراءه خسائر مهولة، رصدت العدسات لقطات من كواليس اليوم المفزع تفصح عن أخلاقيات البعض الذين لم تنسيهم الفاجعة إنسانيتهم.  

وسط الخراب ويوم أشبه بنهاية العالم، وقفت وهي تحيط بذراعها 3 من الأطفال حديثي الولادة، بينما تتحدث هاتفيا طلبا للإغاثة، كان بإمكانها الهرولة وترك المكان ولن يلومها أحد، كان بإمكانها النجاة بنفسها وترك كل شيء كغيرها، لكنها أبت أن تترك مكانها وتتخلى عن دورها الإنساني قبل المهني، إنها الممرضة اللبنانية باميلا زينون، والتي تعمل بمستشفى الروم- الأشرفية والتي لحق بها أضرارا كبيرة جراء الانفجار.  

تروي "زينون"، تفاصيل يومها العصيب لصحيفة "النهار" اللبنانية فتقول: "أعمل في قسم حديثي الولادة بالطابق الرابع من المستشفى، كنتُ أجري مكالمة هاتفية عندما سمعت صوتاً قويًا وهزة عنيفة أسقطت كل شيء، وقع الطابق علينا، استيقظت فوجدت نفسي في مكانٍ آخر، رأيت زملائي في العمل ينزفون توجهت إلى الأطفال الموجودين بالحضانة، وبسبب تحطم المكان كان يصعب الدخول من الباب العادي، فاضطررت إلى الدخول من مكان آخر، كان والد أحد الأطفال موجوداً هناك".

وأضافت "زينون": "كان المكان محطما، بدأت أنزع الحديد والحطام لإنقاذ الأطفال، الوالد حمل ابنه وبدأ يساعدني لإزالة الركام والعوائق للوصول إلى الأطفال، حملتُ 3 أطفال حديثي ولادة بين يدي، بينما حملت زميلتي الطفلة الأخيرة. لم نصدق ما نشاهده، كنا ننزل الطبقات الأربع على السلالم، كنتُ أحملهم بين يدي وأخاف الوقوع حتى لا يُصيبهم مكروه. لم أفكر بشيء سوى الخروج من هناك برفقتهم أحياء. كنا ندوس على الزجاج المتطاير والدماء في كل مكان، كنتُ أنزل بهدوء وبطء، معي 3 أطفال صغار جداً وأي دعسة خاطئة قد تتسبب بمقتلهم". 

وعن موقفها، أكدت أنها تعاملت مع هؤلاء الأطفال باعتبارهم أولادها أيضا، كان يستحيل تركهم مهما كان الثمن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة