رحم الله كل ركاب طائرة مصر للطيران الذين لقوا حتفهم وهم في طريق العودة من فرنسا لمصر. كان حادثاً مفجعاً بكل المقاييس ولعله من السابق جداً لآوانه أن يتم معرفة الأسباب الحقيقية للحادث والتي قد تستمر لعدة شهور.
لكن في مثل هذه الحوادث تبقي كل الاحتمالات واردة وحتي يتم استخراج كل حطام الطائرة والصندوقين البرتقاليين واللذين درج علي تسميتهما بالصندوقين الأسودين.
أيا كانت الأسباب وراء الحادث الأليم فإنه لا يجب الانتظار لحين معرفة الأسباب ولكن من الضروري أن يتم التركيز خلال الأيام القادمة علي الحفاظ علي سمعة مصر للطيران ومهارة وخبرة طياريها والتزامها بتطبيق كل شروط الأمن والسلامة.
من المهم عدم الانتظار لمعرفة الأسباب ولكن من الضروري بدء تنفيذ خطة مكثفة للدعاية والترويج للشركة الوطنية وإزالة أي مخاوف تحاول بعض أجهزة ووسائل الإعلام وخاصة الغربية بثها في إطار خطة تشويه مصر وضرب اقتصادها وعرقلة كل الجهود المبذولة لجذب الحركة السياحية واستعادتها من جديد باعتبارها أحد المصادر الأساسية للدخل القومي.
للأسف الشديد فإن بعض وسائل الإعلام المغرضة بدأت في وضع السم في العسل عندما بدأت تلوك بعض الاتهامات المرسلة تجاه مسئولية الجانب الفرنسي حيث أقلعت الطائرة من مطار شارل ديجول وذلك في محاولة لإثارة البلبلة التي قد تترك أثارها علي مجمل العلاقات مع الجانب الفرنسي والذي تجمعنا به علاقات هي الأوثق علي المستوي الأوروبي.
صحيح أن كل الاحتمالات واردة وصحيح أن إجراءات الأمن في أي مكان بالعالم يمكن اختراقها ولكننا مطالبون بعدم استباق الأحداث.
وهنا لا يفوتني أن أقدم التحية والتقدير لوزير الطيران شريف فتحي الذي كان نموذجاً فريداً في تعامله مع وسائل الإعلام خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده صباح الحادث.