خالد رزق
خالد رزق


مشوار

ست الدنيا بيروت.. ونفوس حاقدة

خالد رزق

السبت، 08 أغسطس 2020 - 06:53 م

 

ما من كلمات يمكن أن تعبر عما بداخلى تجاه الكارثة التى ضربت بيروت وأتصور أنه ما من كلمات يمكن أن تحمل عزاء يشعر صدقه اللبنانيون ويعزيهم فعلاً ذلك أن المصيبة هى أشد هولاً من أحلك الكوابيس، قلبى مع لبنان نعم، واعترف بحزنى على «ست الدنيا» بيروت. هذا البلد المحب للحياة والجسور الذى يقف وحيدا فى عناده وتحديه للعدو المجرم وإصراره على الحرية، وهى خصال تصرخ بشرف شعبه، ومكان قديم بالوجدان فيه من أساطير الوطن العتيقة أعذبها، فمن مصر خرجت إيزيس تقتفى أثر قسم من أشلاء زوجها المغدور أوزيريس وفى «فينيقيا»، لبنان القديم وجدته بقلب شجرة نمت عليه واحتضنته حماية واحترما. أوقن بأن لبنان هذا البلد الجميل بشعبه الأصيل سيرتفع فوق آلام المحنة، وأؤمن بأن كيد الراقصين فوق جثث الضحايا، من استباحوا دماء بعدها تنزف سيرتد عليهم، ولإيمانى ويقينى ما يبررهما، فالتصعيد نحو الاحتراب الداخلى ودعاوى الفرقة المسمومة استغلالاً للمصيبة الذى رأينا وللأسف بعضا ممن أصطلح على تعريفهم بالزعماء السياسيين وهم الذين لم يمارسوا فى أعمارهم غير الفساد والخيانة يحرضون عليهما ويتمنونهما، سقطت كلها أمام مشاهد لبنانيين جمعتهم المصيبة الوطنية وانطلقوا من كل بقاع البلد نحو بيروت حاملين أبسط الأشياء وأثمنها لتقديمها لأهل بيروت المكلومة، وهم فى ذلك صموا آذانهم عن كل صوت إلا أصوات الوطن والإنسانية. النقيض لما يتمناه محترفو السياسة وسدنة الفساد هو ذلك الذى كشف عنه تفاعل اللبنانيين مع الكارثة، لم يفلح التحريض ولا تحركات عشرات من الجماعات المشبوهة التى استجابت له على الأرض، ولا توقيعات خونة ينادون بعودة الاستعمار، فى تفجير غضب شعبى يوجه سهامه إلى صدر الوطن نفسه، اللبنانيون أثبتوا أنهم أذكى من ذلك وقالوا بتلاحمهم وبتصرفاتهم أنهم لعهد الوطن أوفى وعلى أمن بلدهم أحرص من كل السياسيين.
كلمة أخيرة لا استغرب ما تبثه قنوات عربية من تقارير وتغطيات مدلسة تسعى بها لإشعال نار الفتنة وسط شعبه وكأن النار التى التهمت قلب بيروت ليست كافية لتدخل على نفوسهم الحاقدة الرضا، فكلُ اليوم معروف موقعه والمعسكر الصهيوعربى صار مكشوفاً مفضوح النوايا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة