مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

لسه «كورونا» ممكنة !

مؤمن خليفة

السبت، 08 أغسطس 2020 - 06:54 م

 

المشهد الأول : أنا مندهش من حالة اللامبالاة الشديدة للناس تجاه فيروس « كورونا» وكأننا عبرنا إلى بر الآمان واحتفلنا بزوال الغمة وقضينا عليه.. فى محطات المترو وهنا بيت القصيد.. عشرات الناس بدون كمامة وبالطبع يصعدون إلى القطارات وهم على هذا الوضع.. فى الوقت الذى تستمع فيه إلى الإذاعة الداخلية بالمحطات وهى تطالب المواطنين بضرورة ارتداء الكمامة وإتباع الإجراءات الاحترازية وتوقيع الغرامة المالية على غير الملتزمين.. فكيف دخل هؤلاء إلى المحطات ومن سمح لهم بالمرور عبر البوابات ؟
لا أوجه لوما لموظفى المترو لكن عليهم بإغلاق الإذاعة الداخلية وكل مواطن مسئول عن سلامته وصحته ويستحق مليون كورونا لكن الدولة فى النهاية مضطرة لرعايته فى مستشفيات العزل.
المشهد الثانى : الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء عصر الخميس يحذر من الاستهانة بالإجراءات الاحترازية وضرورة الاستمرار عليها حتى نقضى على الفيروس تماما وتأكيده أن دولا أخرى اضطرت إلى إعادة تجميد كثير من الأنشطة وإغلاق بلادها لأن مواطنيها استهانوا فى مقاومة الفيروس.. وكان رئيس الوزراء واضحا وهو يؤكد أن الدولة ستتخذ المزيد من الإجراءات المشددة فى حالة عدم التزام المواطنين وخاصة فى أماكن التجمعات.. يعنى حفنة من المهملين يؤذون الآف الملتزمين.. لكن فى رأيى ضرورة تدخل الحكومة لإجبار هؤلاء الجهلة على احترام قرارات الدولة ففى المترو يمنعون من الدخول للمحطات وهذا يكفى.
المشهد الثالث : مرشحو مجلس الشيوخ يقومون بجولاتهم الانتخابية وعقد مؤتمراتهم واللافت للنظر أن الآف المواطنين لا يرتدون الكمامات ويلتصقون بعضهم البعض فى صورة تعكس استهتارا شديدا بالإجراءات الاحترازية مع أنه من المفترض أن يدعو كل مرشح أبناء دائرته إلى الالتزام بالقرارات الحكومية الخاصة بالتباعد وضرورة ارتداء الكمامات !
المشهد الرابع : تشعر وأنت تمشى فى الشوارع أو تدخل إلى الأسواق أن البلد قضت على الفيروس وأننا وصلنا إلى الإصابة « صفر» فلا التزام تماما بالتباعد أو ارتداء الكمامات وتسأل نفسك.. من أين جاءت هذه الجرأة للمواطنين على ضرب القرارات بعرض الحائط والتسبب فى الضرر للأخرين.. هناك حالة غريبة من الاستهانة خاصة بين أوساط العمال والصنايعية والبائعين وهؤلاء يمثلون رقما كبيرا فى قوة العمل وإذا لم يكونوا على استعداد للحفاظ على أنفسهم فعلى الحكومة أن تعود لموقفها المتشدد فى بداية الحظر ونحمد الله أن الامتحانات مرت على خير.
مهم جدا الا تعول الدولة كثيرا على الشعب فهناك حالة جهل واضح وهناك إتكالية غريبة ليس لها مبرر وهناك قلة وعى فى أوساط الفئات الفقيرة والمتوسطة ولو لا قدر الله حدثت موجة ثانية عندنا فسوف تؤثر بشدة على البلد ومنظومة الرعاية الصحية لا تتحمل الأعداد الكبيرة وقد جربنا فى فترة تفشى الفيروس ولم تكن لدينا أسرة تكفى المرضى.. ومعظم الأسر لا تمتلك رفاهية العزل فى المنازل الضيقة التى يحتوى بعضها على غرفة واحدة.
ما زلنا نستطيع مواجهة الفيروس إذا أتبعنا الإجراءات الاحترازية بشرط الا تراهن الحكومة على وعى الشعب الذى أثبتت الأيام أنه يحتاج إلى عودة الوعى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة