جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

متى يرحلون؟!

جلال عارف

السبت، 08 أغسطس 2020 - 07:12 م

الكارثة التى ضربت بيروت الجميلة أكبر بكثير من قدرة لبنان على التحمل، بعد ما فعلته به حروب الطوائف وفساد الانظمة، والصراعات بالوكالة التى كانت بيروت على مدى عقود ومسرحا لها.
المساعدات العاجلة من الاشقاء والاصدقاء أمر ضرورى لمواجهة «النكبة» التى حلت ببيروت. والدعم الدولى الذى ينعقد له مؤتمر عالمى عاجل اليوم هو محاولة لإنقاذ موقف كان العالم كله يدرك خطورته حتى قبل ان تنفجر الأوضاع وتقع الكارثة.. لكن الإنقاذ الحقيقى سيظل أكبر من كل ذلك، والطريق إليه ــ للأسف الشديد ـ تعترضه ألغام عديدة قد لا تجعل من انفجار الميناء بداية النهاية لمأساة لبنان!!
لبنان بلا حكم حقيقى منذ سنوات عديدة، وبعد أن وقع القرار الوطنى أسيرا لصراعات الطوائف وفساد زعمائها وصراعات العدوان على ارض لبنان!!.. هذه هى الحقيقة التى كان الجميع يدركها قبل كارثة انفجار الميناء، والتى لم يعد ممكنا تجاهلها أو الالتفاف عليها بعد ما وقع!!.
الحديث الآن فى لبنان عن فشل «الطبقة السياسية».. لكنك ستجد ان رموز هذه الطبقة هم الاعلى صوتا فى هذا الحديث (!!) وكأن كلا منهم يريد ان يبرئ نفسه لا أن ينجو بلبنان، وكأنهم ليسوا جميعا شركاء فيما وصلت إليه «الدولة» من إفلاس وفشل على كافة المستويات!!
لو أنهم تعاملوا بأقل قدر من المسئولية مع انتفاضة اللبنانيين فى نهاية العام الماضى، لما تآمروا على الانتفاضة وحاولوا حصارها ولما وصلوا بلبنان الى هذا الوضع الذى يواجه فيه لبنان الكارثة الكبرى فى غياب كامل للدولة، وفى حضور بائس لكل مظاهر الفشل والانهيار.
بعد الانفجار وتشييع الضحايا وعلاج المصابين.. تبدو المهمة العاجلة هى إزالة الركام الناتج عن الكارثة، لابد ان يكون بين «الركام» الذى تتم إزالته هذه الطبقة السياسية التى قادت لبنان إلى الكارثة. بعد ذلك فقط يمكن الحديث عن إصلاح حقيقى يعتمد برنامج الانتفاضة التى قالت ان لبنان لن ينهض من كبوته الا بالعبور فوق الطائفية والقضاء على الفساد، والمحاسبة الحقيقية على كل ما حدث.. ألا يكفى كل هذا الخراب والدمار لكى ترحلوا؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة