هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


إشتروا منى

فواتير الإعمار

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 09 أغسطس 2020 - 08:42 م

عيون إيمانويل ماكرون حالياً صوب لبنان الحزينة، هرع إليها بعد حادث انفجار مرفأ بيروت مباشرة وتجول وسط الجمهور وقدم نفسه فى إطار سوبر مان المنقذ والمخلص، داعبته الفكرة القديمة أن لبنان مقاطعة فرنسية أو أنها حصة فرنسا فى الإقليم، خاصة بعد أن منحه اللبنانيون _ أو بمعنى أدق شريحة عريضة منهم _ أريحية التواجد على أرضهم، وانتشرت صور الترحاب والأحضان والحنان الأشبه بحنان الأم، وشجعه المناخ السياسى الموبوء والفساد المستشرى فى طول البلاد وعرضها، وشجعه أكثر أن لا أحد يعترضه !، صحيح لبنان دولة ذات موارد محدودة واقتصادها حاليا شبه مُعدم ومتوسط مستوى دخل الفرد فيها لا يسر عدوا ولا حبيبا وأسعار كل شيء خيالية، إلا أنها تستحق تحرك ماكرون لأن فاتورة الإعمار بعد الإنفجار الذى هز قلب العاصمة ستكون فاتورة محترمة تخدم شركات المقاولات الفرنسية وتبث فيها الحراك بعد وقف الحال العالمى الذى سببه فيروس كورونا، وفاتورة الإعمار أيضاً هى سبب من ضمن أسباب محاولات أردوغان دخول ليبيا، إذ يريد استحواذ شركات المقاولات التركية على نصيب الأسد منها، ربما يساهم هذا فى التغطية على فشله فى إدارة اقتصاده داخلياً، ولعل هجوم ماكرون على أردوغان بعد تصريحاته بأن ليبيا هى إرث أجداده نابع من استنكار ماكرون رغبة الأخير فى الاستحواذ على كعكة الإعمار فى ليبيا بمفرده، يمكننا القول أن الموضة الجديدة هى حجز فواتير إعمار الدول المنكوبة، ويا حبذا لوكانت منكوبة بفعل الربيع العربى وليس بفعل فاعل استغل ضعف نظامها وفساده وفجرها ليحقق طموحه فيها، الفاتورة فى الحالة الأولى أكبر وأغنى وتفاصيلها أكثر، وبمد الخط على إستقامته سنرى _ إذا _ حان وقت إعمار سوريا أو اليمن مثلا، سنرى دولا تعلن عن نفسها وتتحرك للتدخل مؤكدة أن سوريا إرث أجدادها واليمن كانوا ربحوها فى ورق اليانصيب !
هذه القراءة تجعلنا ننظر للقيادة فى مصر بملء العين وبكل الحب والتقدير والاحترام، مصر كانت على شفا نفس المصير، لولا الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وحموها بأرواحهم ودمائهم، ولولا السياسىة الواعية التى فرضت على العالم كله بلغة الدبلوماسية تارة وبلغة الحزم والحسم تارة أخرى إدراك أن مصر غير، مصر العظيمة التى اختار أبناؤها المخلصون دفع فاتورة الدم للحفاظ عليها بدلاً من دفع فاتورة الإعماربعد فوات الأوان. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة