صورة موضوعية
صورة موضوعية


روسيا تتحدى منظمة الصحة العالمية.. ومصل الكورونا حائر بين التأكيدات والنفي

د.محمد كمال

الإثنين، 10 أغسطس 2020 - 03:47 ص

تتضارب الأنباء والتقارير حتى كتابة هذه السطور بشأن التخلص من كابوس وشبح فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، ففي الوقت الذي تعلن فيه العديد من الدول وعلى رأسها روسيا أنها بصدد الاعلان الرسمي عن مصل فيروس كورونا، حذرت منظمة الصحة العالمية، إلى احتمال عدم وجود «حل سحري» للقضاء على فيروس كورونا المستجد الذي أصاب الملايين حول العالم، وأودى بحياة مئات الآلاف من المرضى.

ويأتي تحذير الصحة العالمية، وسط آمال كبيرة في التوصل إلى لقاح ضد مرض«كوفيد-19»، لاسيما أن عددا من شركات الأدوية الكبرى وصلت إلى مراحل متقدمة، وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في تصريحاته «لا يوجد حل سحري في الوقت الحالي وقد لا يوجد أبدا»، وما بين هذا وذاك تتضاءل الآمال تارة، وترتفع تارة آخرى، وأصبح الجميع يعيش في حالة من الارتباك والحيرة من أمره.

روسيا تتحدى 

أعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو عن انتهاء التجارب السريرية في مركز جامالي للقاح ضد فيروس كوفيد-19، مؤكدا أن التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في البلاد سيكون مجانا، وكشفت روسيا بشكل رسمي عن نجاح آلاف التجارب السريرية على بعض العينات بعدوى كورونا وتحقيق نسبة شفاء غير مسبوقة عن طريق استخدام عقار تم تطويره داخل معاملها المركزية بروسيا، ما ينذر بقرب التخلص من كابوس الكورونا الذي أزعج العالم أجمع، ويبدو أن قرب التخلص من شبح فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» شارف على الانتهاء في بعض الدول التي بدأت في اعتماد لقاحات مختلفة من شأنها التأثير على فيروس كورونا المستجد والعمل على المساعدة في نسبة الشفاء بشكل كبير، خصوصًا مع تراجع أعداد المصابين وتراجع نسبة الوفيات وارتفاع نسبة المتعافين.

المصل الروسي 

من جانبه أكد طبيب الأطفال د. حسن رجب، أن نشر معلومات عن الدواء الروسي الجديد «افيفافير» في موقع The Japan times موضحًا أن الدواء الروسي محل البحث تم تجربته على 330 مريض، وهو في صورة أقراص، وعبارة تطوير للدواء الياباني «افيجان» بعد إدخال بعض التعديلات التي سيعلن عنها خلال أسبوعين، مشيرًا أنه بحسب ما نشر، فإن الدواء الروسي الجديد يتميز بقدرته في القضاء على الفيروس، إلى جانب نجاحه في الحد من انتقال المرض من الشخص المريض إلى السليم وهو ما يعد ميزة كبيرة وهامة.

وأضاف رجب، أن نسبة نجاح الدواء الروسي وصلت إلى 80% ووفقا للاختبارات السريرية وجد أن 65% من الحالات تحقق نتائج جيدة خلال 4 أيام، وتصل هذه النتائج إلى نحو 90 % بالاستمرار في العلاج لمدة 10 أيام، كما أن آثاره الجانبية بسيطة، كما يجوز استخدامه للحوامل، موضحا أن «افيفافير» يوصى باستخدامه في الحالات البسيطة، عكس الدواء الأمريكي «ريميدسفير» الذي يستخدم مع الحالات الشديدة والمتوسطة. 

علاج فعال

أما الدكتور على إسماعيل، أستاذ العلاقات الدولية، فأكد أن روسيا توصلت لإنتاج لقاح فعال لعلاج لفيروس كورونا، لافتًا أنه تم إجراء جميع التجارب السريرية الخاصة باللقاح وأعطى نتائج إيجابية، وتم ترخيص هذا الدواء في وزارة الصحة الروسية، مستدركا أن وزير الصحة الروسي قال إنه سوف يتم إنتاج هذا اللقاح بكميات تصل إلى ملايين الجرعات لمعالجة فيروس كورونا.

وأوضح إسماعيل، أن الجهات الصحية والقائمين على الأعمال للحفاظ على الصحة العامة في روسيا الاتحادية، توصلوا إلى لقاح روسي ضد فيروس كورونا، أنه من المتوقع في نهاية العام إنتاج ملايين الجرعات شهريًا من اللقاح وتقديمها إلى شعوب العالم أجمع.

الحل السحري لكورونا

من جانبها نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن الباحث في الأمراض المعدية وعلم المناعة بجامعة هارفارد، يوناتان جراد، قوله، أن اللقاح المرتقب لن يكون بمثابة ضغط على الزر ثم تنتهي الأزمة الصحية، أي التخلص من الكمامات وكافة الإجراءات الوقائية الأخرى، لافتًا أن تطوير اللقاح سيكون بداية وليس نهاية، لأن التلقيح يتطلب عددا من المراحل مثل التوزيع وشبكات الإمداد وثقة الناس والتعاون بين الدول، وبالتالي، ستكون ثمة حاجة إلى أشهر وربما إلى سنوات طويلة حتى يحصل الجميع على الجرعة ويصبح عالمنا آمنا.

ويقول خبراء أن من سيحصلون على جرعة من اللقاح، لن يصبحوا محصنين فورا ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لأن جهاز المناعة لدى الإنسان يحتاج إلى عدة أسابيع حتى يجمع الأجسام المضادة المطلوبة لمكافحة المرض، وفي بعض تقنيات التلقيح، يتم إمداد الجسم بجرعتين اثنتين تفصلهما فترة من الزمن، وهذا يعني أن اللقاح ليس مسألة ثوان عابرة كما نعتقد ثم تحصل الحماية.

وكما سبق وأوضحنا، أن ما بين هذه التصريحات وتلك، تتضاؤل الآمال تارة، وترتفع تارة آخرى، وأصبح الجميع يعيش في حالة من الارتباك والحيرة من أمره، ولا يسعنا سوى الانتظار لمعرفة ما ستسفر عنه الأيام المُقبلة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة