محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

كورونا والمواجهة بين القاهرة وبرلين

محمد البهنساوي

الإثنين، 10 أغسطس 2020 - 06:51 م

 تحذيرات جديدة.. ومخاوف من موجة ثانية.. وإعادة فتح مستشفيات عزل.. هذا باختصار أهم ما تضمنه بيان وزارة الصحة أمس الأول حول تطورات فيروس كورونا.. وأعادت الوزيرة نصائح التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات والبعد عن التجمعات.. ونبهت لمخاوف من موجة جديدة للفيروس نوفمبر المقبل.. وما نوفمبر ببعيد!.. فبعد أيام من التراجع والتهاوى لمعدل الإصابة بالفيروس من ١٧٠٠ إصابة يوميا يونيو الماضى إلى ١١٢ إصابة فقط قبل عيد الأضحى.. لكن الأيام التى تلت إجازة العيد أخذ المنحنى فى التصاعد يوميا ليبلغ أمس الأول ١٦٧ إصابة.. وأرجعت وزارة الصحة الزيادة المتتالية إلى إجازة العيد وما شهدته من تجمعات وتساهل فى تنفيذ الإجراءات الاحترازية.
.. لن أكون متشائما وأقول «يا فرحة ما تمت خدتها لحمة العيد واتهضمت» فمازالت الأعداد قليلة وزيادتها بسيطة لكنها جرس إنذار شديد للجميع.. فالفيروس الفتاك يشبه العدو الجبان يستكين ويكمن طالما أخذنا استعداداتنا لمواجهته.. وينقض علينا وبشراسة كلما ظهرت ثغرة ونقطة ضعف.. ولابد أن تكون تجارب دول عديدة ماثلة أمامنا.. فها هى دول أوربية متقدمة وآسيوية غنية وأمريكية متحضرة ظنت أنها انتصرت على الفيروس وتراخت فى إجراءاتها فعاد ينهش أجساد مواطنيها وبشراسة أشد.. وفى مصر حققنا إنجازا رائدا عالميا فى مواجهة الفيروس والانتصار عليه بفضل جهد حكومى متميز والتزام شعبى مبهر.. لكنه نصر بجولة من معركة مازالت بها جولات عديدة لا تحتمل أى تراخ حتى القضاء على هذا العدو الملعون.. وهنا أجد على الحكومة دورا مهما فى استمرار رقابتها التى بدأت جادة لضمان تنفيذ الإجراءات الاحترازية.. واستمرار خطتها العلمية التى أثبتت فعالياتها فى مواجهة الفيروس.. وعلى وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية والفكرية وغيرها دور مهم فى استمرار التوعية بخطر كورونا الذى مازال يتربص بنا وينتظر أى ثغرة لإعادة هجومه.. وإذا كنا نتندر بأن المصريين يبدأون أى مشوار صعب بهمة ونجاح لكن يخبو وهج النجاح شيئا فشيئا ويحل التهاون والتراخى كلما اقتربنا من خط النهاية.. وحتى ننجو من فخ كورونا يجب أن ننهى صراعنا معه بنفس كفاءة وهمة البدايات.
ونختم بالإشارة لموقف دولى يجب التوقف عنده.. فقد نشر الصديق والمحاضر الدولى المصرى المقيم بألمانيا الدكتور سعيد البطوطى النص العربى لتحذير الخارجية الألمانية بخصوص مصر باستمرار التحذيرات من الرحلات السياحية لمصر وجاء فى الفقرة الأخيرة للتحذير «تضررت مصر بشدة من فيروس كورونا، ولايزال عدد الإصابات مرتفعا والمرافق الصحية مثقلة بالأعباء. واختبارات COVID-19 غير متكيفة مع المخاطر وليست موحدة بجميع أنحاء البلاد، لذلك يمكن افتراض وجود عدد كبير من الحالات غير المبلغ عنها».. وهنا أضم صوتى للصديق الدكتور البطوطى بمطالبة المسئولين المصريين فى وزارات الخارجية والصحة والسياحة بضرورة الرد سريعا على تلك الفقرة بشكل رسمى لتعديلها.. فألمانيا سترفع الحظر عن السفر ربما أول سبتمبر القادم وعدم رفع تحذيرات السفر لمصر يضر بسمعتها ويسيء لجهودها فى مواجهة الفيروس التى أشادت به منظمة الصحة العالمية ويجب تذكير ألمانيا بكل هذا خاصة وأن أى قرار ألمانى تقلده معظم الدول الأوربية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة