مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

«ياريت عنا السيسى مثل ما عنكم يا مصريين»

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 10 أغسطس 2020 - 07:05 م

 

مديحة عزب

صور الخراب والدمار البشعة التى خلفها انفجار بيروت الدامى بقدر ما آلمتنا جميعا بقدر ما دفعت اللبنانيين للحسرة على ما آلت إليه الأمور فى بلادهم، حتى أن أحدهم جهر بها علانية ثم تتابعت بها التغريدات «ياريت عنا سيسى مثل ماعنكم يا مصريين، مطلوب رجال يشبه السيسى ويلم البلد مثل ما لمها فى مصر، لولا السيسى ما كانت مصر موجودة هيك».. مصر أراد لها المولى البقاء فأرسل لها السيسى، فازت مصر بجيشها العظيم الذى حماها بقيادة رجل ملهم»..
الحقيقة كلمات تسعد كل مصرى وتدفعه لحمد الله فى كل لحظة على نعمته التى أنعم بها على مصر، إذ شملها بعنايته ورعايتها وأنقذها من المصير الذى كان تحيكه لها قوى الشر والظلام ورد كيدهم فى نحرهم.. دامت لنا نعمة الله على مر الزمن..
بنك الوقت المصرى
هذه القصة التى قرأتها لطالب مصرى كان يدرس فى سويسرا تحمل فى حد ذاتها اقتراحا بالتطبيق فى مصر وما أحوجنا لهذه الاقتراحات المفيدة.. الطالب كان يسكن فى غرفة عند امرأة تخطت السابعة والستين عاما وتتقاضى راتبا مجزيا عن فترة عملها كمدرسة قبل تقاعدها.. لاحظ الشاب المصرى أنها تخرج للعمل فى الصباح الباكر مرتين أسبوعيا، اندهش الشاب وسألها هل هى محتاجة للمال، فقالت له إنها تخرج لرعاية رجل مسن تخطى السابعة والثمانين من عمره، وأنها لا تعمل لأجل المال بل لتكسب رصيدا من الوقت، وأنها تودع لنفسها هذا الرصيد فى بنك توفير الوقت أو بنك الزمن الذى أنشأته الحكومة السويسرية لكى تستطيع السحب منه عندما تحتاج لذلك بعد تقدم السن أو عندما تصاب بحادث وتحتاج لمن يساعدها، فسألها عن معلومات أكثر عن ذلك البنك، قالت له إن الحكومة السويسرية أنشأت ذلك البنك كضمان اجتماعى للناس حيث يفتح كل راغب فى الاشتراك فيه حساب زمن، بحيث يحسب له الزمن الذى يقضيه فى الخدمة الاجتماعية خصوصا خدمة المسنين والمرضى الذين لا يوجد لهم من يرعاهم أو يساعدهم من عوائلهم، ويشترط على المشترك أن يكون سليما صحيا وقادرا على العطاء والتحمل والتواصل مع الآخرين، وراغبا فى تقديم الخدمات بنفس راضية وإخلاص، وعندما يحتاج ذلك الشخص لاحقا لأى مساعدة يرسل له البنك شخصا متطوعا ممن اشتركوا فى البنك ليخدمه ويخصم الوقت من حسابه، وتتنوع الخدمات التى يقدمها المتطوع، فهى إما تقدم للمحتاج فى المستشفى أو فى البيت كأن يرافقه للتسوق أو للتمشية أو لمساعدته فى تنظيف منزله، المدهش وكما يحكى الشاب المصرى أن هذه المرأة تعرضت لحادث كسرت فيه قدمها عندما كانت تنظف نافذتها فى أحد الأيام وبات عليها أن تلازم فراشها عدة أسابيع، فعرض عليها أن يتفرغ لمساعدتها، لكنها قالت له إنها لا تحتاج لمساعدته لأنها تقدمت بالفعل إلى البنك بطلب للسحب من رصيدها وأنهم سيرسلون لها من يساعدها، وجاء المساعد الذى عينه البنك وكان يرعاها ويتحدث معها ويرافقها ويقضى لها حاجياتها من السوق، ليس هذا فقط بل وأرسل لها البنك ممرضة عندما احتاجت لذلك، وبعد أن تعافت المرأة من الكسر عادت للعمل مرتين فى الأسبوع لتعويض ما خسرته من رصيد وقتها فى البنك، وهكذا يعمل بنك الوقت، الشعب السويسرى يؤيد ذلك البنك ويدعمه لأنهم لمسوا فوائده على المجتمع، باختصار ذلك البنك وجد لتبادل أو مقايضة الخدمات الاجتماعية بدلا من تبادل الأموال، والخدمة تدخل فى باب المصلحة، فكرة جميلة جدا ومفيدة ويمكن تطبيقها فى كل مجتمع من المجتمعات لكنها تتطلب انضباطا وإحساسا بالمسئولية وإخلاصا فى أداء العمل مع إدارة جادة ذات عين مفتوحة ولا تنام..
ما قل ودل:
تعال على نفسك كمان.. تعال كمان.. كمان.. لسه وراك فاضى.. تعالى..

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة