كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

رسائل مهمة

كرم جبر

الثلاثاء، 11 أغسطس 2020 - 06:52 م

إجراء انتخابات مجلس الشيوخ فى هذا التوقيت رسالة للداخل والخارج بأجواء الاستقرار التى تحياها البلاد، فرغم الظروف الصعبة التى يعيشها العالم ودول المنطقة بفعل الحروب والأزمات وفيروس كورونا، إلا أن مصر تستكمل المشروعات الاقتصادية، وتجرى فى نفس الوقت انتخابات مجلس الشيوخ يعقبها النواب، فى ماراثون ديمقراطى طويل، يؤكد وقوف البلاد على أرض صلبة.
هذه الأيام هى ذكرى فض اعتصام رابعة والنهضة واستعادة الدولة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، بعد إنقاذ البلاد من أنياب وبراثن الجماعة الإرهابية التى هددت حاضر مصر ومستقبلها، وكانت تصعد بها بسرعة إلى الهاوية.
شتان بين دولة كانت فى طريقها إلى الانهيار، وشاهد المصريون بأعينهم المخاطر الجسيمة التى تحيط بهم، وبين دولة أخرى نعيش واقعها الآن، قوية وصلبة ومتماسكة رغم الظروف الصعبة.
كنا قديماً نشكو من الجالسين فى مقاعد المتفرجين والذين يعزفون عن الذهاب إلى الانتخابات، لأن إرادتهم كانت مزيفة ومزورة ويتم السطو على أصواتهم، ويتولى التصويت بدلاً منهم كائنات التزوير الذين يحترفون اللعب فى الصناديق.
الآن أصبح مستحيلاً تزييف صوت واحد، وتوجد ضمانات قوية للنزاهة والشفافية، ولا يمكن أبداً أن ينوب شخص عن آخر فى الإدلاء بصوته، وأصبح لكل صوت دوره وتأثيره.
من واجب الناخبين أن يتمسكوا بأصواتهم ويبتعدوا عن السلبية ويشاركوا فى الانتخابات، لاختيار من يمثلهم فى المجالس النيابية، ويدافع عن مصالحهم وقضاياهم.
مصر واثقة وتتحدى الصعاب وتمضى من مرحلة لأخرى بثبات وعزيمة وإرادة، والآن وقت الاصطفاف، اذهب وشارك واختار من تشاء، ولا تفرط فى حقك القانونى والدستوري.
>>>
ردنى إلى بلادى!
«ردنى إلى بلادى، مع نسائم الغوادى.. مع شعاعة تغاوت عند شاطئ ووادى».. أجمل أغانى فيروز، وما أجمل حب الأوطان بالعشق والجمال، وليس بالتشنج والصراخ.. ونسائم الغوادى هى النسمات التى تنساب من وداعة الصباح، أما الشعاعة التى تغاوت، فهى خيوط النور المنبعثة من الدلال أو الغواية.. الله على المعانى العذبة، حين يهيم الإنسان عشقاً فى حب وطنه.
محمد عبد الوهاب فى رائعته «حب الوطن فرض عليا» له شطر يقول «ليه بس ناح البلبل ليه فكرنى بالوطن الغالي».. والبلبل هو أجمل مخلوقات الله، وحين ينوح يصبح غناؤه أكثر عذوبة من كل الألحان، وكان عبد الوهاب الذى شدا بأغنية قبل ثورة يوليو، يحلم بوطن يتخلص من الاستعمار، ويشتاق إلى الحرية.
انتحرت الرومانسية، وصار بعض أبناء الأوطان أكثر عداءً لأوطانهم من الغزاة، وانقلب الحب إلى كراهية، والعشق إلى انتقام، والكاره لا يرى فى النور إلا ظلاماً.
لكن.. رغم القسوة والمرارة، فسوف تبقى الأوطان لدى أبنائها المخلصين واحة الرومانسية، وقصيدة الحب الخالدة إلى الأبد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة