صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

ثانوية ٥٧٣٥٧

صالح الصالحي

الأربعاء، 12 أغسطس 2020 - 05:20 م

 

لا أشك لحظة واحدة ان كل من يقرأ كلماتى حول أولادنا الذين يتلقون العلاج فى مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧ يتفق معى أن هؤلاء الأطفال يحتاجون منا ليس للعطف والرعاية العلاجية والنفسية فقط، وإنما مساندتهم ودعمهم فى العملية التعليمية. فأبناؤنا الذين يعالجون من هذا المرض اللعين، الذى يفتك بأجسادهم الصغيرة والضعيفة بل يتعدى الأمر لمزيد من الفتك والافتراس بالعلاج الكيماوى الذى لا يخفى على أحد مدى قسوته يحتاجون أن نقف بجانبهم ونشعرهم بحبنا لهم وتعاطفنا معهم واقعيا وليس مجرد كلام.
أبطالنا من الأطفال الذين يتلقون العلاج فى هذا الصرح العلمى هم أطفال فى مراحل تعليمية مختلفة منهم من يستطيع أن يعوض ما فقده فى رحلة العلاج، فى وقت يعانى الأطفال الأصحاء من صعوبات خاصة فى امتحان شهادة الثانوية العامة.. والتى تمثل مزيدا من الضغوط النفسية والجسدية فى تحصيل الدروس من خلال الدروس الخصوصية.
حديثى اليوم عن أبطالنا الأطفال الذين استطاعوا أن يجتازوا الامتحانات رغم كافة الظروف الصعبة التى ضاعفت منها أزمة كورونا.
وإن كنت أطلب طلباً انسانياً لهؤلاء الأطفال سواء الذين تم اجراء الامتحانات لهم داخل لجان المستشفى أو الذين استكملوا علاجهم وأصبحوا يترددون للمتابعة لاصلاح ما أفسده العلاج الكيماوى من تدمير جسدى ونفسى ومحاصرة هذا المرض اللعين خوفا من ظهوره مرة أخري.
وأعلم جيدا أن كل الطلاب سواسية أمام امتحانات موحدة وكذلك أمام مكتب التنسيق الذى لا يتعامل إلا مع بيان مجرد للدرجات، وإن كان هذا معيارا عادلا فالحكم الأول والاخير للدرجات التى حصل عليها الطالب التى تؤهله لدخول الكلية.
انما أطلب من قبيل الرحمة بهؤلاء الصغار أن يتم اعفاؤهم من شرط الالتحاق بالجامعات حسب المربع الجغرافى ويتم قبولهم بمعيار تقليل الاغتراب الذى يسمح لهم بالتحويل للكليات المناظرة دون شرط الحد الأدنى للمجموع لإعفائهم  من مشقة الاغتراب الذى لا يتناسب مع ظروفهم الصحية وفى نفس الوقت يسمح لهم بإمكانية التردد على المستشفى ورعاية أهاليهم لهم.
خاصة أن هناك حالات يتم تقديم استثناءات قانونية لها بموجب الظروف الخاصة التى يعانون منها، مثل حالات الاعاقة الجسدية والبصرية التى التفت إليها القانون مبكرا، فتلقوا من الدعم والرعاية ما يجعلهم يتمتعون بحياة سوية مثل أقرانهم  وأرى أن مرض السرطان وتداعياته لا يقل فى قسوته عن مثيلاته فى الحالات المستثناة.
اعلم أن هذا الأمر قد يحتاج لقرار جرىء لا أعلم خط سيره من الاجراءات القانونية لكنه سيسعد آلاف الأطفال وأهليهم بخلق نور الأمل داخل نفوسهم التى أجهدت من المرض والعلاج القاسى.
لكن ما شجعنى على هذا الأمر الطفرة الصحية التى شهدتها مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وما قدمه من مبادرات رفعت من التصنيف الطبى والعلاجى لمصر على مستوى العالم بشهادة منظمة الصحة العالمية ما يجعلنا لا نتردد فى اتخاذ هذه الخطوة لاحتواء هؤلاء الأطفال وخاصة ان هذا المرض يهاجمهم فى مراحلهم التعليمية المختلفة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة