كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الديمقراطية لمن يمارسها !

كرم جبر

الأربعاء، 12 أغسطس 2020 - 06:29 م

لا أمل فيهم ولا رجاء، ولن ترى عيونهم أى شيء إيجابى فى مصر، ويعيشون على حلم أن يسود الخراب والدمار وتعود الفوضى فى البلاد، فتأتيهم «قُبلة الحياة».
مصريون ولكن تحالفوا مع الشيطان ضد بلدهم ومواطنيهم، وسخروا أنفسهم للدعاية الكاذبة والشائعات المغرضة، ففقدوا الاحترام والحيدة والموضوعية، وأصبح الناس ينظرون إليهم كأعداء لبلدهم.
إعلاميون وغيرهم اختاروا أن يكونوا بنادق للإيجار فى أيدى تركيا وإيران ولمن يدفع لهم، وقطعوا كل الجسور مع بلدهم، وصاروا وبالاً على أقاربهم وأهاليهم الذين يعيشون فى مصر.
فى كل مناسبة طيبة تحدث فى البلاد، يفتشون فى السواد الذى يملأ قلوبهم، وتنطق ألسنتهم به، وخذ مثلاً أخيراً بانتخابات مجلس الشيوخ.
أولاً: إجراء الانتخابات فى هذا التوقيت بالذات معناه: «اطمئنوا مصر بخير»، بينما المنطقة من حولها تموج بالاضطرابات، والعالم كله يعانى من كورونا والخوف من توحشها من جديد، وكان من الطبيعى أن يتم تأجيل الانتخابات، ولكن جرأة القرار المصرى كانت حاسمة.
ثانياً: انتخاب مجلس النواب - أيضاً - على الأبواب، وهى الأكبر والأكثر أهمية وحشداً وتواجداً، والمتوقع أن تزيد أعداد المرشحين بكثير عن الشيوخ، وسوف تدب الحياة السياسية فى مختلف القرى والمدن، بما يرسخ الرغبة فى استكمال المسار الديمقراطى جنباً إلى جنب الإصلاحات الاقتصادية، وهو أمر يستوجب الإشادة والثناء، وليس التشويه.
ثالثاً: مصر فى قلب العروبة وتؤثر فيها وتتأثر بها، وإذا ظهر فيها ضوء فى نفق ظلمات الربيع العربي، فقد تسرى العدوى فى بقية الدول العربية الشقيقة، فى اليمن وسوريا ولبنان وليبيا، التى نتمنى لها ولشعوبها الخير والسلام وحقن الدماء، فتشرق شمس العرب من جديد، بعد سنوات من الحروب والاقتتال.
رابعاً: الصندوق بدلاً من السلاح، هو السبيل الأمثل للتغيير السلمى الهادئ، واختيار الشعوب من يمثلها فى المجالس المنتخبة ويعبر عن مصالحها ويدافع عن قضاياها.
خامساً: نزاهة الانتخابات وانتهاء أسطورة السطو على إرادة الناخبين التى كانت سائدة فى عهود سابقة، وبعد 30 يونيو ترسخ هذا المفهوم فى القوانين والممارسات، وأصبح الناس بأنفسهم يدركون أن أصواتهم ملكهم ولا يستطيع أحد تزوير إرادتهم.
>>>
الديمقراطية لمن يمارسها.
وليس لمن يدير ظهره لها أو يقاطعها، والأعداد التى تذهب للتصويت حتى لو كانت قليلة هى صاحبة الاختيار، وليس من حق الجالسين فى بيوتهم أن ينتقدوا بعد أن فرطوا فى حقوقهم.
الديمقراطية لمن يتمسك بحقه الانتخابى ويحرص على المشاركة، ويقول رأيه ويختار من يشاء، فعندما يقف أمام الصندوق، لا يملى عليه أحد الاختيار.
الديمقراطية لمن يمارسها، ولمن يحرص على حقه الدستورى، ودور الدولة هو التزام الحياد بين كافة المرشحين، وتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم وضمان سلامتهم وتوفير سبل الراحة لهم.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة