أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

رايحين فين

أحمد عباس

الخميس، 13 أغسطس 2020 - 07:04 م

 

بعد صباح النور، والهنا والسرور، وبعد أطيب التهانى، وأرق الأمانى، وتبادل الأغانى، ودكان الزلبانى..
ها يا جماعة، طب وبعدين!، حد يقول لى هانعمل إيه؟!
إحنا كل واحد فينا بيتكلم فى سكة لوحده، ناس.. بتتكلم فى جريمة فيرمونت، والمجلس القومى للمرأة، ودور المجتمع، وحق المرأة، ودور الدولة. وناس بتحكى عن غزل بيروت، وجسر جوى مصرى لدعم لبنان، وناس بتقول انتخابات الشيوخ، وشوية بيحكوا عن عقار جديد هايقلب العالم، وبطل حملة دعايته القيصر الروسى بذاته، وحروب اقتصادية متبادلة لاتزال دفينة لم تطف، وقدرات عسكرية للجيوش، والأخرق أردوجان، ووفاة مصطفى الحفناوي، وارتفاع أسعار الذهب فى العالم، والناس بتقول يا ريتنا اشترينا!
فيه كلام كمان عن ان لوشن العناية بالجلد المصنوع من الجزر يعطى البشرة لونا برونزيا جميلا، لكنه للأسف غامق أكثر من المستحضرات الأخرى، والجونة فى أرخص مواسمها، وصور تامر حبيب وسط النساء تثير القرف أكثر من لقطات «تيك توك»، والسياحة بدأت تعود، والجو حر جدا، والدنيا زحمة جدا، وطريق الجلالة ممتاز.
فيه كمان كلام عن ثبات أسعار اللحوم، وهدوء بالسوق العقاري، وكبارى مدينة نصر متى تنتهي، وكيف تستهدف شبكة «نتفليكس» حقن ثقافات جنسية شاذة فى عقول الناس، وأن طوابير الملصق الالكترونى كانت طويلة على كبار السن، وأن أسعار أجهزة التليفون المحمول ارتفعت، وفواتيره كمان زادت. وناس بتتكلم عن اعلان عمرو دياب على نافورة شيراتون الجزيرة، وكلام عن 30 مليون جنيه دفعتهم شركة فودافون للفنان قبل نجاح خروجها من السوق أو فشله، وصفقة رمضان صبحى مقابل ٩٠ مليون جنيه، وجدل دائر يسرى عن فيلم صاحب المقام، وكاتبه، وأبطاله، وإخراجه، والمغزى منه، وطريقة عرضه، وتوقيته!
طب وبعدين يا جماعة مين هايسمع مين، احنا كلنا بنتكلم فى نفس واحد، فمحدش قادر يسمع التاني، ولا يرد عليه، لانه مش فاهم هو بيقول إيه. كله بيعللى على اللى بعده، فنبقى فى دوشة عامة، ناس بتكلم نفسها، وناس بتتكلم على بعضها، وبقت الحكاية كأن الهدف هو الكلام، الكلام وبس. طيب تعالوا نركز مع بعض أكتر شوية، فنسمع بعض، ونكلم بعض، ونصدق بعض، ومانشتمش بعض عشان عيب والله، مابقناش صغيرين للكلام الفاضى ده.. ماهو أصل لو الحارة كلها اتكلمت فى نفس واحد، مين هايسمع، والعيال اللى هاتيجى فى الطريق دي، أهاليهم هايسمعوهم ايه، وهما هايطلعوا ازاي، وإحنا رايحين فين!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة