الكاتب الصحفي جمال حسين، رئيس تحرير الأخبار المسائي
الكاتب الصحفي جمال حسين، رئيس تحرير الأخبار المسائي


جمال حسين يكتب: المخابرات التركيَّة والقطريَّة«كلمة السر» فى «رابعة والنهضة»

جمال حسين

السبت، 15 أغسطس 2020 - 12:25 م

◄| الكبيسى يزور قيادات الإخوان..ويُؤكد لهم مساندة نظام الحمدين

◄| أسرار أخطر  ٧٢ ساعة قُبيل ٣٠ يونيو
◄| بديع لـ «مرسى»: عيِّن خيرت نائبًا للرئيس للسيطرة على الأوضاع
◄| 12 ألف تكفيرى فى  شوارع سيناء.. بعد تهريب 11مليون قطعة سلاح من ليبيا
◄| مكتب الإرشاد: 120 ألف إخوانى هيناموا أمام المدرعات لمنعها من التحرُّك !!
◄| باترسون: يجب استمرار مرسى.. والعصار: «التزمى بدوركِ الدبلوماسى»..ولـ «الشاطر»: موقفكم صعبٌ قدِّموا تنازلات ..وخيرت: سنُسيطر على مصر
◄| تركيا وقطر لم تتوقعا أن تُطيح 30 يونيو بمشروع الأخْونة وحكم الخلافة
◄| لماذا سافر خيرت الشاطر إلى تركيا قبل اعتصام رابعة؟!
◄| فيدان لـ «الشاطر»: احتشدوا فى الميادين مثل حمص السوريَّة للضغط على الجيش


بالأمس مرَّت علينا الذكرى السابعة لفض أكبر تجمُّعٍ إرهابىٍّ فى تاريخ مصر، بميدانى رابعة العدوية والنهضة.. سيظل يوم 14 أغسطس من عام 2013 شاهدًا على إرهاب ودموية جماعة الإخوان التى اتخذت من الدين ستارًا لتحقيق أهدافها للتشبُّث بحكم مصر حتى لو كان الثمن القتلَ والتفجيرَ والاغتيالات وسفك الدماء، وهي الإستراتيجيَّة التى انتهجتها  الجماعةُ منذ تأسيسها عام 1928، على يد حسن البنا.. لقد ادَّعى الإخوانُ زورًا وبهتانًا أن اعتصامهم سلميَّاً، لكن الحقيقةَ التي شاهدها العالم أجمع أكدت أنه كان اعتصامًا مُسلحًا، ومنصَّةً للتحريض على الاغتيالاتِ والتفجيراتِ والقتلِ والحرقِ والتدميرِ.. سيظلُّ هذا اليوم شاهدًا أيضًا على بطولات رجال الشرطة؛ الذين سقط منهم خلال هذه الأحداث  43 شهيدًا؛ من بينهم 18 ضابطًا، و19 من الأمناءِ والأفرادِ، و9 مجندين، بينما أُصيب 211 آخرين؛ بينهم 55 ضابطًا، و 156 من أمناء الشرطةِ، والأفرادِوالمجندين.. ورغم مرور 7 سنواتٍ على فض اعتصامى رابعة والنهضة، فإن الكثيرَ من الأسرارِ لم تُكشف بعد، وأن الملفات والوثائق لا تزال حُبلى بكواليس الخيانةِ والمؤامرةِ؛ التى صاغها ورسم خطتها رئيسا جهازى المخابرات التركىوالقطرى. واليوم نكشف النقاب عن بعض هذه الأسرار، خاصة الرحلتين السريتين اللتين زار خلالهما خيرت الشاطر أنقرة واسطنبول خلال 10 أيامٍ قُبيل بدء الاعتصام، مُلتقيًا خلالهما أردوغان ورئيس المخابرات التركيَّة؛ الذى طالبه بحشد الأهلِ والعشيرةِ فى ميدان رابعة، كما حدث فى مدينةِ حمص السوريَّة، وبعد عودته مباشرةً من أنقرة بدأ الاعتصامَ المُسلَّح..
47 يومًا هى مدة اعتصامى رابعة والنهضة، ارتكبت الجماعة الإرهابية خلالها كل الموبقات؛ من تعذيبٍ وخطفٍ وإتلافٍ للمرافق والمنشآت العامة، وتعطيل مصالح المواطنين، وسرقة سيارات البث الخاصة بالتليفزيون المصرى،واستغلالها للبث لقناة الجزيرة القطريَّة، إضافةً إلى استعراض القوَّة، والتحريض ضد الدولة.. وبين عشيةٍ وضحاها أشعل قيادات جماعة الإخوان حماس الشباب المخطوفين ذهنيًا من فوق منصتى اعتصامى رابعة العدويَّة والنهضة، حتى صدر قرار الدولة بتكليف اللواء محمد ابراهيم وزير الداخليَّة بفض الاعتصامين، ونجحت القوات في فض الاعتصامين وألقت القبضَ على 739 إخوانيًا، أسندت لهم النيابةُ عدة تُهمٍ، على رأسها القتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة؛ المكلفة بفض تجمْهرهم، والشروع فى القتلِ ، وجاء اسم محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان، على رأس قائمة المتهمين، يليه عصام العريان، وعبدالرحمن البر،وعاصم عبدالماجد، ومحمد البلتاجى، وصفوت حجازى، وأسامة ياسين، وباسم عودة، وطارق الزمر، وعصام سلطان، وأسامة محمد مرسى، ووجدى غنيم، لكن الغريب أن معظم قيادات الجماعة؛ الذين كانوا لا يبرحون منصة رابعة، هربوا فور بدء عملية الفضِّ، وأشارت تقاريرٌ أمنيةٌ أنهم تمكَّنوا من الهربِ فى زى منتقبات؛ حتى لايتم القبضُ عليهم، واختبأوا فى شققٍ بأماكن متفرقةٍ بالقاهرة والجيزة والمحافظات.. بعد انتهاء فض الاعتصامين،بدأ رجالُ الشرطةِ في مطاردة شياطين الفتنةِ؛ الذين أرادوا إشعال مصر وإسقاطها، وبدأت أجهزةُ الأمنِ فىاصطيادهم رغم أن بعضهم غيروا ملامح وجوههم؛ بحلق شواربهم ولحاهم، وصبغوا شعورهم؛ حتى لا يتعرَّف عليهم أحدٌ أثناء رحلة الهربِ إلى حدود السودان وليبيا وغزَّة، ومنها إلى تركيا وقطر، لكن عيون الأمن كانت لهم بالمرصاد، وسقطوا تباعًا واحدًا تلو الآخر.
الخفافيش  فى  المصيدة
واستمرَّت الملاحقات الأمنيَّة أيامًا وشهورًا، بعد أن ذابوا وسط المواطنين، وقام أنصارهم بإخفائهم داخل شققٍ مُحصَّنةٍ لا يبرحوها على الإطلاقِ.. كانت البداية فى قرية ترسا، التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، حيث ألقت أجهزةُ الأمنِ القبضَ على محمد البلتاجى، وفى المكان نفسه ضبطت معه القيادى الإخوانى خالد الأزهرى، وزير القوى العاملة فى عهد الإخوان، والقيادى جمال العشرى. وقُبيل هروبه إلى ليبيا نجحت أجهزةُ الأمنِ بمطروح فى القبض على صفوت حجازى بمنطقة سيوة، بعد أن حلق لحيته وشاربه وصبغ شعره، وفي مدينة نصرألقت أجهزةُ الأمن القبضَ على خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد وبعد رحلة هروبٍ طويلةٍ ألقت أجهزةُ الأمنِ القبضَ على القيادى الإخوانى عصام العريان فى شقةٍ بالتجمع الخامس.. أيضًا تمَّ ضبط القيادى حسن البرنس،  فى إحدى الشقق بالقاهرة الجديدة، كما تمَّ ضبط المهندس فتحى شهاب الدين فى إحدى الشقق النائيَّة.   
أخطر  72  ساعة
قبل ثورة 30 يونيو  عاشت مصر أخطر 72 ساعةً، حيث تلقَّى محمد مرسى توجيهًا من محمد بديع، مرشدالإخوان، بضرورة إصدار قرارٍ بتعيين خيرت الشاطر نائباً لرئيس الجمهوريَّة؛ من أجل السيطرةِ على الأوضاع بقبضته القويَّة.. وقد رصد أحد الأجهزة الأمنيَّة، فى تقريرٍ رسمىٍّ خلال عام حكم الإخوان، أن مرسى اجتمع بقيادات السلفيَّة الجهاديَّة بسيناء، وسرَّب لهم الخُطط الأمنيَّة، وتوافدت العناصر الإرهابيَّة من جميع التنظيمات الإرهابيَّة على سيناء وتزايدت أعداد التكفيريين خلال عام حكم الإخوان، إلى 12 ألف تكفيرى.. التقرير أكَّد أيضًا أن مسئولًا أمنيًا اتصل بـ 4 من قيادات حركة حماس وحذَّرهم من المشاركة فى أى مخططٍ، وتم إغلاق المنطقةالحدوديَّة مع غزَّة، واعتبارها «منطقةً عسكريةً مُغلقةً». وأثناء ثورة 30 يونيو تدخَّل مسئولون أمريكيون، وسألوا المسئولين المصريين: ماذا أنتم فاعلون؟ نُوصيكم بعدم التدخُّل؛ لأن «مرسى» لديه شرعيَّة.. وجاء الردُّ المصرىُّ صادمًا لأمريكا، حيث قال المسئولون المصريون للأمريكان: تعالوا نُبدِّل مواقِعنا ونسألكم: لو نزل الشعبُ الأمريكىُّ للشوارع وثار على رئيسكم، هل كنتم تقفون وتتفرجون؟،نحن مع الشعب ونُنفِّذ إرادة الشعب.. وذكر التقريرُ الأمنىُّ أن السفيرة الأمريكيَّة بالقاهرة آن باترسون  قالت،خلال اجتماعٍ مع القوى السياسيَّة المصريَّة: لا نُرحِّب بنزول الجيشِ، ويجب استمرار الرئيس المُنتخب، وردَّ عليهااللواء محمد العصار، رحمه الله، قائلًا: عليكِ الالتزام بدوركِ الدبلوماسى دون التدخُّل فى شئوننا لأن إرادةالمصريين هى التى تحكُمنا. بعد يومين التقت السفيرة الأمريكيَّة خيرت الشاطر وقالت له: إحنا فى آخر لحظة، والوقت ليس فى صالحكم،وموقِفكم يزداد صعوبةً، وعليكم تقديم تنازلات فورًا؛ لأن معلوماتنا تُؤكِّد أن 33 مليون مصرى فى الشوارع، والناس قاعدين فى الميادين والطُرق، ونايمين على قُضبان السكة الحديد، فردَّ الشاطر عليها قائلًا: لا، لن نتراجع.. سنُسيطر على مصر بأكملها. تقارير تقديرات الموقف خلال ثورة 30 يونيو، أشارت إلى أن الإخوان يمتلكون 11 مليون قطعة سلاح قاموا بتهريبها من ليبيا، خلال العام الذى حكموا فيه مصر، إضافةً إلى كمياتٍ هائلةٍ من المفرقعات، وأن مكتب الإرشاد هدَّد أحد قيادات الجيش المصرى قائلًا: «عندى 120 ألف إخوانى هيناموا أمام المدرعات علشان يمنعوها من التحرُّك ..وأكَّد تقريرُ أن مسئولًا بجهةٍ سياديَّةٍ اتصل بالبرادعى وقال له: مش كل شويه تقولنا جون كيرى غضبان.. وآن باتريسون زعلانة، وأوباما مِتضايق، وهيلارى كلينتون بِتِستفسر وهى مِتعصَّبة، إذا كُنت بتهددنا بيهم، احنا ما بنتهددش واللى عايزُه الشعب هيتعِمل.
مخطط  بيع  سيناء
رصدت الأجهزةُ الأمنيَّةُ عدة اتصالاتٍ لخيرت الشاطر مع جهاتٍ خارجيَّةٍ، سواء عبر التليفون أو البريد الإلكترونى؛من بينها رسائل بين الشاطر والسفيرة الأمريكيَّة آن باترسون؛ التى نسَّقت معه؛ لتنفيذ خطة تبديل جزء من أرض سيناء بغيره فى صحراء النقب، مقابل تقديم مساعداتٍ لمصر لمدة 20 سنةً، وأجرى الشاطر، من خلال السفيرة،اتصالًا تليفونيًا استمرَّ 45 دقيقةً يوم 4 أبريل 2013، مع لائيل برينارد، وكيل وزارة الخزانة الأمريكيَّة؛ لمناقشة زيارة وفد صندوق النقد الدولى لمصر. ورصدت الأجهزةُ الأمنيَّةُ رسالةً بعنوان «خطة مقترحة» واردة إلى خيرت الشاطر، تضمَّنت إخطاره بالخطة التى أعدها الإخوانى محسن رشوان بأسلوب وطريقة مواجهة أحداث 30 يونيو.
أردوغان  والشاطر
خلال الأيامِ العشرة التى سبقت ثورة ٣٠ يونيو، توجَّه خيرت الشاطر إلى إسطنبول وأنقرة  مرتين، التقى خلالهما أردوغان، ومدير المخابرات التركى، من أجل التشاور والبحثِ عن حلٍ للأزمةِ التى تُواجه حكم الإخوان، والمُستجدات التى طرأت على الساحةِ السياسيَّةِ فى مصر.
الزيارة الأولى فى ٧ مايو، والثانية كانت ٢٣ مايو، وكشفت وثائق سريَّة وتسجيلات عن تفاصيل الخطة السريَّة التى حاول أردوغان تنفيذها عام 2013؛ للمساهمةِ فى إيصال جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم فى مصر، ضمن صفقةٍ أبرمها أردوغان مع رجل  الإخوان القوى خيرت الشاطر. تفاصيل هذه الخطة جاءت خلال مكالمةٍ تم التنصُّت عليها بشكلٍ سرىٍّ، تمَّت فى الثالث والعشرين من أبريل عام 2013، بين الرئيس التركى، ومصطفي طوباش، رئيس مجلس إدارة شركة (بيم) التركيَّة، وأحد أبرز رجال الأعمال الموالين لنظام إردوغان، والذى يرتبط بعلاقاتٍ وثيقةٍ معه منذ سنواتٍ طويلةٍ.. قال طوباش إنه التقى برجل الأعمال السعودى ياسين القاضى، الذي أدرجته أمريكا و الأمم المتحدة كأحد ممولى تنظيم القاعدة، وتناقش معه حول الأحداثِ الأخيرةِ فى مصر، وقال القاضى إن مَنْ يُدير الحكم فعليًا فى مصر هو خيرت الشاطر وليس مرسى، وردَّ أردوغان على هذا بالقول: أخبرت قيادات الإخوان أن يتجنَّبوا حدوث أى انشقاقاتٍ أو توتراتٍ فيما بينهم، وإنه وجَّه بعض النصائح لمرسى وقادة جماعة الإخوان؛ بهدف تحسين صورتهم أمام الشعبِ، واستطرد: قلت لمرسى، انظر، القاهرة تضجُّ بالقمامةِ، وهى تنتشر فى كل مكانٍ، خاصةً المناطق العشوائيَّة، والقاهرة القديمة، التى تنتشر بها مصانع الجلودِ، ومتاجر بيع المنتجات الجلديَّة، التى تفيح منها روائح سيئة للغايةِ، لذلك دعنا نقم بشىءٍ حيال هذا الأمر، ثم قال لمرسى إنه سيُرسل إليه ممثلين عن إحدى الشركات التركيَّة، سيعملون فى القاهرة؛ لمعالجة هذا الموضوع، وسيمنحه ما بين مائة إلى مائة وخمسين شاحنة ثقيلة؛ لجمع وضغط القمامة، فى محاولةٍ منه لتحسين صورة مرسى وجماعته ؟!!
العداء  القطرى  -  التركى
ربما يتساءل البعضُ: ما سر هذا العداء الكبير من تركيا وقطر لمصر؟ ولماذا هذه المساندة الكبيرة لجماعة الإخوان الارهابيَّة؟
الإجابة أن تركيا وقطر وحليفهما القوى التنظيم الدولى للإخوان لم يتوقَّعوا أن تُطيح ثورة 30 يونيو بحكم الإخوان بهذه السرعة، خلال عامٍ واحدٍ من حكم مصر؛ لتقضى على مخططات التنظيم فى المنطقة بأسرها.. لم تتخيل تركياوقطر أن تكون 30 يونيو حجر عُثرةٍ أمام أحلامهم فى تغيير واقعٍ خطَّطوا له بليلٍ، بمعاونة أجهزة استخبارات غربيَّة؛ لتسليم المنطقة لحكم الإخوان؛ حتى تُسيطر تركيا على المنطقة سياسيًا واقتصاديًا، وأن يتمدد الحكمُ الدينىُّ ليشمل بقية الدول العربيَّة. لم تتخيل إسطنبول وحليفتها الدوحة أن تُوئد ثورة 30 يونيو مشروع أخْونةالمنطقة، وهو المشروعُ الذى وحَّد قطر وتركيا والتنظيم الدولى للإخوان فى حلفٍ واحدٍ بمباركةٍ أمريكيَّةٍ وغربيَّةٍ تُحرِّكها أيادٍ مخابراتيَّة.. لذلك جاءت ردة الفعل التركيَّة والقطريَّة على ثورة يونيو كبيرةً، وتحوَّلت إلى حربٍ مُعلنةٍإعلاميًا وسياسيًا واقتصاديًا من جانب البلدين بتكريس كل جهودهما؛ لمنع سقوط الإخوان وإفشال ثورة 30 يونيو،واستخدمتا قناة الجزيرة القطريَّة وأخواتها بإسطنبول فى بثٍ مستمرٍّ على مدى 24 ساعةً، فى محاولاتٍ للحشدِ لصالح الإخوان.
الخلافةُ  العثمانيَّة
خلال السنوات الماضية حفيت أقدام الرئيس التركى أردوغان؛ لإقناع قادة أوروبا للموافقة على انضمام بلاده إلىالاتحاد الأوروبى، لكن معظم الدول الأوروبيَّة رفضت ذلك بشدةٍ.. وجاء تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمثابة القشَّة التى قصمت ظهر تركيا، وبددت أحلامها حين قالت ميركل: تركيا التى ما زالت تُفاوض من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبى، لن تُصبح أبدًا عضوًا فى الاتحاد الأوروبى. تبخَّرت أحلام تركيا، رغم أن أردوغان عمل «عجين الفلاحة»، ونفَّذ كل ما طلبته دول الاتحاد الأوروبى من اشتراطاتٍ؛ منها ما يتعارض بشدةٍ مع تعاليم الدين الإسلامى، الذى يدَّعى أردوغان أنه يرفع رايته من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبى .. هذا الرفضُ المستمرُ من الاتحاد الأوروبى لتركيا، جعل أحمد داود أوغلو يُوعز إلى صديقه أردوغان بضرورةاستعادة السيطرة التركيَّة على الشرق؛ وهو ما دفع أردوغان إلى مساعدة الغرب فى  تسليم المنطقةِ للإخوان،مقابل ان تُهيمن تركيا اقتصاديًا وسياسيًا على المنطقةِ  حتى استيقظ على كابوس انهيار حلم إعادة الإمبراطوريَّةالعثمانيَّة على يد ثورة 30 يونيو.
تجسسٌ  تركىٌّ
معهد واشنطن للدراسات والأبحاث أشار فى دراسةٍ إلى محاولاتِ تركيا لإنقاذِ الحكم الإخوانى أكدت انه مع اقتراب موعد احتجاجات 30 يونيو، أرسل أردوغان رئيس جهاز المخابرات  التركى هاكان فيدان، لزيارة مرسى .. مهمَّة فيدان كانت لتحذير مرسى من حدوثِ انقلابٍ وشيكٍ، ومناقشة كيفيَّة منع ذلك الانقلاب.. وبعد سقوط حكم الإخوان في مصر تبنَّى أردوغان وجهة النظر الإخوانيَّة، وراح يحرِّضُ على مقاطعةِ النظامِ المصرى، وفتح أبواب تركيا لقياداتِ الإخوان وحلفائِهم الهاربين، مُحتضنًا كلّ مؤيِّدى الإخوان، ومن تركيا انطلقت المنصَّاتُ الإعلاميَّة الإخوانيَّة، الشرق، ورابعة، ومكملين، تلك القنوات التى مارست التحريضَ على القتلِ والعنف ونشرِ الفوضى.  ووصل الأمر بتركيا إلى التجسُّس ضد مصر، حيث نجحت أجهزةُ الأمن المصريَّة عام 2018 فى كشف أكبر قضيَّةِ تجسُّسٍ تركيَّةٍ على مصر، ضمت 29 متّهمًا، بعضهم داخل مصر وبعضهم خارجها، بقصدِ استهداف المنشآتِ الحيويَّة المصريَّة..كما كشفت أجهزةُ الأمنِ المصريَّة شحنات أسلحةٍ قادمةٍ من تركيا، حاولوا تهريبها عبرالموانئ المصريَّة لدعم الإخوان، كما كشفت الأجهزةُ الأمنيَّة عشرات الشحنات التى تحتوى على أدواتِ التجسُّس.

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة لنكشف توابع زلزال فض اعتصامي رابعة والنهضة ونقل مسرح العمليات الإرهابية إلى سيناء ..لكن الله سخر لمصر الرئيس البطل عبدالفتاح السيسي الذي حمل روحه على أكفه من أجل مصر ونجح مع خير أجناد الارض بالجيش المصري العظيم والشرطة الباسلة في إنقاذ مصر من مخطط إستهدف إسقاطها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة