بقلم: آمال المغربى
بقلم: آمال المغربى


عين على الحدث

25عاما على مذبحة سربرينيتشا

آمال المغربي

السبت، 15 أغسطس 2020 - 07:36 م

 

رغم مرور 25 عاما على مجازر سربرينيتشا إلا أن الألم مازال يتسرب عبر السنوات والأجيال..فالمكان لا يزال يشهد بالجريمة التى ترفض أن تتوارى فى ظلام الماضي. هذا ما يشعر به الناجون من المذبحة وعائلات القتلى الذين يتجمعون حول المكان فى انتظار معرفة عظام رجالهم وأطفالهم من المفقودين حتى الآن ورغم العثور على رفات نحو 6900 من ضحايا المجزرة فى أكثر من ثمانين حفرة جماعية وتحديد هوياتهم فلايزال أكثر من 1200 شخص مفقودين ويبقى أقاربهم فى عذاب دائم.
ففى الشهر الماضى أحيا البوسنيون ذكرى مرور ربع قرن على المجزرة التى قام بها صرب البوسنة وهى أسوأ مجزرة وقعت على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
المأساة حدثت عندما فكرت البوسنة فى أن تستقل بنفسها عن الاتحاد اليوغوسلافى على غرار الصرب والكروات، اللذين أرادا الاستقلال أيضًا عن يوغسلافيا، إلا أن صربيا ساندت مواقف صرب البوسنة فى عدم الانفصال باعتبار أن المسلمين هم فى الأصل من الصرب، واعتنقوا الإسلام خلال الحكم العثماني، وهذا الانتماء الدينى المخالف لعقيدة صربيا (الأرثوذكسية) لايستوجب إعطاء المسلمين الحكم الذاتى فى يوغوسلافيا، ومن هنا بدأت الكارثة المسماة بحرب البوسنة بين الصرب والمسلمين التى انتهت بسيطرة قوات صرب البوسنة على سربرينتشا التى أعلنتها الأمم المتحدة «منطقة آمنة» فى 11 يوليو عام 1995 وقامت خلال أيام بقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى من مسلمى البوسنة وقامت القوات الصربية بعمليات اغتصاب منظمة لآلاف النساء المسلمات ورغم مرور السنوات الطويلة إلا إن عائلات القتلى تنتظر مايتم العثور عليه من عظام ذويهم ليبدأوا فى أعمال التعرف على الحمض النووى.. المشكلة أن الكثير من الأسر تجد صعوبة شديدة حتى الآن فى العثور عليها لأن قيادة صرب البوسنة قامت بعد المذبحة بنبش القبور وإعادة دفن الجثث فى محاولة لإخفائها مما تسبب فى تمزق الجثث أثناء هذه العملية.
الكارثة الفعلية أن المذبحة تمت تحت أنظار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التى لم تتدخل مما جعل الأمين العام السابق كوفى عنان يعلن فيما بعد «إن مأساة سريبرينتشا ستطارد تاريخ الأمم المتحدة إلى الأبد».
خلال تلك الحرب ذاق مسلمو البوسنة والهرسك أبشع أنواع التعذيب التى لم يشهد التاريخ مثلها من قبل على يد القوات الصربية، من قتل وتشريد واغتصاب وتم هُدِّم مئات المساجد والمنشآت الإسلامية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة قد صنفت هذه الواقعة على أنها مجزرة واعتبرت أنها ترقى لمستوى الإبادة وحكم القضاء الدولى على القائدين السياسى والعسكرى لصرب البوسنة حينذاك رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة، خصوصا لمجرزة سربرنيتشا وحصار ساريفو.
وبدلا من أن يتوارى الصرب خجلا من فعلتهم الشنيعة يصر قادتهم على التشكيك فى حقيقة مذابح سربرنيتشا. ويؤيدهم فى ذلك القوميون فى صربيا وفى موسكو!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة