أحيا الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي، الأمل في نفوس سكان العشوائيات، عندما قال لهم بعبارات واضحة من مدينة بدر: «مش هنسيبكم أبدا، وهنعمل كويس، لتوفير المسكن المناسب».
هذا التحرك الحكومي الجاد يمثل خطوة حتمية، علي طريق حل المشكلة، لكن نقل سكان العشوائيات الخطرة إلي مساكن آدمية، وهو أمر محمود، مجرد حل جزئي. أما الحل الشامل فيقتضي منع أسباب المشكلة من الأساس، حتي لا نفاجأ بعد تسكين مئات الآلاف من سكان العشوائيات الخطرة حاليا، بظهور مناطق اخري، لتتجدد المشكلة ونجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة !
التقارير تؤكد ان سبب ظهور العشوائيات في مصر مطلع الثمانينات، هو الهجرة المكثفة من الريف إلي المدن، بسبب ما تعرضت له القري من اهمال كبير. وهناك اسباب اخري لا تقل اهمية تتمثل في الفساد المستشري في المحليات، وما خلفه من ظهور احياء كاملة في مختلف مدن مصر بلا تخطيط او مرافق بالرشاوي، ووجدت الحكومة نفسها مضطرة لتوصيل الكهرباء والمياه لها.
الحل الحاسم يتطلب اعطاء قري مصر نفس الاهتمام الذي تحظي به المدن حتي لا يضطر أهلها لهجرها. وتقنين اوضاع المناطق العشوائية غير الخطرة، التي تضم عمارات شاهقة آمنة لكنها بدون ترخيص، بما يسمح بمد المرافق إليها، ما ينعكس علي تحسين مستوي معيشة ساكنيها. وقبل كل ذلك تطهير المحليات من الموظفين المرتشين، وتبسيط اجراءات التراخيص الجديدة لقطع الطريق امام المفسدين. حينئذ، يجدر بنا ان نحتفل جميعا بتخلص مصر من عار العشوائيات.